علم التشريح-Anatomy

علم التشريح هو التعرف على تراكيب الكائنات الحية ووصفها. يعد التشريح فرعًا من فروع علوم الطب والأحياء. تعود دراسة التشريح إلى أكثر من 2000 عام، عند الإغريق القدماء. يمكن تقسيم التشريح إلى ثلاثة مجالات واسعة: تشريح الإنسان، تشريح الحيوان-Zootmy، وتشريح النبات-Phytotomy.

علم تشريح الإنسان هو دراسة تراكيب جسم الإنسان، ف علم التشريح هو المفتاح لممارسة الطب والصحة. جاءت كلمة (Anatomy) من الكلمة اليونانية (Ana) بمعنى فوق وكلمة (Tom) بمعنى تقطيع. اعتمدت دراسة التشريح تقليديًا على التقطيع، التشريح، لكن الأمور اختلفت في وقتنا الحالي.

مع تقنية التصوير، أصبح من الممكن جدًا أن ترى الأنسجة ومما يتكون الجسم دون الحاجة إلى التشريح. هناك طريقتان للرؤية في التشريح: طريقة التشريح العياني -Gross Anatomy، وطريقة التشريح المجهري -Microscopic anatomy.

علم التشريح العياني

في الطب، يرجع التشريح العياني، التشريح الكبروي، أو التشريح الطوبوغرافي، إلى دراسة التركيبات الحيوية التي ترى بالعين المجردة. من الممكن أن تتضمن دراسة التشريح العياني التشريح-Dissection، أو طرقًا غير اختراقية. الهدف هو جمع المعلومات عن التراكيب الأكبر للأعضاء والأنظمة الخاصة بالأعضاء.

في التشريح-Dissection، يقطع العلماء جثة الإنسان أو الحيوان ثم يعاينون الأعضاء. أمّا في التنظير الداخلي-Endoscopy؛ فيُدخلون أنبوبة مزودة بكاميرا في نهايتها، من الممكن استخدامها مع الحيوانات على قيد الحياة، يُدخَل المنظار إما عن طريق الفم أو فتحة الشرج، لذا فالقناة الهضمية عادةً ما تكون العضو محل الاهتمام.

التشريح العياني التشريح المجهري الأنسجة

يوجد أيضًا طرق أقل اختراقيةً، فعلى سبيل المثال، لدراسة الأوعية الدموية للحيوانات أو الإنسان، يدرج العلماء أحيانًا صبغةً شفافةً بداخل الحيوان، حيث تقوم بإنارة جهاز الدوران عند استخدام تقنية كتصوير الأوعية. هناك تقنيات كالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي المُحوسَب (CT)، والأشعة السينية (X-ray)، تكشف أيضًا عن معلومات عما بداخل جسم الكائن الحي.

يؤدي طلاب الطب أو طب الأسنان التشريح كجزء من تطبيقهم العملي في علم التشريح العياني أثناء دراستهم، ومن الممكن لهم أن يقوموا بتشريح جثة. طلاب التشريح العياني سيكونون بحاجة إلى تعلم ما يخص أجهزة الجسم الأساسية.

أجهزة جسم الإنسان

هناك أحد عشر جهازًا عضويًا في الجسم البشري:

  • الجهاز الغلافي، أي الجلد وملحقاته كالشعر والأظافر…
  • الجهاز العضلي
  • الجهاز اللمفي
  • الجهاز التنفسي
  • الجهاز الهضمي
  • الجهاز العصبي
  • جهاز الغدد الصماء، الذي ينظم إنتاج الهرمونات
  • جهاز القلب والأوعية الدموية
  • الجهاز البولي
  • الجهاز التناسلي

تملك كل هذه الأجهزة أسماءً مختلفة، لكنهم جميعًا يعملون بالاعتماد على بعضهم البعض.

علم التشريح المجهري

يعرف علم التشريح المجهري أيضًا باسم علم الأنسجة-Histology، هو دراسة الخلايا والأنسجة للحيوان والإنسان والنبات التي تكون أصغر من أن ترى بالعين المجردة. على سبيل المثال، إذا أصيب شخص ما بالسرطان، فحص النسيج تحت المجهر سيكشف سلوك الخلايا السرطانية وكيف سيكون تأثيرها على خلايا الإنسان.

