هل سبق ونُصحت بتناول الدواء بعد الطعام؟ فماذا عن تناوله مع المشروبات الغازية أو تجنب تناوله مع الجريب فروت؟ تصحب أكثر الأدوية تعليمات متعلقة بتناولها مع الطعام، 4 من أصل 5 أستراليين بعمر أكثر من 50 عامًا يتناولون الأدوية يوميًا، يصادف معظم الأشخاص تعليمات عن تناول الأدوية مع الطعام في مرحلة ما من حياتهم، ويحدث هذا لبعض الناس أكثر من سواهم.

قد يؤدي تناول الدواء دون التزام تعليمات تناوله مع الطعام إلى عدم الحصول على تأثير الدواء، وأسوأ من ذلك حدوث تأثيرات جانبية. وقت الوجبة وحجمها، ونوع الأطعمة والمشروبات المتناولة مع الدواء، كل ذلك له تأثير في استجابة الجسم للدواء.

امتصاص الأدوية من الأمعاء

يسبب تناول الطعام تغيرات فيزيولوجية عديدة، منها ازدياد تدفق الدم إلى الأمعاء، وتحرير الصفراء، وتغير درجة الحموضة، وتغير حركية الأمعاء، وتؤثر هذه التغيرات في كمية الدواء المُمتص من الأمعاء إلى المجرى الدموي، ما يؤثر في استجابة الجسم للدواء.

يُوصى بتناول أدوية محددة مع الطعام، إذ تزيد التغيرات الفيزيولوجية المصاحبة لتناول الطعام من امتصاص الجسم للدواء، مثلًا تؤخذ كبسولات دواء إيتراكونازول -علاج للعدوى الفطرية- مع الطعام، وفي بعض الحالات مع مشروبات معينة، إذ يتطلب امتصاص الدواء وسطًا حامضيًا.

في حالات أخرى، قد تقلل التغيرات في إفرازية الأمعاء أو عملية الهضم من فعالية الدواء، من الأفضل تناول بعض المضادات الحيوية، مثل دواء فينوكسي ميثيل بنسلين -البنسلينv – على معدة فارغة، إذ يقلل الوسط الحامضي من فعاليته، وقد يؤدي الطعام دور حاجز فيزيائي يغطي سطح الأمعاء ويمنع امتصاص أدوية معينة إلى مجرى الدم.

ترتبط مركبات معينة من الطعام مثل الكالسيوم والحديد بأدوية معينة، ما يقلل من امتصاصها إلى مجرى الدم، ويقلل من فعاليتها، ولذلك تُؤخذ أدوية تخلخل العظام مثل ريسيدونات وأليندرونات على معدة فارغة مع ماء فقط.

قد يخفف تناول بعض الأدوية مع الطعام من آثارها الجانبية، فمثلًا تؤخذ أدوية السكري مثل جليكلازايد وجليمبريد -من مجموعة سلفونيليوريا- مع الطعام لتقليل خطر انخفاض مستوى سكر الدم. ويُوصى بتناول بعض الأدوية مثل ميتفورمين -علاج للسكري- وإيبوبروفين -مسكن للآلام- مع الطعام لتقليل الشعور بالغثيان وانزعاج المعدة.

لماذا تناول الدواء مع أو بعد الطعام - الحصول على تأثير الدواء عن طريق تناوله مع الطعام - تأثير الطعام في استجابة الجسم للدواء

أهمية الحجم

لم تُدرس العلاقة بين حجم الوجبة وتأثير الدواء بتوسع، إذا حان موعد تناول الدواء ولم يحن موعد الوجبة فإن تناول وجبة خفيفة قد يكون كافيًا، لكن حجم الوجبة مهم عند تناول بعض الأدوية، مثلًا دواء أورليستات يقلل من امتصاص الدهون الموجودة في الطعام فيساعد على إنقاص الوزن، لذلك من المهم تناول الدواء مع الوجبة الرئيسية للحصول على التأثير المثالي.

مكونات الطعام مهمة أيضًا، قد يؤثر تناول طعام عالي الألياف أو البروتين أو الدهون في امتصاص بعض الأدوية، وقد يؤثر شرب الشاي أو الحليب أو عصير الفاكهة أيضًا في طريقة تفاعل أدوية معينة في الجسم، يجب تجنب منتجات الحليب خلال ساعتين من تناول مضادات حيوية مثل سيبروفلوكساسين أو نورفلوكساسين، وتجنب تناول الجريب فروت إذ يؤثر في استقلاب بعض الأدوية في الجسم مسببًا آثارًا جانبية.

تبسيط تعليمات الدواء

اقرأ تعليمات الدواء بحذر للحصول على معلومات عن تأثير الطعام والشراب في الدواء، تناول الكبسولات أو الحبوب مع الماء فقط، إلا إذا ذكرت التعليمات خلاف ذلك.

إذا كانت تعليمات الدواء توصي بتناول الدواء مع الطعام أو بعده فهذا يعني أن عليك تناوله خلال الوجبة، أو خلال نصف ساعة من تناول الوجبة.

إذا كانت التعليمات توصي بتناول الدواء على معدة فارغة فتحقق من أنك لم تتناول الطعام منذ ساعتين وانتظر نصف ساعة بعد تناول الدواء قبل أن تأكل، إلا إن ذكرت التعليمات خلاف ذلك.

أخيرًا من المهم تناول الدواء في الوقت ذاته يوميًا، ومواصلة التزام تعليمات تناوله مع الطعام والشراب.

إذا كان لديك استفسار عن تناول الأدوية مع الطعام استشر الصيدلاني لمزيد من النصائح، أو اقرأ معلومات الدواء الخاصة بالمستهلك.

اقرأ أيضًا:

ما تأثير ألوان حبوب الأدوية على فاعليتها؟

هل تنتهي صلاحية الأدوية حقًا ؟

ترجمة: هديل بلدية

تدقيق: لبنى حمزة

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر