تنضير الجروح هو إزالة أنسجة الجلد الميتة أو المصابة للمساعدة على شفاء الجروح، ويجرى لإزالة الأجسام الغريبة من الأنسجة. يُعد هذا الإجراء ضروريًّا للجروح التي لا تُشفى، وعادةً، تعلق هذه الجروح في مراحل الشفاء الأولى، ثم عند إزالة النسج التالفة، يعيد الجرح عملية الشفاء.

فوائد التنضير:

  •  يساعد الأنسجة السليمة على النمو.
  •  يقلص الندبة.
  •  يقلل مضاعفات الالتهاب.

متى يكون تنضير الجروح ضروريًّا؟

لا يُعد تنضير كل الجروح ضروريًّا.

عمليًا، يُجرى التنضير للجروح القديمة التي لم تُشف تمامًا، والجروح المزمنة الملوثة التي تزداد سوءًا.

يُعد التنضير ضروريًا حال احتمالية تطور مشكلات بسبب الإصابة بالجروح.

في بعض الحالات قد يكون تنضير الجروح الجديدة والحادة ضروريًّا.

أنواع التنضير:

يعتمد اختيار نمط التنضير على عدة عوامل:

  •  الجرح.
  •  العمر.
  •  الصحة العامة.
  •  خطر حدوث مضاعفات.

قد تتطلب الجروح عادةً دمجًا بين العديد من الطرق التالية:

التنضير البيولوجي:

يستخدم التنضير البيولوجي اليرقات المعقمة من نوع الخشف الزغبي، أو يرقات ذبابة الزجاجة الخضراء الشائعة.

تُسمى هذه العملية الاستشفاء باليرقات، أو المعالجة التنضيرية باليرقات، أو الجراحة البيولوجية.

تساعد اليرقات في شفاء الجرح عبر تناول النسج القديمة، وتتحكم في العدوى بإطلاق مواد مضادة للبكتيريا، والتهام البكتيريا المؤذية.

تُوضع اليرقات على الجرح أو ضمن حقيبة من الشاش، تُوضع في مكانها ضمن الشبكة، وتُترك مدة 24 – 72 ساعة، وتُبدل مرتين في الأسبوع.

يُعد التنضير البيولوجي الأفضل للجروح الكبيرة أو الملوثة بسلالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتستخدم عند المرضى الذين لا يستطيعون الخضوع لجراحة لأسباب طبية.

التنضير الإنزيمي:

يستخدم التنضير الإنزيمي أو الكيميائي دهانًا يحوي إنزيمات ذات تأثير ملين للأنسجة غير الصحية.

قد يكون مصدر الإنزيم حيوانيًّا أو نباتيًّا أو بكتيريًّا.

يُطبق الدواء مرة أو مرتين في اليوم، ويُغطى الجرح بضمادة تُبدل بانتظام. إذ يزيل الشاش الأنسجة الميتة عند إزالته.

يُعد التنضير الإنزيمي نموذجيًّا في حالات المشكلات النزفية، أو خطر المضاعفات الجراحية. ولا يُنصح به للجروح الكبيرة أو الملوثة بشدة.

التنضير بالانحلال الذاتي:

يستخدم التنضير الذاتي إنزيمات جسدك والسوائل الطبيعية لتليين الأنسجة المتضررة، ويُجرى باستخدام ضمادة لحفظ الرطوبة تُبدل مرة واحدة يوميًّا.

إذ تمتص الأنسجة القديمة الرطوبة المتراكمة، وتنتفخ منفصلةً عن الجرح.

يُفضل التنضير الذاتي في حالات الجروح غير الملوثة وقرحات الضغط.

حال وجود جرح معالج سابقًا، يمكنك الحصول على تنضير ذاتي مع شكل آخر من التنضير.

التنضير الميكانيكي:

يُعد التنضير الميكانيكي أكثر أشكال تنضير الجروح شيوعًا، إذ تُزال الأنسجة غير الصحية باستخدام قوى محركة.

