إن عدد المصابين بمرض ألزهايمر في الولايات المتحدة -الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر- هو 6.2 مليون مصاب، وإن نحو ثلثيهم من النساء، ما يعني أن عدد النساء المعرّضات للإصابة بمرض ألزهايمر هو ضعفي عدد الرجال!

تعيش النساء لفترة أطول من الرجال:

قد يكون هذا هو السبب الأول، فإذا نظرت إلى جداول الحياة الاكتوارية ستلاحظ أن الطفلة المولودة في عام 2019 من المرجح أن تعيش خمس سنوات أكثر من طفل ولد في العام نفسه.

يعدّ التقدم في السن عامل الخطر الأكبر للإصابة بمرض ألزهايمر، فكلّما ازداد عمرك ستكون أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر. مثلًا، من بين 1000 شخص، فإن معدل الإصابة (عدد الأشخاص الذين يصابون بمرض ألزهايمر كل عام) يعتمد على العمر:

  •  يصاب 4 من 1000 شخص تتراوح أعمارهم من 65 إلى 74 بألزهايمر كل سنة.
  •  يصاب 32 من 1000 شخص تتراوح أعمارهم من 74 إلى 84 بألزهايمر كل سنة.
  •  يصاب 76 من 1000 شخص تتراوح أعمارهم من 85 وأكثر بألزهايمر كل سنة.

لذلك، إن أحد الأسباب التي تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر هو أن النساء أكثر من الرجال إذا نظرنا إلى الأشخاص الأكبر سنًا، وكلّما تقدمت في العمر، زاد احتمال إصابتك بمرض ألزهايمر.

معدل الإصابة بألزهايمر أكبر لدى النساء:

أُجريت دراسة على 16,926 شخصًا في السويد، ووجدت أنه بدءًا من سن 80 تقريبًا، كانت النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر من الرجال بالعمر نفسه.

وبالمثل، وجدت دراسة في تايوان أن معدل الإصابة بمرض ألزهايمر على مدى السبع سنوات الماضية كانت أكبر لدى النساء مقارنةً بالرجال. ودرس تحليل ميتا معدل الإصابة بمرض ألزهايمر في أوروبا، ووجد أن 13 من أصل 1000 امرأة تصاب بمرض ألزهايمر كل عام، مقارنةً بسبعة رجال فقط.

إذن، لا يمكننا القول إن التفسير الوحيد لكون النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر من الرجال هو أنهن يعشن لفترة أطول.

معدل الإصابة بالخرف غير المرتبط بألزهايمر ليس أكثر لدى النساء:

الدليل الأول لحل هذا اللغز أن احتمال الإصابة بالخرف لسبب غير مرض ألزهايمر، لا يزداد لدى الإناث. مثلًا، وجدت الدراسات التي تختبر معدلات الإصابة بالخرف في السويد أن النساء والرجال كانوا عرضة للإصابة بالخرف غير المرتبط بألزهايمر بنحو متساوٍ مع التقدم بالسن.

يشير ذلك إلى وجود رابط محدد بين مرض ألزهايمر والجنس.

ترسب الأميلويد في مرض ألزهايمر قد يحارب العدوى:

وجد دليل آخر لحل هذا اللغز من باحثي جامعة هارفارد، الذين اقترحوا أن الأميلويد الذي يسبب ألزهايمر، قد يترسب لمحاربة المرض في الدماغ. وإن ثبتت صحّة اقتراحهم، فقد نفكر في مرض ألزهايمر بوصفه منتجًا ثانويًا لعمل الجهاز المناعي في دماغنا.

اضطرابات المناعة الذاتية أكثر شيوعًا لدى النساء:

الدليل الأخير لحل اللغز هو أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية بنحو الضعفين مقارنةً بالرجال. إن سبب هذا الاختلاف ليس واضحًا تمامًا، ولكن من الواضح أن الجهاز المناعي عمومًا أقوى لدى النساء مقارنةً بالرجال. إن العديد من أمراض المناعة الذاتية أكثر شيوعًا في أثناء الحمل، والجهاز المناعي للمرأة مُصمم لحماية الجنين من العدوى. لذلك، بوصفه جزءًا من جهازهم المناعي، قد ينتهي الأمر بالنساء بالحصول على لويحات أميلويد أكثر من الرجال.

خلاصة هذه الأفكار:

إن أحد التفسيرات المحتملة لإصابة النساء بمرض ألزهايمر أكثر من الرجال -إضافةً إلى النساء اللواتي يعشن لفترة أطول- هو:

  •  ربما تكون لويحات الأميلويد التي تسبب مرض ألزهايمر جزءًا من الجهاز المناعي للدماغ لمكافحة العدوى.
  •  النساء لديهن جهاز مناعي أقوى مقارنةً بالرجال.
  •  بوصفه جزءًا من جهازهم المناعي، قد ينتهي بهن الأمر بالحصول على لويحات أميلويد أكثر من الرجال.
  •  لأن لديهن لويحات أميلويد أكثر، فقد تفسر هذه النظرية سبب تعرض النساء لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

على الرغم من أن هذه الأفكار منطقية، وتشكل أساسًا لنظرية جيّدة، فإن صحتها لم تثبت بعد، وهنالك حاجة إلى المزيد من البحوث!.

هل يعني هذا أن الإناث أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر، ولا يمكن القيام بشيء حيال ذلك؟

بالطبع لا، يمكن القيام بالعديد من الأشياء لتقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر اليوم:

  •  المشاركة في التمارين الرياضية مثل المشي السريع، الركض، ركوب الدراجات، السباحة، أو ممارسة تمارين الأيروبيك على الأقل 30 دقيقة يوميًا على مدى 5 أيام في الأسبوع.
  •  اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط، متضمنة الأسماك، زيت الزيتون، الأفوكادو، الفواكه، الخضروات، المكسرات، البقول، الحبوب الكاملة والدواجن.
  •  الحصول على كمية كافية من النوم.
  •  المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والقيام بتمارين جديدة ومحفّزة للتعلم والمعرفة.

اقرأ أيضًا:

طريقة أدق لتوقع من سيصاب بمرض ألزهايمر؟

طريقة أدق لتوقع من سيصاب بمرض ألزهايمر؟

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: بدور مارديني

مراجعة: حسين جرود

المصدر