لا حاجة للأهل بأن يذكّروا أبنائهم بأن عليهم النوم لفترات طويلة.

هل هناك سبب بيولوجي يؤدي بالبالغين إلى أن يجدوا صعوبة أثناء الاستيقاظ من النوم.

من الشائع ضمن العائلة أن تحذر البالغين غير مكتملي النمو بعد من النوم في منتصف النهار، فقد افتُرض سابقًا بأن هذه العادة مرتبطة بفورة الشباب أو بالكسل.

الآن أصبح الباحثون يعتقدون بأن هناك أسباب بيولوجية تفسّر لماذا يحتاج البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين ١٠ و٢٠ سنة إلى المزيد من النوم حوالي ٩ ساعات في اليوم بشكل دقيق.

أُجريت اختبارات بإشراف البروفسور روسل فوستر رئيس قسم العلوم العصبية في جامعة بريسنوس في اكسفورد، وقد أظهرت الدراسة بأن الطلاب ينجزون بشكل أفضل في فترة ما بعد الظهيرة لأن الساعة البيولوجية لأجسادهم مبرمجة على ذلك وقد يكون هذا الأمر عائدًا لأسباب هرمونية .

طبعًا هناك أسباب بيولوجية تقف وراء النوم متأخرًا والصعوبة في الاستيقاظ ويمكن القول بوضوح بأنه نستطيع أن نفترض بأنه حتى أسوأ العادات ليست ناتجة عن الكسل.

من خلال تأخير موعد الدخول إلى المدرسة اليومي بمقدار ساعة واحدة وإتمام الواجبات المنزلية بشكل متأخر من اليوم، فإن الغياب والتعب والاكتئاب يمكن أن يختفي كما قال الدكتور، ولكن هذا لا يعني بأنه على الشبّان البقاء لوقت طويل ومتأخر في السرير.

هناك مسؤولية تقع على عاتق المراهق وأهله حيث يجب عليه أن ينام بين ٨ و٩ ساعات يوميًا من أجل تقديم أفضل أداء إدراكي معرفي.

يجب عليك أن تحسب حوالي ٩ ساعات قبل أن يرن المنبه الخاص بك ويجب أن تكون متعبًا قبل الذهاب إلى النوم وأن لا تشاهد التلفزيون أو تقوم بممارسة ألعاب الفيديو قبل الذهاب إلى النوم .

سنوات البلوغ :

إذًا لماذا يختلف المراهقون عن البقية ؟

نيل ستانلي باحث في مجال النوم من جامعة إيست انغليا يقول« : توجد عند المراهقين إشارة تنبيه عندما يكون جسدهم بحاجة إلى النوم ولكن يوجد أيضًا إشارات تقوم بتحويل مسار النوم هذا يؤدي بهم إلى النوم في أوقات متأخرة من اليوم والاستيقاظ متأخرًا في صباح اليوم التالي.

في حين أن هذا ما نعرفه، ولكن لا نعرف ما السبب وراء ذلك، فهذا يعود حكمًا لأسباب تطورية عند البشر».

إن ذلك قد يكون مرتبطًا بفترة البلوغ، التغيرات التي تطرأ على الجسد، الامتحانات، القفزة إلى مرحلة البلوغ، أو العمل من دون دعم نفسي.

إذا كان النوم مهمًّا من أجل الذاكرة والتعلّم، التعامل مع العواطف، وضروري من أجل عمليات الإصلاح والتعافي التي تتم داخل الجسد، لذلك فإن مرحلة المراهقة فيها الكثير من كل تلك الأمور السابقة وهذا ما يفسر الحاجة الزائدة للنوم في مرحلة المراهقة، ولكن لا يفسر التغير في أوقات النوم .

بعد سن ٢٠ يصبح النوم أسهل كلما تقدمنا في السن ولكن الفترة التي نحتاجها حتى الدخول في النوم يبقى ثابتًا.

إن هذا الأمر ليس متعلق فقط بأسباب بيولوجية كما قال الدكتور جيم هورني المسؤول عن قسم علم وأبحاث النوم في جامعة لوف برو سنتر، حيث أن بجانب الساعة البيولوجية للإنسان يوجد عدة عوامل تجعل من نمط النوم عند المراهقين مقلقًا.

خلال فترة البلوغ يقوم الدماغ بإعادة تنظيم نفسه والنوم يقدم إمكانية للدماغ لأن يقوم بإعادة تنظيم نفسه.

هذا وقد يعود هذا التغيير في الوقت لأسباب اجتماعية حيث يحاول بعض المراهقين أن يبقوا مستيقظين لفترة أطول من أهاليهم .


  • ترجمة : خلدون شربا
  • تدقيق : رؤى درخباني
  • تحرير:عيسى هزيم

المصدر