أنواع التنضير الميكانيكي:

  • العلاج بالماء: تستخدم هذه الطريقة الماء الجاري لتجريف النسج القديمة، قد تتضمن حمام الدوامة أو الاستشفاء بالدوش، أو الحقنة أو أنبوب القسطرة.
  • التعديل من الرطب إلى الجاف: يُطبق الشاش الرطب على الجرح. بعد أن يجف ويعلق بالجرح، يُزال مخرجًا الأنسجة الميتة معه.
  • بطانة ضماد: تُوضع حشوة بوليستر ناعمة بلطف عبر الجرح، ما يزيل الأنسجة المتضررة وفتات الجرح.

يُعد التنضير الميكانيكي صالحًا للجروح الملوثة وغير الملوثة.

التنضير الجراحي الحاد والوقائي الشديد:

باستخدام المباضع والمقصات إذ تُزال الأنسجة غير الصحية عبر استئصالها.

لا يتوسع القطع ليشمل نسجًا سليمة، ويُعد عملية جراحية بسيطة.

يستخدم التنضير الوقائي الحاد أدوات جراحية.

قد يتضمن القطع نسجًا سليمةً حول الجرح، ويُجرى على يد جراح مع الحاجة إلى تخدير.

لا يُعد التنضير الجراحي الحاد خيارًا أوليًا، إذ يُجرى حال فشل إحدى طرق التنضير الأخرى، أو حال الحاجة إلى معالجة عاجلة، إذ يُستخدم للجروح الكبيرة أو المؤلمة أو العميقة.

ما هو تنضير الجروح ومتى يكون ضروريًا؟ - أهمية إزالة الأنسجة الميتة من الجرح - إزالة النسج التالفة من الجروح لعلاجها بشكل أسرع

التنضير في طب الأسنان:

تُزيل عملية تنضير الأسنان القلح وجير الأسنان وتُعرف بعملية تنضير الفم.

تُعد هذه العملية مفيدة حال لم تنظف أسنانك عدة سنوات.

على عكس تنضير الجروح، لا يزيل تنضير الأسنان أي أنسجة.

ما المتوقع من التنضير؟

يعتمد التحضير قبل التنضير على عدة عوامل:

  •  الجرح.
  •  الحالة الصحية.
  •  نوع التنضير.

قد يتضمن التحضير:

  •  الفحص الجسدي.
  •  أبعاد الجرح.
  •  مسكنات الألم «التنضير الميكانيكي».
  •  التخدير الموضعي أو العام «التنضير الحاد».

حال حاجتك إلى تخدير عام، ستحتاج إلى خطة للعودة إلى المنزل، والصيام بعض الوقت قبل العملية.

يُجرى التنضير غير الجراحي في عيادة الطبيب أو غرفة المريض.

يمكن الفني الطبي إجراء العملية، التي تُكرر مدة أسبوعين وحتى ستة أسابيع أو أكثر.

تُعد عملية التنضير الحاد سريعة، ويستخدم الجراح خلالها أدوات معدنية لفحص الجرح.

يقطع الجراح مُزيلًا الأنسجة القديمة ويغسلها، وحال حصولك على طعم جلدي، يضعه الجراح مكانه.

غالبًا، يُكرر التنضير حتى شفاء الجرح، وقد يكون إجراءك التالي مختلفًا، اعتمادًا على الجرح.

هل تنضير الجروح مؤلم؟

يسبب التنضير البيولوجي والإنزيمي والذاتي عادةً قليلًا من الألم، إن وُجد.

قد يكون التنضير الميكانيكي أو الحاد مؤلمًا.

حال توجيهك للتنضير الميكانيكي، عليك تناول أدوية مسكنة للألم.

حال اختيار التنضير الحاد، ستحصل على تخدير عام أو موضعي.

سيخدر التخدير الموضعي الجرح فقط، أما التخدير العام فسيضعك في نوم عميق، من ثم لن تشعر بشيء.

قد تشعر بألم أحيانًا عند تبديل الشاش، وسيوصي لك الطبيب بدواء مسكن.

العناية بالجروح المنضرة:

يُعد الاعتناء بالجروح مهمًا، للمساعدة على الشفاء وتقليل المضاعفات.

