هي متلازمة يولد بها بعض الأطفال أو قد تتطور لديهم لاحقًا في مرحلة مبكرة، ويعد تلوّن الجسم بالأزرق أو الأرجواني الفاتح أهم أعراضها، وتعرف طبيًا باسم «الزّرقة»، تظهر واضحةً في مناطق الجلد الرقيقة كالشفاه وشحمتي الأذنين وسرائر الأظافر، وتحدث هذه المتلازمة -غير الشائعة- نتيجة لتشوهات القلب الخلقية عند الولادة أو العوامل البيئية والجينية.

أسباب متلازمة الطفل الأزرق

تعد التروية الدموية الفقيرة بالأكسجين سببًا للزرقة، إذ يُضخ الدم -في الحالة الطبيعية- من القلب إلى الرئتين حيث يُزوّد بالأكسجين، ليمر مرة أخرى عبر القلب ثم إلى كل أعضاء الجسم، وعند وقوع مشكلة في القلب أو الرئتين أو الدم، قد لا يُزوّد الدم بالأكسجين كما يجب، وهذا ما يؤدي لتلون الجلد بالأزرق، مع العلم أن أسباب نقص الأكسجة متعددة.

1- رباعية فالو TOF:

في حال وجود تشوه قلبي خلقي نادر، تكون رباعية فالو هي المسبب لمتلازمة الطفل الأزرق، وهي مزيج بين أربعة من العيوب القلبية التي تقلل تدفق الدم إلى الرئتين سامحة بذلك للدم الفقير بالأكسجين من التدفق للجسم.

تتضمن رباعية فالو حالات مثل وجود ثقب في الجدار الفاصل بين البطينين الأيمن والأيسر، وفي العضلات المعصرة -أو الموترة- لتدفق الدم من البطين إلى الرئة أو الشريان الرئوي.

2- ميتهيموغلوبينية الدم:

حالة تصيب الأطفال وتنتج عن التسمم بالنترات التي قد تحصل نتيجة مزج حليب الأطفال بمياه الآبار، أو بسبب أطعمة الأطفال المحضرة منزليًا الغنية بالنترات، مثل السبانخ والشمندر. يحدث هذا غالبًا عند الأطفال دون ستة أشهر، إذ تكون قنواتهم المعوية أكثر حساسية في هذه السن وقد تحوّل النترات إلى نتريت، ومن ثم يدخل النتريت الدورة الدموية مؤديًا بدوره لإنتاج الميتهيموغلوبين، ومع أن هذا الأخير غني بالأكسجين، فإنه لا يطلق هذا الأكسجين في الدم، ما يعطي الأطفال المصابين بهذه الحالة لونهم الأزرق، ونادرًا ما يكون سببها خلقيًا.

3- التشوهات القلبية الخلقية الأخرى:

تعد الجينات سببًا لمعظم التشوهات القلبية الخلقية، إذ يعاني منها أغلب المصابين بمتلازمة داون، إضافة لصحة الأم الحامل كإصابتها بالنمط الثاني من السكري دون أن تسيطر عليه أو تضبطه، فيصاب طفلها بتشوهات قلبية، وهناك بعض التشوهات القلبية التي تحصل بدون سبب واضح. هناك عدد قليل فقط من التشوهات القلبية الخلقية المؤدية للإصابة بالزرقة.

الأعراض

إضافة إلى تلون جلد الطفل بالأزرق، فإن لهذه المتلازمة أعراضًا أخرى تشمل ما يلي:

  •  الهيجان.
  •  الخمول.
  •  عدم اكتساب الوزن.
  •  مشاكل في التغذية.
  •  حالة طبية لها صلة باضطراب تطوري.
  •  تسارع نبضات القلب أو التنفس.
  •  تعجر أصابع اليدين والقدمين المسماة «أصابع أبقراط».

التشخيص

إلى جانب السؤال عن التاريخ المرضي، وإجراء الفحص السريري للطفل، قد يجري طبيب الأطفال عددًا من الاختبارات المساعدة في تحديد سبب المتلازمة، وقد تتضمن هذه الفحوصات ما يلي:

  •  تحاليل دموية.
  •  صورة أشعة سينية للصدر لفحص الرئتين وحجم القلب.
  •  إجراء القسطرة القلبية التشخيصية لتحري شرايين القلب.
  •  إجراء تصوير قلبي بالأمواج فوق الصوتية لمعاينة البنى التشريحية للقلب.
  •  إجراء تخطيط القلب الكهربائي لاستقصاء الفعالية الكهربية للقلب.
  •  قياس درجة الإشباع الأكسجيني لتحديد مدى أكسجة الدم.

علاج متلازمة الطفل الأزرق

يعتمد علاج متلازمة الطفل الأزرق على العامل المسبب لها، إذ يحتاج الطفل لإجراء جراحة تصحيحية في مرحلة ما إن كان مصابًا بتشوه قلبي خلقي، وقد يوصى بالأدوية أيضًا حسب درجة خطورة الحالة، إذ يمكن أن يعطى الأطفال المصابين بميتهيموغلوبينية الدم عقارًا يسمى «أزرق الميتيلين» الذي يزيد الأكسجة الدموية، ولا يُستهلك إلا بوصفة طبية، ويؤخذ عن طريق الوريد.

كيف يمكن تجنب متلازمة الطفل الأزرق؟

تعد بعض حالات الإصابة بهذه المتلازمة صدفة طبيعية لا يمكن تفاديها، مع ذلك يمكن تجنب بعضها عبر اتباع ما يلي:

  1.  يجب عدم استخدام مياه الآبار أو تحضير طعام الأطفال بها، أو جعل الطفل يشربها قبل أن يتم السنة، علمًا أن غلي المياه لا يزيل النترات التي يجب ألا تزيد كميتها في المياه عن 10 ملغ/لتر. قد تساعد إدارة الصحة المحلية في الإعلام حول تحليل مياه الآبار.
  2.  تقليل الأطعمة الغنية بالنترات مثل القرنبيط والشمندر والسبانخ والجزر قبل أن يُتم الطفل سبعة أشهر، وينصح بتحضير المجمدة منها بدلا من الطازجة إن كان لا بد من تقديمها للطفل.
  3.  تجنب العقاقير غير المشروعة والتدخين والكحول وبعض الأدوية في أثناء فترة الحمل يساعد في منع التشوهات القلبية الخلقية، ويجب الحرص في حالة الإصابة بالنمط الثاني من السكري على ضبطه والسيطرة عليه والحصول على الرعاية الطبية.

مستقبل الأطفال المصابين بهذه المتلازمة

تعد متلازمة الطفل الأزرق اضطرابًا نادرًا متعدد الأسباب، قد يُنصح بالعلاج الفوري، أو الجراحة التي قد تشكل خطرًا على الأطفال حديثي الولادة.

يعيش أغلب الأطفال المصابين بمتلازمة الطفل الأزرق -بعد معرفة السبب والعلاج الناجح- حياةً طبيعيةً مع وجود بعض الاضطرابات الصحية.

اقرأ أيضًا:

عيوب القلب الخلقية: الأسباب والعلاج

اختبارات التقصّي الجيني ما قبل الولادة؛ الفوائد والمخاطر

ترجمة: طارق محمد

تدقيق: سمية بن لكحل

المصدر