الدوران

إنّ كوكب الأرض يدور، بقيّة الكواكب تدور أيضًا، ونظامنا الشمسيّ يدور، حتّى الشمس تدور، لا يمكن أن تكون كل هذه الدورات مجرد مصادفة، أليس كذلك؟ إذن فلماذا يدور كل شيء في الكون؟

دعونا نبدأ منذ أربعة مليارات عام ونصف، حيث بدأ نظامنا الشمسي في تشكيل سحب من الهيليوم والهيدروجين حوله، ومع انتقال الغازات ذات الكثافة المتفاوتة حول الفضاء، تعرّضت لحدثٍ مؤثّرٍ ما -ربما كان مستعرًا أعظم- جعلها تندمج.

ومع تزايد جاذبية هذه الأجسام بدأت تسحب كل ما حولها نحو الداخل، مما تسبب في دورانها، وثمّة ظاهرة غريبة هنا تفيد بأنه كلما حدث ذلك، يبدو أن الغزل يدور في نفس الاتجاه، عكس عقارب الساعة.

هذا الدوران لديه نوع من التأثير يسمى “عجينة البيتزا المقذوفة” حيث ستجد الكرة في الوسط وكل شيء يدور من حولها يتمدد نحو الخارج في شكل قرص، هذا هو الشكل الشائع الذي وُجد في جميع أنحاء الكون وهو يُنسب لقوانين الفيزياء.

في نهاية الأمر، كل هذه العناصر تصطدم لتشكّل أجسامًا أكبر وأكبر لتصبح كواكبَ وأقمارًا وما إلى ذلك، محتفظةً طيلة الوقت في كمية الحركة الزاويّة بسبب حثّ القصور الذاتي على إبقاء الدوران، هذا ما يتسبب في الدوران، وهو ما يفسّر نمط الدوران الموحّد الذي تتبعه جميع هذه الأجسام، التي تتباطأ ولكن بوتيرةٍ أبطأ مما يمكن للبشر تميزه.

أمّا بالنسبة للأشخاص الذين يفضّلون الحصول على تفسيرات بصريّة، يوضح هذا الفيديو من DNewsسبب تتبع كل شيء في الكون مساراتٍ دائرية لا تنتهي.

وبالطبع لا يدور كل شيء بالطريقة ذاتها، هناك استثناء ملحوظ في نظامنا الشمسي، مثل كوكب الزهرة الذي يبدو أنه يدور في اتّجاه عقارب الساعة، دون أن يتأكّد علماء الفلك حتّى الآن من السبب الحتمي، هناك احتمالان:

الأوّل هو أن هذا الكوكب قد يكون انقلب رأسًا على عقب بطريقة أو بأخرى، أو أنّه توقف تدريجيًا عن الدوران عكس عقارب الساعة، ثم بدأ الدوران في اتجاه عقارب الساعة.

يعتبر أورانوس استثناء آخر في نظامنا الشمسي، ومن المحتمل أن يكون قد اصطدم من أحد جوانبه مرة واحدة بجرمٍ ما ويدور الآن باتجاه مختلف عن الكواكب الأخرى في النظام الشمسي.

وبغض النظر عما إذا كان يدور في اتجاه عقارب الساعة أو عكسها، فإنّ كلّ شيء في الكون يتحرك ويدور، بدءًا من الكويكبات الصغيرة وصولًا إلى مجرّات بأكملها، فالجاذبية وقوة الدفع والقصور الذاتي تضمن تأثير الأجسام الكبيرة والصغيرة على بعضها البعض، مما يتسبب في حركة كلّ شيء ودورانه.


المصدر