قريبًا سوف تُمكِّــنُــك (جوجل- Google) من تحويل سطح بيتك لمصدر دخلٍ لك ومصادر لاتنضبُ من الطاقة المُتجددة الآمنة للبلاد.

قدَّمت جوجل مشروع «أسطح الشمس»لتستخدم قدراتها المعلوماتية المَهولة في دعم مُستخدمي الأنترنت للحصول على حلول الطاقة الشمسية بطريقةٍ أسهل وأكثر كفاءة.

فمن خلال هذا المشروع تقومُ جوجل بدور الاستشاري لمالكي المنازل، حيث تُحلِّل بيانات الموقع المكاني للمُستخدم وفرصِ تعرُّض سطح منزلهلأشعة الشمس ثم يقوم المُعالج الحسابي بتقييم الفُرص الاقتصادية لتغطية سطح المنزل بخلايا شمسيِّة تعودُعليه بفائدةٍ مالية وتوفر من تكاليف استهلاك الكهرباء من الشبكة العامة.

رغم توارد المنافع الاقتصادية والبيئية من استخدام الخلايا الشمسية لإنتاج الطاقة على مسامع أغلبنا،إلَّا أنَّأغلب المُهتمين يتوقفون عند مرحلة حسابات العائد المادي من المشروع.

ومن خلال مشروع «أسطح الشمس» استطاعت جوجل أن تتجاوز بِمُستخدميها هذا العائق وذلك بتقديم أداةِ تحليلٍ تُعطي للجميع الاستشارة التي يحتاجونها ببساطة ودقَّة عمليِّة،وليس فقط عن المنفعة الاقتصاديِّة وحجم الادخار المُحتمل من إنشاء وحدات خلايا شمسيِّة على أسطحِ منازلِهم ولكن كذلك بإيصالهم بشركات التنفيذ التي ستُحوِّل التحليل النظري إلى واقعٍ ماديّمُحقق.

ويعتمدُ مشروع «أسطح الشمس» في الأساس على المعلومات التي تُقدمُها الصور الجوية من (جوجل ايرث- Google Earth).

فحين يُحدِّد المُستخدم موقع منزله على مُحرك البحث يستطيع جوجل أن يجمع البيانات التي تحتاجُها عملية التحليل الاقتصادي، وذلك بدايةً من مسح مساحة السطح بمراعاة النموذج ثُلاثي الأبعاد لحساب المساحة المُتاحة لإقامة وحدات الخلايا الشمسيِّة، ثم دراسة إمكانيات سقوط الظل على السطح من الأبنية والأشجار القريبة، ودمج ذلك مع بيان مواقع الشمس بالنسبة للسطح على مدار العام، وأخيرًا البيانات التاريخية لنمط حركة السُحب وتغيُّر درجات الحرارة التي يُمكن أن تُؤثر على إنتاج الطاقة من الخلايا الشمسيِّة.

يمتلك جوجل بالفعل هذه البيانات الأساسيَّة، ويقوم الخواريزمبتلك الحسابات في الآن لتظهر للمُستخدم –كما هو موضَّح في الصورة- في صورة الأربعة معلومات الأساسية:

  1. عدد الساعات المُحتملة لتساقط أشعة شمسيَّة يُمكن إنتاج طاقة شمسيَّة من خلالها، من واقع تحليل يومي لأنماط الطقس.
  2. مساحة السطح المُتاحة لإقامة وحدات خلايا شمسيَّة، من واقع التحليل ثُلاثي الأبعاد لصور السطح الجويَّة وتحليل سقوط الظل من الأبنية والأشجار القريبة.  وبناءً على ذلك يُحسب الملخص المالي بواقع..
  3. قيمة الادخار السنوي المُحتمل من المشروع، ويُتاح بالطبع للمُستخدم تعديل بيانات الاستهلاك الشهري الخاص به من الكهرباء للحصول على نتيجةٍ أدق للعائد المادي من المشروع.
  4. المساحة المُقترحة لإقامة الوحدات، بحيث يُمكن للمُستخدم أن يُغطي ما لا يتجاوز 100% من احتياجه الشهري للكهرباء.

وتتعدى الخدمة مرحلة التحليل، حيث يُمكن للمُستخدم أن يستكشف شركات تنفيذٍ تعمل في نطاق منطقة سكنهِ ليتواصل معهم بإرسال نتائج التحليل إلى مكاتبهم ليُباشروا في التواصلِ معه لتنفيذ المشروع على أرض الواقع.

وقد خرج مشروع «أسطح الشمس» على يد المهندس (كارل الكن- Carl Elkin) خلال قضائه للـ 20% من وقت عمله في أفكاره الخاصة كجزء من سياسة عمل جوجل، وقدَّمت الشركة المشروع في شهر آب من العام الماضي (2015) مُتاحًا للتطبيق في ثلاث ولايات أمريكية، وقد غطَّى المشروع بالفعل في أقل من 9 شهور 42 ولاية أمريكية أو ما يُعادل 43 مليون سطح منزلي، على أمل أن يخرج المشروع قريبًا إلى نِطاقٍ عالميّ ليَستفيد منه ملايين الناس الذين ينتظرون حلًااقتصاديًا ومستديمًا لأزمة الطاقة.

لن يتوقف خيالُ مُهندسي جوجل عن التوسع، خاصةً مع هذه الإمكانيات اللانهائية التي يُعطيها بنك المعلومات التي تُحصِّلُه جوجل من مُستخدمي الانترنت يوميًا بلا توقف.

وقد عبَّرت الشركة عن رسالتها فقالت أنَّـها تسعى أن «تُنظِّم معلومات العالم وتجعلها مُتاحةً ومُفيدةً للجميع»، وتتسع آفاق إتاحة المعلومات من خلال هذا المشروع ليدخل إلى عالم صناعة الطاقة المُتجددة حيث تُثبت جوجل مُجدَّدًا أنَّ قوة امتلاك المعلومات ستقدر دائمًا على صناعة الفارق في أي مجال.

أو كما عبَّر عن ذلك (ماكس ارام- Max Aram) المدير التنفيذي لإحدى شركات التنفيذ التي أشركتهم جوجل في مشروع «أسطح الشمس» حين قال: «عندما تدخل جوجل في صناعةٍ ما، فهذا ضمانةٌ كافية للصناعة بأكملها».

فيديو يشرح المشروع


  • ترجمة: أحمد الفقي
  • تدقيق: هبة فارس
  • المصدر1                                               المصدر2                                        المصدر3