الكورتيكوستيرويدات ، أو ما يُسمى عادةً «ستيرويدات»، هي نوع من الأدوية المضادة للالتهاب، تُستَخدم لعلاج الأمراض الرثوية مثل التهاب المفاصل الرثوي والذئبة والتهاب الأوعية. تضم كورتيكوستيرويدات معيّنة أدوية مثل الكورتيزون والبريدنيزون.

ما الكورتيكوستيرويدات ؟

الكورتيكوستيرويدات أدوية مُصنَّعة تشبه الكورتيزول، هرمون يفرز طبيعيًّا من الغدتين الكظريتين، يُطلق عليها اختصارًا «الستيرويدات». تختلف الكورتيكوستيرويدات عن المركبات الستيرويدية المرتبطة بالهرمونات الذكرية التي يُسيء بعض الرياضيين استخدامها.

بعض أنواع الستيرويدات

يُعد الكورتيزون وبريدنيزون ومثيل بريدنيزولون من الأدوية الكورتيكوستيرويدية، ويُعد البريدنيزون الستيرويد الأكثر استخدامًا لعلاج أمراض رثوية محددة مثل التهاب المفاصل الرثوي والذئبة.

طرق إعطاء الستيرويدات

تتوافر الكورتيكوستيرويدات في عدّة أشكال دوائية، تتنوع في سهولة انحلالها ومدة بقائها في الجسم. قد تُعطى الستيرويدات موضعيًّا، تماما في المنطقة التي توجد بها المشكلة، أو جهازيًّا عبر كامل الجسم.

تُعد الحقن المفصلية وقطرات العين والأذن ودهانات الجلد من أمثلة العلاج الموضعي، في حين تتضمن العلاجات الجهازية الأدوية الفموية وحقن الوريد والعضل.

تنتشر الستيرويدات الجهازية عبر الدوران الدموي إلى مختلف مناطق الجسم. تُوصَف الستيرويدات الموضعية بدلًا من الجهازية إن أمكن، للحد من الآثار الجانبية.

كيف تعمل الستيرويدات؟

تكبح الستيرويدات الالتهاب وتنقص فعالية الجهاز المناعي. الالتهاب آلية تدافع بها خلايا الدم البيضاء وبعض المواد الكيميائية عن الجسم ضد العدوى والأجسام الغريبة كالبكتيريا والفيروسات. قد لا تعمل هذه الدفاعات -الجهاز المناعي- في بعض الأحيان كما يجب، ما يجعل الالتهاب يهاجم أنسجة الجسم مسببًا الضرر.

من العلامات التي تشير إلى الالتهاب:

  •  الاحمرار.
  •  الحرارة.
  •  التورم.
  •  الألم.

تحد الستيرويدات من إنتاج المواد الكيميائية التي تسبب الالتهاب، ما يساعد على الحد من تضرر الأنسجة. تنقص الستيرويدات من فعالية الجهاز المناعي عبر التأثير في آلية عمل خلايا الدم البيضاء.

ما الكورتيكوستيرويدات وكيف يؤثر في جسمك - الأدوية المضادة للالتهاب - التهاب المفاصل الرثوي والذئبة والتهاب الأوعية - الكورتيزون والبريدنيزون

متى تُعطَى الستيرويدات؟

تُستخدَم الستيرويدات لعلاج العديد من حالات الأذية النسيجية التي تحدث بسبب الخلل في وظيفة الجهاز المناعي. قد تكون الستيرويدات العلاج الأمثل لأمراض محددة، في حين تُستخدم في حالات أخرى علاجًا احتياطيًا أو عندما تفشل التدابير العلاجية الأخرى.

تُستخدَم الستيرويدات في علاج أمراض التهابية رثوية معينة، مثل:

  •  التهاب الأوعية الدموية الجهازي.
  •  التهاب العضل.
  •  التهاب المفاصل الرثوي (التهاب مزمن في المفاصل).
  •  الذئبة الحمامية الجهازية (مرض معمم ناجم عن خلل في وظيفة الجهاز المناعي).

كيف تكون الستيرويدات مفيدة؟

قد تكون الستيرويدات منقذة للأعضاء، وفي كثير من الحالات منقذة للحياة، وذلك عندما يصبح الالتهاب خطرًا على سلامة أعضاء الجسم الحيوية. مثلًا، قد تمنع الستيرويدات تدهور التهاب الكلى الذي قد يتطور إلى قصور كلوي عند المصابين بالذئبة أو التهاب الأوعية، ما يحمي المرضى من الحاجة الى غسيل كلوي أو زرع الكلى.

