يعلم الجميع أنه عند مرور قطة سوداء من أمامك ستحدث أمور سيئة بعدها، ولكن هل تساءلت عن سبب السمعة السيئة هذه؟ هل بسبب لونها أم هنالك أمر أكثر شرًا؟

قبل آلاف السنين، استمتعت القطط وبكل ألوانها بالحياة في مصر القديمة، حيث أن قتل قطة كان أمرًا عقوبته حكم إعدام سريع.

وبعد آلاف السنين، انتشرت الديانة المسيحية في أوروبا عن طريق الإطاحة بالعادات والتقاليد الوثنية.

عنى هذا ذم الرموز الوثنية مثل الآلهة الرومانية ديانا، بالإضافة إلى القطط، التي أصبحت رمزًا وثنيًا بسبب ارتباطها بالآلهة القديمة.

في العام 1233، دق البابا غريغوري التاسع المسمار الأخير في نعش القطة السوداء عندما أعلن أن القطط السوداء هي تجسيد للشيطان نفسه.

متحمسين لإظهار تفانيهم، بدأ المسيحيون بجمع القطط وحرقها في المهرجانات لمعاقبتها على شرها، وصل الأمر إلى درجة أنه في حدود القرن الرابع عشر، كانت القطط منقرضةً تقريبًا في بعض المناطق في أوروبا.

خلال القرون القليلة التي تلت، أدت فكرة كون القطة في شراكة مع الشيطان إلى حدوث ارتباط بين القطط السوداء والسحرة.

القطة السوداء، طبقًا للمعتقد الخرافي، كان يعتقد أنها ساحرة متنكرة، يعتقد آخرون أن القطة نفسها من الممكن أن تصبح ساحرةً بعد أن تخدم السحرة لسبع سنوات.

وبحلول القرن السادس والسابع عشر، اشتهرت محاكمة السحرة، إذ أن امتلاكك لقطة سوداء كان أمرًا كافيًا لتعتبر ساحرًا ويتم إعدامك.

ما يثير السخرية أن خرافة القطة السوداء لا تزال مستمرةً حتى وقتنا هذا، وتم إثبات أنهم لا يجلبون سوى الحظ العاثر لأنفسهم.

في دراسة تمت عام 2013 في جامعة ولاية كولورادو، وجد الباحثون أن قطط الملاجئ السوداء تحتاج من 4 إلى 6 أيام أكثر ليتم تبنيها، مقارنةً بالقطط ذات الألوان الأخرى.

يعني هذا أخبارًا سيئةً للقطط السوداء، فحوالي 70% من القطط السوداء يُتخلص منها عن طريق الموت الرحيم.

في حين أن الباحثين لا يستطيعون القول لماذا القطط السوداء أقل جاذبيةً لمربي الحيوانات الأليفة، إلا أن الأساطير المتعلقة بالقطط السوداء والحظ العاثر قد تكون لعبت دورًا في هذا.


  • ترجمة: سنان حربة
  • تدقيق: أحلام مرشد
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر