للبول رائحة طبيعية فريدة من نوعها يعرفها الجميع، وقد تلاحظ أحيانًا أن بولك أصبح ذا رائحة أقوى من المعتاد، لكن لا تسمح لذلك بأن يقلقك دائمًا، مع أن رائحة البول القوية أو غير المعتادة قد تدل أحيانًا على وجود مشكلة طبية. سنتعرف في هذه المقالة على العديد من الأسباب المختلفة التي يمكنها أن تغير رائحة البول وتجعلها قوية.

نبات الهليون Asparagus:

أحد الأطعمة التي يقول عنها الكثير من الناس إنها تجعل رائحة البول قوية هو الهليون، ويعود السبب في ذلك إلى مستوى المركبات الكبريتية التي يحتوي عليها طبيعيًا. يُسمى المركب الكبريتي الموجود حمض الأسبراجوسيك asparagusic acid، ومع أنه لا يُسبب أي أذية للجسم، فإنه يخلق رائحةً قويةً وغريبة بعد تناول شيء يحتوي عليه، مثل الهليون.

مستوى المركبات الكبريتية التي يحتوي عليها البول - ما سبب رائحة البول الكريهة وما العلاج - الأسباب المختلفة التي يمكنها أن تغير رائحة بولك

لا يلاحظ بعض الأشخاص أي تغيير في رائحة بولهم، إذ يمكن أن تحدد جيناتك ما إذا كان الهليون يجعل رائحة بولك قوية أم لا.

إذا ظهرت الرائحة بعد تناولك للهليون، فستختفي بعد خروجه من جسمك، أما في حال استمرارها، تجب عليك استشارة الطبيب بحثًا عن أسباب أخرى.

الأسباب الطبية:

يمكن للعديد من الأسباب أن تجعل رائحة البول قوية أو غير عادية، وتتضمن الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:

  •  التجفاف Dehydration:

يحدث التجفاف عند عدم شربنا كميات كافية من السوائل، وعندها يُصبح لون البول أصفر داكنًا أو برتقاليًا، ورائحته مثل الأمونيا.

يعاني معظم الناس من التجفاف البسيط الذي لا يحتاج أي علاج طبي، ويكفي عادةً شرب كميات جيدة من السوائل -خاصةً الماء- حتى تعود رائحة البول الطبيعية. أما التجفاف الشديد، فقد يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض مثل التشوش العقلي confusion أو الضعف أو التعب الشديد أو أي أعراض أخرى غير اعتيادية، ويجب عندها تلقي العلاج الطبي على الفور.

  •  أخماج المسالك البولية:

تُسبب عادةً أخماج المسالك البولية رائحةً قويةً للبول، وتتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا ظهور رغبة قوية في التبول، والحاجة إلى التبول كثيرًا، والشعور بحرقة أثناء التبول.

تُسبب الجراثيم الموجودة في البول أخماج المسالك البولية، التي يعالجها الأطباء -في حال حدوثها- بالمضادات الحيوية لقتل الجراثيم.

  •  داء السكري:

توجد مستويات مرتفعة من السكر في دم مرضى السكري غير المعالجين، ما يؤدي إلى بول ذي رائحة حلوة (رائحة سكرية أو رائحة الفواكه)، وهو من الأعراض الشائعة عندهم. إذا تكرر ظهور هذه الرائحة، فمن الضروري مراجعة الطبيب في أقرب وقت.

يجب أيضًا ضبط مستوى السكر في الدم ومعالجة المرض، فهو مرض خطير ويمكن أن يكون مهددًا للحياة.

  •  الناسور المثاني Bladder fistula:

هو اتصال غير طبيعي يحدث بين المثانة والأعضاء الأخرى مثل الأمعاء، وذلك بعد التعرض لضرر ما أو عيب، ما يؤدي إلى انتقال الجراثيم من الأمعاء ودخولها إلى المثانة. تحدث نواسير المثانة عادةً بسبب الإصابات التالية للعمل الجراحي، أو بسبب بعض أمراض الأمعاء مثل أمراض الأمعاء الالتهابية أو التهاب القولون التقرحي ulcerative colitis أو داء كرون Crohn’s disease.

  •  أمراض الكبد:

قد تكون رائحة البول القوية علامةً على وجود أحد أمراض الكبد، وتتضمن الأعراض الأخرى لأمراض الكبد ما يلي:

  •  الغثيان.
  •  القيء.
  •  الألم البطني.
  •  اليرقان، أي تلون الجلد أو العينين باللون الأصفر.
  •  الضعف والتعب.
  •  الشعور بالانتفاخ.
  •  فقدان الوزن.
  •  اغمقاق لون البول.

تجب مراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور أعراض أمراض الكبد، إذ يمكن للمرض الكبدي أن يكون مهددًا للحياة في حال عدم تقديم العلاج المناسب.

– بيلة الفينيل كيتون Phenylketonuria:

هي حالة وراثية غير قابلة للشفاء تظهر منذ الولادة، تجعل الشخص المصاب غير قادر على تحطيم حمض أميني يُسمى فينيل ألانين phenylalanine، فلا يمكن التخلص منه، ما يؤدي إلى تراكم هذا الحمض الأميني ومُستَقلباته داخل الجسم وتطور رائحة غريبة للبول، إما رائحة شبيهة برائحة الفئران أو رائحة مسكية، وتتضمن الأعراض الأخرى ما يلي:

  •  انخفاض تصبغ الجلد.
  •  إعاقة ذهنية «تخلف عقلي».
  •  تأخر تطور المهارات الاجتماعية.

إذا لم تُعالج هذه الحالة في وقت مبكر، يمكنها أن تؤدي إلى تطور اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD وتخلف عقلي شديد.

  •  داء بول شراب القيقب أو داء البول القيقبي Maple syrup urine disease:

هو مرض وراثي نادر غير قابل للشفاء، يجعل رائحة البول شبيهة برائحة شراب القيقب. لا يستطيع الأشخاص المصابون به تحطيم بعض الأحماض الأمينية مثل الليوسين Leucine، والإيزوليوسين Isoleucine، والفالين Valine. قد يؤدي إلى حدوث تلف في الدماغ أو حتى الوفاة في حال عدم تقديم العلاج المناسب.

عند النساء الحوامل:

يزداد في فترة الحمل مستوى هرمون الحمل المُسمى موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية HCG، ما قد يؤدي إلى ظهور رائحة قوية في البول تتمكن الحامل من شمها جيدًا، ويجدر بالذكر أن هذه الحالة تشيع في مراحل الحمل الأولى تحديدًا.

تحتاج النساء الحوامل أيضًا إلى شرب المزيد من الماء لمنع حصول التجفاف، الذي قد يؤدي إلى تراكم حمض اليوريك Uric acid، الذي يمنح البول رائحة قوية.

التشخيص:

قد يجري الطبيب عدة فحوصات واختبارات بهدف تحديد السبب الكامن وراء رائحة البول القوية، ومن هذه الفحوصات:

  •  تحليل البول: إذ تُفحص عينة من البول للتأكد من خلوّها من أي نوع من أنواع الجراثيم وعناصر أخرى.
  •  تنظير المثانة: يُدخَل أنبوب رفيع مع كاميرا في نهايته ضمن المثانة بحثًا عن وجود أي أمراض فيها.
  •  فحوصات تصويرية أخرى: لا تُستخدم كثيرًا، ولكن في حال استمرار ظهور الرائحة، مع عدم وجود أي علامات للعدوى بعد إجراء تحليل للبول، فقد يلجأ الطبيب إلى استخدام التصوير بالأشعة السينية X-rays أو التصوير بالأمواج فوق الصوتية «الإيكو».

عادات التبول الصحية:

إليك بعض العادات الجيدة للحفاظ على صحة المثانة:

  •  التبول من 5 إلى 7 مرات في اليوم، ويساعدك على ذلك شربُ كميات جيدة من الماء.
  •  التبول فقط وقت الحاجة، ما عدا قبل الذهاب إلى النوم. إذ تقل سيطرة المثانة عند التبول الإجباري أو الإلزامي.
  •  اجلس على المرحاض في أثناء التبول بدلًا من الوقوف.
  •  خذ وقتك في التبول، ولا تضغط لإخراج البول سريعًا.

زيارة الطبيب:

حدد موعدًا مع الطبيب في حال استمرت رائحة البول القوية أو غير الطبيعية لأكثر من يومين، أو إذا ظهرت لديك الأعراض التالية:

  •  رائحة حلوة في البول.
  •  تشويش عقلي.
  •  الشعور بالانتفاخ.
  •  الغثيان.
  •  القيء.

قد تدل هذه الأعراض على وجود داء السكري، أو التجفاف الشديد، أو أمراض الكبد.

الخلاصة:

قد تنجم رائحة البول القوية أو غير المعتادة عن العديد من الأسباب، وقد يكون لها علاقة بما تناولته في الليلة السابقة أو بالأدوية التي تأخذها. استشِر الطبيب في حال ظهور رائحة جديدة وفي حال استمرارها، من أجل استبعاد الحالات الطبية المذكورة فيما سبق.

اقرأ أيضًا:

إنتانات السبيل البولي

ما الذي يسبب لون البول العكر ؟

ترجمة: يوسف الجنيدي

تدقيق: تسنيم الطيبي

مراجعة: آية فحماوي

المصدر