وقد تُسكِن الجرعات المنخفضة منها الألم وتقلل تيبس المفاصل عند مرضى التهاب المفاصل الرثوي. يُساعد الاستخدام قصير الأمد للجرعات الكبيرة من الستيرويدات على الشفاء من نوبات احتدام التهاب المفاصل.

كيف يحدد الطبيب كون الستيرويدات هي العلاج الملائم لي؟

يعتمد قرار وصف الستيرويدات على أسس فرديّة، يأخذ الطبيب في الحسبان عمر المريض ونشاطه البدني والأدوية الأخرى التي يتناولها. أيضًا يتحقق الطبيب من معرفة المريض بالفوائد والمخاطر المحتملة للستيرويدات قبل أن يصفها له.

تختلف هذه الفوائد والأخطار المحتملة حسب ما يلي:

  •  طبيعة المرض المُعالج وشدته.
  •  وجود بدائل علاجية أخرى.
  •  وجود مشكلات طبية خطيرة أخرى.

ما الآثار الجانبية المحتملة للستيرويدات؟

تعتمد احتمالية ظهور الآثار الجانبية على الجرعة ونوع الستيرويد ومدة العلاج، وتُعد بعض الآثار الجانبية أخطر من الأخرى. تتضمن الآثار الجانبية الجهازية الشائعة للستيرويدات:

  •  زيادة الشهية.
  •  زيادة الوزن.
  •  تقلبات مزاجية.
  •  ضعف عضلي.
  •  رؤية ضبابية.
  •  زيادة نمو شعر الجسم.
  •  سهولة التكدم.
  •  ضعف مقاومة الإنتان.
  •  وجه متورم أو منتفخ.
  •  حب الشباب.
  •  هشاشة العظام.
  •  الإصابة بداء السكري.
  •  ارتفاع ضغط الدم.
  •  تهيج معدي.
  •  العصبية والارتباك.
  •  صعوبة النوم.
  •  الإصابة بالساد (الكتاراكت) أو بالزرق (الغلوكوما).
  •  احتباس الماء والتوذم.

تشمل هذه القائمة الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا، لم تُذكر جميع الآثار الجانبية المحتملة. اتصل بطبيبك دائمًا حال كان لديك أسئلة عن حالتك الخاصة.

هل تظهر الآثار الجانبية لدى الجميع؟

قد لا تظهر الآثار الجانبية لدى الجميع، إذ يختلف تواتر ظهورها بين شخص وآخر.

في حال العلاج بالستيرويدات فترةً قصيرة -عدة أيام أو أسابيع- فقد لا يظهر أي عرض جانبي. عامةً لا تظهر هذه الأعراض المذكورة هنا عند إعطاء الحقن الستيرويدية للعلاج العرضي لالتهاب المفاصل والتهاب الأوتار والتهاب الجراب. لكن إذا استُخدِمَت الستيرويدات بجرعات كبيرة وفترات طويلة -عدة أشهر أو سنوات- يزداد احتمال ظهور الآثار الجانبية. إن الاستخدام طويل الأمد لجرعات الستيرويد الكبيرة يُلجأ إليه فقط في الأمراض الشديدة التي تشكل خطرًا كبيرًا على المريض.

كيف يمكن تقليل الآثار الجانبية للستيرويدات؟

يعتمد مقدمو الرعاية الصحية على عدة أدلة إرشادية للتقليل من الآثار الجانبية للستيرويدات:

  •  استخدام الستيرويدات عند الضرورة فقط.
  •  مراقبة المريض من قُرب لاكتشاف العلامات المبكرة للآثار الجانبية الخطيرة.
  •  استخدام الستيرويدات الموضعية إن أمكن.
  •  استخدام أقل جرعة ممكنة للسيطرة على المرض.
  •  خفض الجرعة تدريجيًّا ما دام المرض تحت السيطرة.
  •  مراقبة ضغط الدم وسكر الدم باستمرار، والتدخل عند الضرورة.
  •  مراقبة كثافة العظام، ووصف الأدوية والمكملات للحفاظ على صحة العظام.

يوجد العديد من الطرق الأخرى للوقاية من بعض الأعراض الجانبية، ويتطلب ذلك المناقشة مع الطبيب.

اقرأ أيضًا:

ما الكورتيكوستيرويدات؟ ولماذا هي فعالة في مكافحة فيروس كورونا المستجد؟

الستيرويدات لتحسين الأداء الرياضي، ربح أم خطر وخسارة؟

ترجمة: محمد أديب قناديل

تدقيق: تسبيح علي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر