يبدو أن المواطنين في جميع أنحاء العالم يدركون أن تغير المناخ حالة طارئة عالمية، ويتفقون على أنه يجب علينا الاستجابة بفعل كل ما هو ضروري، وذلك بحسب استفتاء المناخ للشعوب من الأمم المتحدة الذي يرصد آراء الجمهور في تغير المناخ.

يستخدم الناس عطلة رأس السنة عادةً للبدء بتغيير نمط حياتهم، ولكن ماذا عن تطلعات البشرية للحد من خطر تغير المناخ وجعل الحياة على كوكبنا أكثر صحة في عام 2024؟

يعتمد الناس تدريجيًا نمط حياة أكثر استدامة، ولكن يجد الكثير صعوبة في تغيير عاداتهم، وغالبًا لا يعرفون من أين يبدؤون رحلتهم نحو الاستدامة، لذلك نعرض فيما يلي بعض التغييرات القابلة للتطبيق وقليلة التكلفة. وبإجراء تغييرات صغيرة في أسلوب حياتنا، يمكننا التحرك جماعيًا نحو مستقبل أكثر استدامة.

الغذاء

توجد تغييرات بسيطة تجعل الغذاء أكثر استدامة (وغالبًا بتكلفة أقل أيضًا)، ومن هذه التغييرات، ولا يجب القيام بها جميعها، بل اختيار المناسب منها.

بالوسع تناول الطعام المحلي وفقًا للمواسم، وتقليل تناول اللحوم وزيادة تناول النباتات، خاصة الفاصولياء والخضراوات، إذ لا تحتاج الفاصولياء إلى مواد تسميد نيتروجينية (التي تنتج جزئيًا من الغاز الطبيعي) بفضل قدرتها على تحويل النيتروجين من الهواء إلى مواد غذائية.

والابتعاد عن تناول اللحوم ليوم واحد في الأسبوع يعد بداية جيدة، وقد يكون تناول اللحوم النباتية المصنعة هو خطوة نحو نمط حياة قائم على النبات، مع إنها غالبًا ما تكون مكلفة نسبيًا.

يتخلص الناس من مليار طن من الطعام سنويًا، ويؤدي هدر الطعام في كثير من الأحيان إلى إنتاج الميثان، وهو غاز ضار بالغلاف الجوي وأسوأ من ثنائي أوكسيد الكربون.

وهنا يساعد تخطيط الوجبات مسبقًا والتأكد من تناول الباقي على تقليل الهدر الغير ضروري.

يُنصح أيضًا باستخدام الميكروويف للطهي حيثما أمكن، لأنه أكثر كفاءة من ناحية الطاقة من الطهي على الغاز.

التنقّل

يحتاج الجميع إلى التنقّل سواء أكان ذلك للعمل أو المدرسة أو الجامعة أو حتى للتسوق. ويُنصح بتحقيق التوازن بين الخيارات المتاحة لتحقيق التنقّل المستدام.

اختيار وسائل النقل النشطة (مثل المشي وركوب الدراجات الهوائية) هو الخيار الأسلم للبيئة، إذ يحافظ على اللياقة والصحة دون إنتاج أي انبعاثات كربونية. يُنصح باستبدال رحلتين بالسيارة أسبوعيًا إذا أمكن ذلك.

وفي المناطق الحضرية حيث تكون المسافات أقل، يكون النقل النشط في كثير من الأحيان أسرع وأرخص من التنقل بالسيارة، ويقلل أيضًا من الازدحام الذي يُعد سببًا هامًا لتلوث الهواء في المناطق الحضرية.

بالنسبة للرحلات الطويلة، السفر بواسطة القطار أو الحافلة أفضل للبيئة من السفر بالسيارة أو الطائرة، ولكن في كثير من الأحيان يجب التخطيط مسبقًا للحصول على تذاكر أرخص.

استخدام الطاقة

تزداد تكلفة الطاقة التي نستخدمها في المنزل شيئًا فشيئًا، وفي الوقت نفسه تسهم كثيرًا في انبعاثات الغازات الدفيئة. إدخال تغييرات صغيرة على الاستخدام اليومي للطاقة قد يحقق فارقًا كبيرًا، سواء في فواتيرنا أو في انبعاثات منزلنا، ومعظم هذه التغييرات سهلة ومريحة.

ومن هذه الأمثلة إطفاء الأنوار عند مغادرة الغرفة، وطهو الطعام مع غطاء القدر، وخفض درجة حرارة المنزل بمقدار 1 درجة مئوية، وغسل الملابس والأطباق بدرجات حرارة أقل، والاستحمام لفترات أقصر.

إضافة إلى فصل الأجهزة مثل الميكروويف عند عدم استخدامها، وفصل شواحن الأجهزة عندما تكون الأجهزة مشحونة بالكامل، واستبدل المصابيح الهالوجينية التالفة بمصابيح LED أكثر كفاءة.

وقد يساعد استخدام البيانات التي يسجلها عداد الطاقة الذكي (عند توفر واحد) على مراقبة استهلاك الطاقة، وبالنتيجة إدخال هذه التغييرات.

الملابس

يحب الناس شراء ملابس جديدة، لكن الموضة السريعة تأتي بتكلفة بيئية واجتماعية مرتفعة جدًا، إذ تولّد صناعة الموضة أكثر من 92 مليون طن من النفايات سنويًا، وتُحرَق معظمها أو تُرسَل إلى المدافن، أو تُصَدَّر إلى البلدان النامية.

توجد طرق كثيرة ليصبح الشخص عصريًا ومستدامًا، وذلك بالبدء بتنظيم الخزانة قبل البدء في التسوق، أي جرد الملابس المتوفرة والتأكد أن أي شيء يُشترى سيتناسب مع المتوفر حاليًا.

يُنصح بعدم التخلص من القطع التالفة، إذ توجد الكثير من مقاطع الفيديو على يوتيوب تساعد على إصلاح الملابس والإكسسوارات، بل حتى جعلها أكثر عصرية باستخدام طرق الإصلاح مثل التطريز بطريقة ساشيكو، ما يجعل الإصلاح ميزة مرئية في ملابسك.

شراء الملابس المستعملة سيوفر المال، والفوائد الاجتماعية والبيئية للتجزئة الخيرية معترف بها على نطاق واسع. يمكن أيضًا مبادلة الملابس التي لا يرغب فيها بالتبادل مع الأصدقاء والعائلة أو في متاجر التبديل.

يمكن الشراء أقل لملابس عالية الجودة. وغالبًا ما تكون هذه العناصر أكثر دوامًا وتدوم لفترة أطول.

إدارة النفايات

يتولد أكثر من 2 مليار طن من النفايات الصلبة في جميع أنحاء العالم سنويًا، ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم بنسبة 70% بحلول عام 2050. توجد الكثير من التغييرات الصغيرة لتقليل كمية ما يوضع في القمامة، فتقليل النفايات يوفر الموارد القيمة بالإضافة إلى تقليل التلوث والإنفاق الأسبوعي.

يُنصح بكتابة قائمة التسوق قد تقلل من الشراء الزائد والشراء الفجائي، والتوجه إلى حمل أكياس قابلة لإعادة الاستخدام عند التسوق والتسوق بدون تغليف.

توجد أماكن كثير لشراء الطعام منها من دون تعبئته بزيادة، كالمتاجر الخالية من النفايات التي تشجع الزبائن على استخدام حاويات منزلية للتعبئة وإعادة التعبئة بالمواد الغذائية السائبة. يجب أيضًا التأكد مما يمكن إعادة تدويره محليًا واتباع النصائح المقدمة.

اقرأ أيضًا:

بعد ست سنوات لن نستطيع فعل شيء! علماء يحذرون من تجاوز عتبة الأمان لتغير المناخ

الأرض ستدخل نفقًا مظلمًا بسبب تغير المناخ

ترجمة: محمد فواز السيد

تدقيق: بشير حمّادة

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر