تشير دراسة حديثة إلى أن الموسيقا سريعة الإيقاع قد تعزز الأداء في أثناء التمرين. وجدت دراسة حديثة أن الاستماع إلى الموسيقا الحماسية (المتفائلة أو سريعة الإيقاع) في أثناء ممارسة التمارين الرياضية قد يحسن أداءك البدني.

لاحظ العلماء أنه عندما استمعت النساء في أثناء التدريب إلى أغاني البوب الأسرع من 170 إيقاعًا في الدقيقة، بذلن مزيدًا من الجهد، خاصة في أثناء تمارين التحمل، مثل المشي السريع أو الركض أو ركوب الدراجة.

كذلك أنتج الاستماع إلى الموسيقا ارتفاعًا بسيطًا في الأداء في أثناء تمارين الدفعات القصيرة short-burst exercise، مثل رفع الأثقال والتدريب على فترات interval training، لكنه حقق بعض الفائدة.

ما هي أفضل أنواع الموسيقا لتحسين الأداء في أثناء التمرين؟ - الموسيقا سريعة الإيقاع قد تعزز الأداء في أثناء التمرين - الاستماع إلى الموسيقا

يقول عالم الفسيولوجي (وظائف الأعضاء) لوكا أرديجو Luca Ardigò من جامعة فيرونا بإيطاليا: «وجدنا أن الاستماع إلى الموسيقا سريعة الإيقاع في أثناء ممارسة التمارين الرياضية أدى إلى زيادة معدل ضربات قلب، مع بذل مجهود أقل مقارنةً بعدم الاستماع إلى الموسيقا، ما يعني أن التمرين تطلب جهدًا أقل، وكان أكثر فائدةً في تعزيز اللياقة البدنية».

الجدير بالذكر أن عينة الدراسة التي استخدمها الباحثون صغيرة جدًّا، إذ ضمت فقط 19 سيدة يتمتعن باللياقة البدنية. لكن النتائج تتفق مع الكثير من الأبحاث السابقة التي درست تأثير الموسيقا في الأداء البدني.

أبهرت هذه النتائج علماء النفس والأعصاب لعقود من الزمن، لكن ما تزال الأدلة التي لدينا حاليًا غير حاسمة.

تشير بعض الأبحاث إلى أن الموسيقا تقلل من مجهودنا المتوقع، ما يزيد من استمتاعنا بالتمارين ويحسن أداءنا، ويخفف شعورنا بالتعب ويزيد قدرتنا على الحركة. أي أن الموسيقا تُعَد عاملًا مساعدًا لتعزيز الأداء في أثناء التمرين.

لكن من الصعب معرفة نوع الموسيقا المفيدة بالضبط، إذ يوجد العديد من الجوانب والميزات الدقيقة للموسيقا، إضافةً إلى تعقيدات فيسيولوجيا الإنسان.

وجدت دراسة اُجريت العام الماضي أن الأغاني التي تزيد سرعتها عن 130 إيقاعًا في الدقيقة قد حسّنت أداء راكبي الدراجات، من طريق تحسين الجهد الذي يبذلونه وزيادة زمن قيامهم بالتمارين، وزيادة معدل ضربات القلب والتنفس لديهم، وذلك مقارنةً بعدم الاستماع إلى الموسيقا.

وجدت دراسة أخرى عام 2011 أن استماع الأشخاص إلى موسيقا سريعة الإيقاع زاد من كثافة التمارين التي يمارسونها.

ما زالت الكثير من التفاصيل غير محسومة، إذ تهدف الدراسة الجديدة إلى تأكيد هذه النتائج.

قيًم الباحثون 19 امرأةً في أثناء تدريبات التحمل أو التدريبات المكثفة، وذلك عند استماعهن إلى موسيقا البوب بإيقاع منخفض (90 إلى 110 إيقاعًا في الدقيقة) أو متوسط (130 – 150 إيقاعًا في الدقيقة) أو عالٍ (170 – 190 إيقاعًا في الدقيقة)، وقيست نبضات قلب كل مشاركة وجهدها.

وجد الباحثون أن الاستماع إلى الموسيقا يؤثر في أداء التمارين عالية الكثافة high-intensity exercise، إذ تطلبت تلك التمارين جهدًا أقل عند الاستماع إلى الأغاني المتفائلة (عالية الإيقاع)، لذا تمكنت المشاركات من أداء تمارين أكثر.

يمكن أن نعد الموسيقا أداةً مهمة لتحفيز الأشخاص الذين يمارسون تمارين منخفضة الكثافة، إذ قد تعزز الموسيقا عالية الإيقاع قدرتهم على القيام بالمجهود البدني، لكن قبل استخلاص نتيجة نهائية يجب تكرار التجربة لتشمل مجموعات أكبر وأكثر تنوعًا، تضم مشاركين من الذكور، متنوعين في مستوى التدريب والعمر.

يقول أدريجو: «بحثنا في الدراسة الحالية تأثير الإيقاع الموسيقي في أداء التمارين، ونود مستقبلًا دراسة آثار الجوانب الأخرى للموسيقا (مثل نوع الأغاني والألحان والكلمات) في ممارسة التمارين الرياضية عالية الكثافة وتحملها».

اقرأ أيضًا:

خطوات بسيطة لمساعدتك على الالتزام بممارسة التمارين الرياضية في العام الجديد

تساعد الموسيقى في تطور أدمغة الأطفال حديثي الولادة

ترجمة: وفاء أبو الجدايل

تدقيق: غزل الكردي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر