الحشيش لديه سمعة كبيرة بالأعراض الجانبية: شعور بالاسترخاء، الميل إلى الضحك، رؤية ساطعة للألوان، شعور بتباطؤ الزمن، وبالطبع ذلك الجوع الخفيف المشهور.

ورقة بحثية جديدة قُدِّمت خلال اجتماع فلوريدا الذي أُقيم مؤخرًا عن مجتمع دراسة سلوكيات الابتلاع، أعطت نظرة جديدة مبتكرة عن الجوع الخفيف.

بدراسة حديثة على الحيوانات، لم تستعرض نظيرتها بعد، اكتشفوا أن قوة تأثير الحشيش على الشهيّة أكثر تعقيدًا مما كنا نظن.

دلّ الباحثون من جامعة واشنطن (WSU) على أنه بالرغم من حالة الجوع الشائعة التي تصيب العالم، فإن سبب ذلك ليس واضحًا بشكلٍ تام.

«كلّنا نعلم أن الحشيش يؤثر على الشهية، لكن حتى وقت سابق ليس ببعيد كنا نعلم القليل عن كيفية وسبب ذلك».

هذا ما قاله الكاتب دكتور جون ديفيس، باحث في كلية الفيسيولوجيا التكاملية وعلم الأعصاب في جامعة واشنطن (WSU) في تصريح عن طريق البحث بمسألة قوة تأثير نبات الحشيش المستهلك بأوسع نطاق.

وجدنا تأثيراتٍ جينية ونفسية بالجسم تسمح للحشيش بالتأثير على الشهيّة (تفعيلها وإبطالها).

في هذه الحالة، ديفيس يشير إلى تطبيق الحشيش على فئران التجارب من خلال أداة موصى بها لتوليد البخار.

وقد سمح هذا للفريق بأن يضعوا جرعاتٍ محددة جدًّا من المخدر في عشاء الفئران، ما سمح لهم بأن يطابقوا تلك الأنواع المحدّدة مع التصرفات.

نعم، الفئران لا تُقارن بالبشر بشكل دقيق، لكن من الممكن أن تكون نظيرًا كافيًا للإنسان في حالات معينة.

وعلى إثر ذلك، حتى أقل مقدار من بخار الحشيش قد يحثّ الفئران التي قد أكلت لتوّها كي تأكل وجبة أخرى، واحدة أصغر من الوجبة الرئيسية للصدق.

هذا يدعونا للقول، كالبشر، الفئران تصاب بذلك الجوع الخفيف أيضًا، لكن لماذا؟

عندما يجوع البشر، يكون ذلك غالبًا لأن معدتنا تكون خالية تمامًا من أي مواد غذائية أو سوائل.

مستخدمةً إنزيمًا يدعى (الغريلين – Ghrelin)، تقوم بإرسال رسالة إلى دماغنا، الذي بدوره يخبرنا أن نلتهم بعض الطعام.

لقد أُقرّ سابقًا بأنه يُفرز بصورة أكبر عند تعاطينا الحشيش أيضًا، وبالتأكيد بعد القليل من التأخير، اختبرت الفئران زيادة كبيرة في معدّل الغريلين بعد وقت قصير.

استخدم الفريق مخدّرًا آخر لمحاولة إنقاص كمية الإنزيم المرتفعة، وقد وجدوا، كما هو متوقع، أن هذا قد ألغى الجوع الخفيف لدى الفئران.

وقد ظهر أن الحشيش يبدّل الأنشطة الجينية في خلايا المخ الأساسية في الهيبوتالاموس، لكن السبب غير واضح.

حتى الآن، كل هذا ممتع جدًا، لكن إليكم المفاجئة: لم يُعرف حتى الآن لماذا يسبب الحشيش ذلك الارتفاع في نسبة الغريلين.

في الحقيقة، الآلية أو الآليات المسؤولة عن حدوث تلك الشهية الجديدة غير واضحة، وأيضًا ماهية الشيء المحدّد الموجود في الحشيش الذي يثيرها.

تيتراهايدروكانابيس، المعروف باسم THC هو مادة كيميائية مبدّلة في الدماغ مسؤولة عن الأعراض النفسية للحشيش.

وقد شُكّ به أيضًا كمسبّبٍ لأعراض الجوع الخفيف، لكن لماذا بالضبط يفعل ذلك؟ هذا قد ظلّ مجهولًا.

إحدى طرق التفكير هي أن الأجزاء من الدماغ التي تخبرنا إلى أي مدى قد شبِعنا تكون معطّلة عندما ننتشي، لذلك نطلب المزيد.

وربما نتلقى كمية أكبر من إنزيم المكافئة، الدوبامين، عندما نكون منتشين، والذي بدوره يعطّل المثبّطات.

بحث آخر اقترح أنها ترتبط بالمُستقبلات بالمراكز الشمّية في دماغنا.

ذلك يزيد حساسيتنا الشمّية، مما يجعل رائحة الطعام تبدو أكثر جاذبية وقوة.

هل THC هو الذي يسبّب زيادة نسبة الغيرلين؟ وإن كان هذا صحيحًا، فكيف ذلك؟

حتى الآن لا يمكننا التأكد، لذلك اعتبر قضية الجوع الخفيف غير محسومة في الوقت الحاضر.


  • ترجمة: شهد نداف
  • تدقيق: علي فرغلي
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر