هل يجعلك النظر لصورة شخصٍ يتثاءب ترغب بالتثاؤب؟ قرابة النصف من الناس يقومون بالتثاؤب بعد تثاؤب من حولهم.

بسبب ظاهرة عالمية تسمى بـ (عدوى التثاؤب).

بعكس اعتقاد الناس، اقترحت دراسة جديدة من قبل جامعة دوك (Duke University) في الولايات المتحدة أن عدوى التثاؤب ليس لها علاقة قوية بالمتغيّرات مثل التعاطف والتعب والمستويات المختلفة من الطاقة.

وأشارت دراسة سابقة إلى وجود ارتباط بين التثاؤب المعدي والتعاطف.

ولكن وجد الباحثون بمركز (دوك للتغيرات الجينية فيي الإنسان) أن التثاؤب يمكن أن يقل عند تقدم الشخص بالعمر ولا يرتبط بالتعاطف.

كانت الدراسة بعنوان «التغيرات الفردية في قابلية التأثير على التثاؤب المعدي هي تغيرات مستقلة للغاية، وغير معزوَّة إلىى التعاطف أو عوامل أخرى»، ونُشرَت في الرابع عشر من شهر آذار/مارس في مجلة «PLOS ONE» العلمية.

وهي من إحدى الدراسات الأكثر شمولًا للعوامل المؤثرة على التثاؤب المعدي حتى الآن.

وتقول الباحثة في الدراسة «إليزابيث سيروليElizabeth Cirulli-» الحاصلة على درجة الدكتوراه في الطب بمركز دوك للتغيرات الجينية بالإنسان بكلية الطب: «نقص العلاقة في دراستنا بين التثاؤب المعدي والتعاطف تشير إلى أن التثاؤب المعدي ليس نتيجة لقدرة الشخص على التعاطف».

وأكد الباحثون بأنه كلما ازداد فهمنا لبيولوجيا العوامل المشاركة في التثاؤب المعدي كلما ازداد فهمنا للأمراض كمرض الفصام والتوحد.

وجدت دراسة في عام 2010 بجامعة كونيتيكت في الولايات المتحدة بأن معظم الأطفال لا يملكون القابلية للإصابة بعدوى التثاؤب حتى عمر الأربع سنوات، وأطفال التوحد أقل قابلية للإصابة بعدوى التثاؤب مقارنة بالآخرين.

وجد الباحثون في دراسة أجريت على ما يقارب 30 شخص بين عمري 6-15 سنة من المصابين باضطرابات طيف التوحّد (ASD)) أن أطفال التوحد كانو أقل عرضة للتثاؤب بمقارنة بأقرانهم.

والأطفال ذوو الإصابة الشديدة لديهم أقل قابلية للإصابة بعدوى التثاؤب مقارنةً بذوي الإصابة الأقل حدة.

إن قرأت كلمة «تثاؤب» ستتثاءب

التثاؤب في الأصل ظاهرة تحصل فقط عند الإنسان وقرود الشمبانزي كرد فعل للسمع أو الرؤية أو حتى التفكير بالتثاؤب.

كم عددد المرات التي شعرت فيها برغبة في التثاؤب عند قراءتك لهذا المقال؟ وجدت الدراسات مجموعة من الأشخاص أكثر قابلية للتثاؤب من غيرهم.

يحدث التثاؤب بطريقة عفوية عند التعب أو الملل.

ويلاحظ التثاؤب العفوي لأول مرة في الرحم، بينما يحصل التثاؤب المعدي لأولل مرة في مرحلة الطفولة.

تهدف دراسة دوك (Duke) إلى تحديدٍ أفضل حول كيفية تأثير عوامل معينة على قابلية الشخص للتثاؤب المعدي.

ووجد الباحثون أن بعض الأشخاص يكونون أقل عرضة للتثاؤب مقارنة بغيرهم.

في المتوسط، يتثاءب الشخص ما بين 0 حتى 155 مرة عند مشاهدة فيلم مدته 3 دقائق يُعرَض فيه أناس يتثاءبون.

من بين 328 شخصًا تمت عليهم التجربة، 222 منهم تثاءبوا لمرة واحدة على الأقل.

إن كنت ترغب في قياس قابليتك للتثاؤب شاهد هذا الفيديو بعنوان (Yawn-O-Meter)

كم دقيقة مرت قبل أن تتثاءب؟

وعلى نقيض الدراسات السابقة، لم يجد الباحثون في دوك (Duke) الارتباط القوي بين التثاؤب المعدي والتعاطف والذكاء أو حتىى أوقات اليوم.

وكان العامل الوحيد ذو التأثير على التثاؤب المعدي هو العمر، فكلما ازداد العمر، قلّت قابلية التثاؤب.

ومع ذلك، كان عامل العمر المفسِّر الوحيد لثمانية في المئة من التباين في الاستجابة لعدوى التثاؤب.

خلاصة الأمر: نحتاج للمزيد من البحوث حول التثاؤب المعدي.

اختتمت إليزابيث: «عامل العمر كان أكثر المؤشرات أهميةً على التثاؤب المعدي، وفي نفس الوقت لم يكن مهمًا.

فلم نجدد تفسيرًا للتباين بين استجابة أغلبية المشاركين».

في نهاية المطاف، يبقى التثاؤب المعدي لغزًا محيرًا للعلماء.

ويخطط الباحثون بجامعة دوك لدراسة العوامل الوراثية المحتملة في التأثير على التثاؤب المعدي.

يكمن هدفهم على المدى الطويل في تحديد الأساس الجيني للتثاؤب المعدي كوسيلة أفضل لفهم الأمراض التي تصيب الإنسان مثل الفصام والتوحد، وكذلك طبيعة الأداء بشكل عام.

وتقول إلزابيث: «من الممكن أننا إذا وجدنا البديل الجيني لجعل الناس أقل قابلية للتعرض للتثاؤب المعدي، قد نرى أن البديل أو البدائل من نفس الجين مرتبطة أيضًا بالفصام أو التوحد».

وأضافت: «حتى إن لم يكن هناك ارتباطٌ بالأمراض، فإن الفهم الأفضل لبيولوجيا التثاؤب المعدي يمكنه إعلامنا بالسبل التي تساهم بهذه الحالات».


  • ترجمة: رزان بن سلمان.
  • تدقيق: سارة عمّار.
  • تحرير:يمام اليوسف.
  • المصدر