يمكن فعل ما يلي لحماية جرحك في أثناء عملية الشفاء:

  •  تبديل الشاش دوريًّا، يوميًا أو حسب تعليمات الطبيب.
  •  الحفاظ على جفاف الشاش، تجنب أحواض السباحة والاستحمام والاغتسال، يمكنك استشارة طبيبك بشأن وقت الاستحمام.
  •  الحفاظ على نظافة الجرح: اغسل يديك دومًا قبل لمس الجرح وبعده.
  •  لا تضغط على الجرح: استخدم وسادة خاصة لتجنب الضغط على جرحك، وقد تحتاج إلى عصا حال كان الجرح في يدك أو قدمك.

سيقدم لك طبيبك تعليمات خاصة حول الاعتناء بجرحك.

التعافي من جراحة التنضير:

عمومًا، يستغرق التعافي 6 – 12 أسبوعًا.

يعتمد الشفاء الكامل على حدة الجرح وحجمه وموقعه وطريقة التنضير.

سيحدد طبيبك موعد عودتك إلى العمل.

تحقق من إعلام طبيبك حال تطلب عملك جهدًا جسديًا على المنطقة المصابة.

يُعد الاهتمام الكافي بالجرح ضروريًّا للتعافي التام.

يجب عليك:

  •  تناول الطعام الصحي: إذ يحتاج جسدك إلى مغذيات كافية ليتعافى.
  •  تجنب التدخين: يصعب التدخين وصول الغذاء والأكسجين إلى جرحك ويبطئ عملية الشفاء، قد يكون الإقلاع عن التدخين صعبًا، لكن سيساعدك الطبيب على وضع خطة مناسبة لك.
  •  التزم مواعيد المراجعة: يحتاج الطبيب إلى تفقد جرحك، والتحقق من عملية الشفاء.

مضاعفات تنضير الجروح:

مثل الإجراءات الطبية الأخرى، يتضمن التنضير مخاطر مثل:

  •  التهيج.
  •  النزف.
  •  تدمير الأنسجة السليمة.
  •  رد فعل تحسسي.
  •  الألم.
  •  عدوى بكتيرية.

تتفوق الفوائد على المخاطر رغم الآثار الجانبية المحتملة. وقد لا تُشفى العديد من الجروح دون تنضير.

متى أذهب إلى الطبيب؟

انتبه لجرحك. إذا شككت بعدوى، تواصل مع طبيبك.

تتضمن علامات العدوى:

  •  زيادة الألم.
  •  الاحمرار.
  •  التورم.
  •  النزف الشديد.
  •  تصريف جديد.
  •  رائحة سيئة.
  •  حمى.
  •  قشعريرة.
  •  غثيان.
  •  تقيؤ.

قد تحتاج إلى المساعدة الطبية عند الحاجة إلى التخدير العام، إذا كان لديك:

  •  سعال.
  •  صعوبات التنفس.
  •  ألم صدر.
  •  غثيان حاد.
  •  تقيؤ.

ملخص:

قد تحتاج إلى تنضير الجرح حال عدم تحسنه، إذ تساعد هذه العملية على شفاء الجرح بإزالة الأنسجة الميتة أو المصابة.

قد تُستخدم يرقات حية في التنضير، أو شاش خاص، أو مراهم تلين الأنسجة، وقد تُزال الأنسجة القديمة أو تُقطع بقوة ميكانيكية، مثل الماء الجاري. يعتمد اختيار أفضل نوع للتنضير على الجرح، وتُستخدم غالبًا عدة طرق معًا.

يستغرق التعافي 6 – 12 أسبوعًا، تساعد العناية الجيدة بالجرح على التئامه سريعًا.

اتصل بطبيبك حال ازدياد الألم، أو الانتفاخ، أو ظهور أي علامة أخرى في أثناء الشفاء.

اقرأ أيضًا:

ضمادة ذكية يمكنها تسريع التئام الجروح بعشر مرات

كيف نتعامل مع الجروح؟

ترجمة: علي ياسر جوهرة

تدقيق: تسبيح علي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر