طوّر العلماء تقنيات لاستخدام الكائنات الحية الدقيقة المعدلة وراثيًا، مثل الخميرة؛ لصنع «كولاجين نباتي». مع ذلك، فإن المنتجات التي تحتوي على هذه المادة ليست متاحة على نطاق واسع للمستهلكين.

الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا يتبعون نهجًا شاملًا وصارمًا في اتباع نظام غذائي نباتي، ولا يأكلون أي منتجات حيوانية. يمكن للنباتية أن تتجاوز حدود النظام الغذائي وحده وتصبح نمطًا كاملًا للحياة. قد يتجنب النباتيون المنتجات الحيوانية، مثل الأحذية الجلدية والفرش المصنوعة من شعر الخيل، وقد يختارون أيضًا مستحضرات التجميل التي لم يختبرها المصنعون على الحيوانات.

قد يصبح الناس نباتيين ليفيدوا صحتهم، ويقللوا من تأثيرهم على البيئة، أو لمعالجة المخاوف الأخلاقية؛ إذ قد يتخذ بعض الأفراد هذا القرار لعدة أسباب. أن تكون نباتيًا ليس بالأمر السهل دائمًا، لكن البدائل النباتية متوفرة للعديد من الأطعمة والمكملات التي تحتوي عادةً على منتجات حيوانية.

استمِر بالقراءة لتعرف المزيد عن الكولاجين النباتي، وعن فوائده وتوافره.

هل يمكن أن يكون الكولاجين نباتيًا؟

يُعد الكولاجين مكونًا رئيسيًا للنسيج الضام والبروتين الأكثر شيوعًا في المملكة الحيوانية، وهذا ما يجعله مشكلة للنباتيين، رغم شعبيته بوصفه مكملًا غذائيًا.

وجد العلماء أن مكملات الكولاجين التي تؤخذ بالفم توفر الفوائد الآتية للجلد:

  •  تحسين الترطيب.
  •  تعزيز المرونة.
  •  تقليل الخشونة.
  •  تحسين الكثافة.

ربطت الأبحاث أيضًا مكملات الكولاجين بالفوائد التالية:

  •  تحسين أداء القلب والأوعية الدموية.
  •  ترميم المفاصل.
  •  تعزيز قوة العضلات.
  •  تقليل مدة الشفاء بعد أداء الأعمال الشاقة.
  •  تقليل الألم والتورم والتصلب عند المصابين بالتهاب المفاصل الرثياني (الروماتيزمي).

فوائد الكولاجين النباتي

لما كان المنشأ الطبيعي للكولاجين هو الحيوانات، فإن الأشخاص الذين يتبعون أسلوب حياة نباتيًا صارمًا لا يمكنهم استخدامه، لذلك طوّر العلماء تقنيات لاستخدام الكائنات الحية الدقيقة المعدلة وراثيًا مثل الخميرة لصنع الكولاجين البشري المؤتلف (المؤشب)، الذي قد يوصف بأنه كولاجين نباتي. ومع ذلك، فإن المنتجات التي تحتوي هذه المادة ليست متاحة على نطاق واسع للمستهلكين بعد.

تشمل الفوائد المحتمَلة للكولاجين النباتي، أو الكولاجين المصنوع من الكائنات الحية الدقيقة، تحقيق اتساق أفضل عبر دفعات وتقليل فرص حدوث ردود الفعل التحسسية.

مع أن الكولاجين النباتي نفسه غير متوفر على نطاق واسع، يمكن شراء العديد من المنتجات النباتية التي تعزز الكولاجين. تزعم الشركات المصنعة لهذه المنتجات أنها تساعد النباتيين على تصنيع الكولاجين وتأمين الفوائد المبلَغ عنها لهذا البروتين. وتشمل هذه الفوائد:

  •  تحسين صحة الجلد.
  •  دعم صحة العضلات والمفاصل.
  •  تقوية الجهاز القلبي الوعائي.

من المهم أن نلاحظ أن العلماء لم يتحققوا بعد من أن مكملات تعزيز الكولاجين النباتي لها هذه التأثيرات.

ما هو الكولاجين النباتي - لاستخدام الكائنات الحية الدقيقة المعدلة وراثيًا مثل الخميرة لصنع الكولاجين البشري المؤتلف - كولاجين نباتي

التوفر

يُعد الكولاجين مكونًا رئيسيًا في مستحضرات التجميل ودهانات البشرة، ويتوقع الخبراء أن تبلغ قيمة هذا الجزيء الحيوي أكثر من 6.63 مليار دولار بحلول عام 2025. مع ذلك، من المهم ملاحظة أن الكولاجين المعدل وراثيًا، أو الكولاجين النباتي، لا يزال مكلفًا، وتنتجه الشركات المصنعة بكميات صغيرة نسبيًا، ويقتصر استخدامه الأساسي على المجالات الطبية.

لا توجد حاليًا مكملات كولاجين نباتية متاحة للمستهلكين. تتوافر تجاريًا المنتجات النباتية المعززة للكولاجين، التي يُفترض أن تعزز قدرة الجسم على إنتاج الكولاجين، لكن يوجد نقص في الأبحاث العلمية التي تدعم استخدامها.

إنتاج الكولاجين النباتي

يصنع الجسم الكولاجين طبيعيًا، وذلك بالجمع بين الأحماض الأمينية وفيتامين سي والزنك والنحاس وعناصر غذائية أخرى. قد تكون المكملات مفيدة للنباتيين الذين يسعون للحفاظ على نسبة كافية من بعض العناصر الغذائية، ومع ذلك، يجب على من يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا الحرص على موازنة تناولهم للعناصر الغذائية الضرورية، وعدم الاعتماد كثيرًا على المكملات الغذائية.

في الواقع، يؤكد أنصار النباتية قلة الأدلة العلمية التي تُشير إلى أن مكملات الكولاجين ضرورية للنباتيين، ويشيرون إلى أن زيادة كمية البروتين في النظام الغذائي قد تساعد النباتيين على تلبية احتياجاتهم الغذائية، تشمل الأطعمة النباتية الغنية بالبروتين ما يلي:

  •  البقوليات، مثل الفاصوليا والعدس.
  •  الكينوا.
  •  منتجات الصويا، متضمنةً التوفو.
  •  السيتان: بديل نباتي للحوم مصنوع من غلوتين القمح الرطب، يُحضَّر بغسل عجين دقيق القمح بالماء لإزالة حبيبات النشا.
  •  المكسرات والبذور.

المخاطر

الخطر الرئيسي للكولاجين النباتي هو مدى صدق الدعاية عنه، لأن المنتجات التي يزعم المصنعون أنها «كولاجين نباتي» هي غالبًا منتجات تعزز إنتاج الكولاجين في الجسم فقط.

لا يجب على الشركات المصنعة لهذه المنتجات تقديم دليل على سلامتها وفعاليتها، ولا توافق إدارة الغذاء والدواء على مكملات الكولاجين.

لهذا يجب على الأشخاص دائمًا طلب المشورة من اختصاصي الرعاية الصحية قبل البدء بتناول المكملات.

الخلاصة

الكولاجين هو البروتين الأكثر شيوعًا في عالم الحيوان، وتشير الدراسات العلمية الأولية إلى احتوائه على فوائد محتملة للبشرة والجهاز العضلي الهيكلي والجهاز القلبي الوعائي.

ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا ولا يستهلكون أي منتجات حيوانية لا يمكنهم استخدام الكولاجين المصنوع بالطرق التقليدية.

يوجد نوع من الكولاجين النباتي، المصنوع من الكائنات الدقيقة المُعدَلة حيويًا، لكن استخدامه لم يمتد بعد إلى ما هو أبعد من المجالات الطبية.

قد تساعد معززات الكولاجين النباتية الجسم على زيادة كمية الكولاجين الذي يصنعه، لكن العلم لم يثبت صحة هذا الادعاء.

من الأفضل للنباتيين الذين يتطلعون إلى تعزيز إنتاج الكولاجين لديهم تحقيق ذلك بتحسين نظامهم الغذائي.

اقرأ أيضًا:

كيف يمكن لنظام غذائي قليل الألياف نتبعه اليوم أن يؤثر سلبًا على أجيال الغد؟

متلازمة إيلر دانلوس: الأسباب والأعراض والتشخيص وطرق العلاج

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر