طبقًا لدراسة تم إجراؤها مؤخرًا، أوضحت أن الأشخاص الذين يخضعون لجراحات إنقاص الوزن قد يواجهون خطر ارتفاع قابليتهم للإقدام على الانتحار بنسبه 50% مقارنةً بغيرهم.

أُجريت الدراسة على أكثر من 8800 شخصًا في كندا، وتمّ نشرها في مجلة الجمعية الطبيّة الأمريكية (JAMA)

حيث تمّت مراقبة كل الأشخاص الخاضعين للدراسة لمدة 3 سنوات قبل وبعد إجراء جراحة للتخلص من السمنة المرضية، وتعدّ السمنة المرضية وباءً ينتشر في المجتمعات الثرية، كما يتأثر بها حوالي 6% من السكان.

يعرف الباحثون منذ مدة طويلة أن الأمراض النفسية قد تكون شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن الشديدة، لكنهم لم يتمكّنوا بعد من تحديد على وجه الدقة ما إذا كانت فكرة إيذاء النفس تتواجد قبل إجراء الجراحة أم بعدها.

لكن يبدو أن العدد الفعلي لحالات إيذاء النفس بين الـ8800 شخص الذين خضعوا للدراسة كان منخفضًا، حيث عانى 111 فردًا منهم من 158 حالة إيذاء نفس. لكن وجد الباحثون أن خطر الإصابة بهذه الحالة تزايد بشكل ملحوظ بعد إجراء الجراحة بنسبة تصل لحوالي 50%.

كما أوضحت الدراسة أن التسمم الدوائي المتعمّد هو أكثر الطرق الشائعة للانتحار. بعض الطرق الأخرى لإيذاء النفس تتضمن إدمان الكحول أو الإصابات الجسدية المتعمّدة أو استخدام المواد الكيميائية السامة.

طبقًا لما قاله جُنيد باتي (Junaid Bhatti) المتحدّث الرسمي لمعهد أبحاث سانيبروك (Sunnybrook) في تورنتو كندا؛ فإن النتائج توضّح ضرورة إعطاء المزيد من الرعاية لمرضى جراحات التخلص من الوزن الزائد. حيث يتم إجراء حوالي 200000 عملية للتخلص من الوزن الزائد بشكل سنوي، فقط في الولايات المتحدة.

«هذه النتائج السلبية التي تظهرها الدراسة؛ تقلّل من قيمة المنافع العامة الناتجة عن جراحات التخلص من السمنة»، على حد قول باتي.

معظم حالات إيذاء النفس حدثت لدى أشخاص كان لديهم تاريخ من اعتلال الصحةالنفسية. لكن الدراسة لم تحدّد أسباب ارتفاع محاولات إيذاء النفس.

وعلى صعيد آخر يعرف الخبراء أن تقليص حجم المعدة بالطرق الجراحية قد يغيّر من استقلاب الكحول كما يزيد من فرص القيام بالسلوكيات الخطرة كإيذاء النفس.

بينما علّق كلّ من أمير غافري (Amir A. Ghaferi) وكارول ليندسي ويستفال Carol Lindsay-Westphal)) من إدارة الرعاية الصحية للمحاربين القدماء في ميتشيغان على الدراسة، موضحين أن مرضى جراحات إنقاص الوزن يعانون من ارتفاع مخاطر إيذاء النفس بمعدل الضعف مقارنة بباقي المرضى، كما ترتفع لديهم معدّلات الميل للانتحار أربعة أضعاف المعدلات العادية.

كما أن معظم حالات إيذاء النفس تحدث في السنة الثانية أو الثالثة التي تلي الجراحة. لكن مع الأسف لا توجد حاليًا أيه مقاييس واضحة لتحديد التغيّرات النفسية التي تلي الجراحة وخصوصًا السنوات التالية لها.

«إن جراحات إنقاص الوزن ليست مجرّد عملية عادية. ولقد حان الوقت لننظر لها بنظرة مختلفة»، بعض الخبراء يرون أن هذه النتائج لا بد أن تقودنا لفحص أكثر دقة للمرضى المحتملين.


 

المصدر