هذا يتضمن عادةً دراسة الأنسجة والخلايا باستخدام تقنيات نسيجية كالتقطيع والتلوين بالصبغات ثم النظر إليهم باستخدام المجهر الضوئي أو الإلكتروني. التقطيع يتضمن قطع النسيج إلى شرائح رقيقة بهدف التمكن من معاينتها، تضاف الصبغات النسيجية إلى التراكيب البيولوجية، كالأنسجة، لإضافة ألوان أو لتحسين الألوان لجعلها قابلةً للتمييز بسهولة عند معاينتها، خاصةً عند وجود تراكيب بجانب بعضها البعض. علم الأنسجة ضروري للفهم والتقدم في الطب البشري، والطب البيطري، وعلم الأحياء، وعلوم أخرى مختلفة.

استخدامات علم الأنسجة

  • التعليم: تستخدم شرائح علم الأنسجة في المختبرات التعليمية لمساعدة الطلبة الذين يتعلمون عن التراكيب الدقيقة للأنسجة الحية.
  • التشخيص: عينات النسيج، الخزعات، تؤخذ من المريض وترسل إلى المختبر لتحليلها من قبل عالم الأنسجة.
  • تحقيقات الطب الشرعي: بإمكان الدراسة المجهرية للأنسجة البيولوجية أن تساعد في تفسير أسباب وفاة شخص ما على سبيل المثال.
  • تشريح الجثث: كما في تحقيقات الطب الشرعي، من الممكن لتحليل الأنسجة البيولوجية من الأشخاص المتوفين والحيوانات أن تساعد الباحثين على فهم أفضل لأسباب الوفاة.
  • علم الآثار: من الممكن للعينات البيولوجية من المناطق الأثرية أن توفر معلومات مفيدة بشأن ما كان يحدث في التاريخ أو التاريخ القديم.

علم أمراض الأنسجة

علم أمراض الأنسجة-Histopathology: إن تقنيّي علم الأنسجة، وطلاب الطب والأحياء، وعلماء الطب، وتقنيي المختبرات الطبية، يعملون في مختبرات علم الأنسجة. يستخدم هؤلاء المتخصصون مهاراتٍ خاصةً لمعالجة عينات الأنسجة الحيوية الوارد قدومها من المريض، أو من المشتبه بهم في حالة مختبرات الطب الشرعي، أو من الجثث باستخدام سلسلة من التقنيات، تُحضَّر شريحة صغيرة من النسيج تعرف باسم مقطع، توضع على شرائح وتضاف صبغات إليها، وبعد ذلك تعاين الشرائح من قبل عالم أمراض الأنسجة أو عالم أمراض ليتم تحليلها.

يجدر بعالم الأنسجة أن يمتلك مهارات عالية الدقة ليوفر عينات فائقة الجودة للفحص تحت المجهر بواسطة عالم أمراض الأنسجة. مختص علم الأمراض هو طبيب تخرج في كلية طبية ثم ذهب للتخصص في علم الأمراض خلال فترة إقامته، برامج فترة الإقامة مطلوبة في جميع التخصصات، وبما يتعلق بعلم الأمراض، يكون التدريب أربع سنوات إضافية.

يفحص علماء الأمراض الخلايا والأنسجة ثم يفسرون ما يرونه، لإتاحة المجال لأنفسهم أو الآخرين لاستخدام المعلومات تلك لاتخاذ القرار بشأن علاج مرض معين، أو تحديد كيف جرح أو توفي شخص ما، وهكذا دواليك. علم أمراض الأنسجة هو فرع من علم الأمراض، وهو الدراسة المجهرية للأنسجة والخلايا المصابة بالمرض.

دراسة علم التشريح

أغلب الدراسات المتعلقة بالرعاية الصحية تتطلب التدريب في التشريح العياني وعلم الأنسجة. إنّ المسعفين، ومختصي العلاج الطبيعي، والمعالجين المهنيين، والأطباء، واختصاصيي أجهزة التقويم، وأخصائيي الأطراف الصناعية، وعلماء الأحياء جميعًا بحاجة إلى معرفة في التشريح. تقدم بعض المواقع الإلكترونية جولةً في جسم الإنسان تُوضح بها الأعضاء المختلفة للجسم وكيف تم تكوينها. تقدم المعاهد الوطنية للصحة أيضًا مجموعةً من المصادر بما يخص الأجزاء المختلفة للجسم.

اقرأ أيضًا:

ما هو العضو الجديد الذي اكتشفه العلماء داخل أجسامنا ؟

علماءٌ يكتشفون وجود 97 منطقة دماغية جديدة

10 معلومات قصيرة عن تطور علم الطب عبر التاريخ

ترجمة : محمد أبو غزالة
تدقيق: محمد قباني

المصدر