تصبغ كثير من النساء وعدد من الرجال شعرهم بانتظام، لذلك قد تؤذي المواد الكيميائية الموجودة في الصبغات الشعر والبشرة. قد تهيّج صبغة الشعر الحاوية على المواد الكيميائية فروة الرأس وتسبب ترقق الشعر أو تساقطه عند بعض الناس، ولم تُعرف حتى الآن آثارها الصحية طويلة الأمد.

مزيج كيميائي قاس

يأتي لون بشرة الإنسان وعينيه وشعره طبيعيًا من الميلانين، وهو مركب مشتق من حمض التيروسين الأميني، إذ تحدد كمية الميلانين الموجودة في كل عضو لون الشعر والبشرة والعينين.

مثلًا: عند الحديث عن لون الشعر الطبيعي، فإن شعر النساء الشقراوات يحتوي على جزيئات ميلانين أقل من النساء السمراوات.

من ناحية أخرى، تستخدم صبغة الشعر مزيجًا حقيقيًا من المواد الكيميائية لتغيير لون الشعر، وغالبًا ما تحتوي هذه الصبغات على الأمونيا وخلات الرصاص وبيروكسيد الهيدروجين والبارافينيلين ديامين، وهو من أشيع المواد المسببة للحساسية.

ملحوظة: ألغت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخرًا الموافقة على استعمال مكون خلات الرصاص، ولكن القرار معلّق حاليًا.

قالت اختصاصية الأمراض الجلدية ميليسا بيليانغ، الحاصلة على دكتوراه في الطب: «إنّ مادة البارافينيلين ديامين شائعة في كل من صبغة الشعر الرخيصة والباهظة الثمن، وموجودة أيضًا في الصبغات الدائمة جميعها تقريبًا».

أضافت: «كثير من الناس يعانون حساسية، لذلك أوصي بقراءة المكونات على كل منتج يُستخدم لصبغ الشعر».

مع أن الباحثين قد درسوا الآثار طويلة الأمد بما في ذلك مخاطر السرطان المحتملة لصبغات الشعر، فإن عديدًا من النتائج كانت متناقضة أو غير مؤكدة تمامًا؛ أي إن الخبراء ليس لديهم فهم واضح للمخاطر المحتملة لهذه الصبغات مع مرور الوقت.

قالت الدكتورة بيليانغ: «تستخدم صبغات الشعر الدائمة أقوى المواد الكيميائية لتغيير لون الشعر، ولكن الصبغات شبه الدائمة (غالبًا ما تُستخدم لتغطية الشعر الرمادي) قد لا تزال تحتوي على مواد كيميائية مثيرة للقلق، مثل مركب بارافينيلين ديامين أو مركب مماثل لها؛ لذلك من المهم دائمًا قراءة المكونات على أي نوع من انواع صبغات الشعر قبل استخدامها.

العلامات التي تدل على حدوث مشكلات ناجمة عن صبغة الشعر

يجب الاحتراس من العلامات التي تدل على وجود مشكلات بعد استخدام صبغات الشعر.

قالت الدكتورة بيليانغ: «أي احمرار في فروة الرأس أو تهيج أو حكة أو تقشر أو بثور يجب أن يثير القلق».

إذا كانت الأعراض شديدة أو استمرت لأكثر من يومين، فتوصي الدكتورة بيليانغ بتحديد موعد مع طبيب الأمراض الجلدية أو مختص الرعاية الأولية.

قد تحدث أيضًا مشكلات طبية أخرى أقل أهمية بسبب استخدام صبغة الشعر؛ إذ غالبًا ما يتلون جلد فروة الرأس لبضعة أيام بعد عملية الصبغ ما قد يسبب الإحراج.

تزيل المنتجات التي تبيض لون الشعر أو تفتحه الطبقة الواقية لألياف الشعر.

قالت الدكتورة بيليانغ: «تجعل هذه المنتجات جذع الشعرة أرق وأضعف ما يعرّضها للتلف، وغالبًا ما يؤدي استخدام منتجات التبييض والتفتيح هذه إلى إظهار الشعر ضعيفًا وبلا حياة، وقد تسبب تساقط الشعر».

اتخاذ الاحتياطات اللازمة

عند صبغ الشعر باستخدام منتج مُعبّأ ومغلف، فيجب اتباع هذه النصائح للحصول على أفضل النتائج:

  • تحديد رقعة من الجلد لإجراء اختبار تحسس عليها واستبعاد ردود الفعل التحسسية المحتملة قبل وضع الصبغة على الشعر.
  • ارتداء القفازات دائمًا عند وضع صبغة الشعر أو خلطها.
  • عدم إبقاء الصبغة على الشعر لفترة أطول مما تشير إليه التعليمات.
  • شطف فروة الرأس جيدًا بالماء عند الانتهاء من عملية الصبغ.
  • عدم خلط صبغات ألوان شعر مختلفة التركيب.
  • عدم المحاولة في صبغ الرموش أو الحواجب بصبغة الشعر؛ لأن ذلك قد يسبّب ضررًا دائمًا للعينين ويسبب العمى.

لاستخدام أكثر أمانًا؛ يجب اتباع جميع التعليمات التي تأتي مع صبغة الشعر المعبّأة بدقة، وتجنب التركيبات التي تحتوي على البارافينيلين ديامين في حال وجود حساسية منها.

إذا أراد الشخص تجنب التعرض للمواد الكيميائية الموجودة في معظم صبغات الشعر الصناعية، فعليه التفكير في تجربة بديل طبيعي للصبغات الصناعية، مثل: صبغة الحناء النباتية أو أي منتج آخر طبيعي بالكامل يلوّن الشعر.

قد تُصنع مستقبلًا صبغات شعر جديدة أكثر أمانًا، فقد أنشأ باحثون في جامعة نورث كارولينا قاعدة بيانات تحتوي على أكثر من 300 مادة تُستخدم في صبغ الشعر؛ للبحث عن طرائق تجعل عملية صبغ الشعر أكثر أمانًا واستدامة.

اقرأ أيضًا:

لماذا يشيب الشعر و يصبح ابيض او رمادي اللون ؟

حقائق عن الشعر الأشيب

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر