حُجبت الشمس في القطب الشمالي، سيبيريا، قال السكان المحليون في شمال “ياقوتيا” أن ضوء النهار اختفى تمامًا لعدة ساعات، حسب صحيفة “التايمز السيبيرية”.

بالنسبة لجمهورية “ياقوتيا” الروسية (والتي تدعى أيضًا “ساخا”)، هي جزء من “سيبيريا” التي تعد موطنًا لأشد المدن برودةً في العالم ، فإن شهر يوليو/تموز، هو متنفس ترحيبي من الشتاء الذي يدوم سبعة أشهر؛ إذ يبدأ من شهر أكتوبر حتى شهر أبريل.

إنه وقت نادر من السنة خلاله يتمكن السكان المحليون من الخروج من المنزل دون التعرض لخطر تجمد نظاراتهم على وجوههم، وهو وقت يمكن فيه للشمس الرحيمة أن تتعلق في السماء لمدة تزيد عن 20 ساعةً في اليوم بدلًا من أقل من ساعتين.

تخيل الارتباك وخيبة الأمل، عندما خرج السكان المحليون في منطقتين على الأقل من “ياقوتيا” ظهر الجمعة، يوم 20 من شهر تموز ورأوا الشمس مختفيةً تمامًا لمدة 3 ساعات.

وفقًا للموقع الإخباري الإقليمي “ياقوتيا 24″، فإن منطقتي “إيفينو-بايتتانتاسكي” و “تشيجانسكي” في “ياقوتيا” دخلتا على نحو غير قابل للتفسير في 3 ساعات من الظلام الغامض بين الساعة 11 صباحًا والساعة 2 ظهرًا حسب التوقيت المحلي في يوم الجمعة.

الصور التي زُودت من قبل السكان المحليين المتحيّرين تُظهر أكثر قليلًا من الظلال السوداء للأشجار والمباني المتدلية على سديم محمّر من السماء، بالإضافة إلى الجو المشؤوم، بدا الهواء سميكًا مع سديم متسخ من غبار أسود.

حسب ما قاله شهود عيان على هذا الحدث الغريب للموقع الإخباري “أخبار ساخا اليومية”: «كان من المستحيل التواجد في الشارع»، وأفاد سكان محليون آخرون أن السماء أصبحت فجأةً سوداء قاتمةً في منازلهم، لدرجة أن الضباب الدخاني الغامض حوّل براميل المياه إلى براميل طين وأن البحيرات القريبة خرجت من الكسوف مغطاة بطبقة سوداء قذرة من التلوث، يا له من صيف سعيد!

إذًا، ما الذي كان وراء هذا الكسوف الغامض؟ في حين أن أحد السكان المحليين ألقى باللوم على الشيطان في حصول هذا الحادث، فإن هنالك مذنبًا أكثر احتمالًا منه: حرائق الغابات المتعددة حول “ياقوتيا” وأماكن أخرى في سيبيريا، حسب ما ذكرت صحيفة “التايمز السيبيرية”.

بين 5-9 من شهر يوليو/تموز من عام 2018، انتشرت سحابة دخانية هائلة أُطلقت من قبل سلسلة من حرائق الغابات السيبيرية على نصف المسافة حول الكرة الأرضية، مرورًا بـ “ألاسكا” وإلى وسط “كندا”، حسب مرصد الأرض التابع لـ ناسا.

كما يذكرّنا مرصد الأرض التابع لـ ناسا، إنه فصل الحرائق الهائلة في سيبيريا، وقد أحرقت المئات من الحرائق بالفعل عشرات الآلاف من الهكتارات من الغابة منذ شهر مايو/آيار (والهكتار أو الأكر هو وحدة حجم لقياس مساحة الأراضي الزراعية).

في حين أن معظم هذه الحرائق تقع على بعد مئات الأميال من المدن التي حدث فيها الكسوف والمغطاة بالغبار، فقد تم تتبع الدخان والهباء الجوي الذي أطلقته بعض هذه الحرائق في نصف المسافة حول الكرة الأرضية.

أنتجت مجموعة واحدة من الحرائق المشتعلة في الثالث من يوليو/تموز سحابةً دخانيةً هائلةً؛ والتي انتشرت على أكثر من خمسة آلاف ميل (أي ثمانية آلاف كيلومتر) خلال 11 يومًا، مرورًا بشمال شرقي روسيا، وعبر “ألاسكا” وإلى وسط “كندا” قبل بداية مرحلة ضُعفها.

وكتب علماء ناسا؛ أنه يمكن لسحابة دخانية بهذا الحجم أن تظلل الأرض تحتها بسهولة وتملأ الهواء بغازات ملوثة.

ومع ذلك، اعتبارًا من (23 من شهر يوليو/تموز)، لم يتم التوصل إلى استنتاجات قاطعة حول الكسوف غير المفهوم في “ياقوتيا”.

تمتلك سيبيريا حصتها من الحوادث الغريبة، بدايةً من الحقيبة المليئة بالأيدي المقطوعة التي ظهرت في الثلج في شهر مارس/آذار، إلى زخات مطرية من سبائك الذهب التي أمطرت من السماء.

ولدى سيبيريا الصناعية بعض قضايا التلوث طويلة المدى (انظر إلى “المطر الدموي” من الصدأ الصناعي الذي سقط في موقف للسيارات في المصنع قبل بضعة أسابيع فقط)، لذلك يمكن أن يكون تعتيم التلوث هذا ببساطة نتيجةً لمجموعة من العوامل نأمل، ألا يكون الشيطان واحدٌ منها.


  • ترجمة: ليلى خالد
  • تدقيق: أحلام مرشد
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر