وجد الباحثون من مستشفى بريغهام في دراسة حديثة أن الذين تناولوا فيتامين د أو فيتامين د مع الحمض الدهني أوميغا-3 لديهم معدل إصابة أقل بأمراض المناعة الذاتية (كالتهاب المفاصل الروماتويدي وألم العضلات الروماتزمي وأمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية والصدفية) مقارنةً بالأشخاص الذين تناولوا الدواء الوهمي (البلاسيبو).

نُشرت مؤخرًا نتائج هذه التجربة في مجلة BMJ، وهي دراسة عشوائية واسعة النطاق مزدوجة التعمية شارك فيها 25871 شخصًا من جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية متضمنةً الرجال من عمر 50 سنة ما فوق، وكذلك النساء من عمر 55 سنة فما فوق.

أُجريت الدراسة بهدف معرفة هل تناول المكملات الغذائية اليومية كفيتامين د (2000 IU) أو أوميغا-3 (زيت سمك أوماكور، 1 غرام) يمكنه أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ مسبق لهذه الأمراض؟

قرر الباحثون قبل البدء بها دراسة معدل الإصابة بأمراض المناعة الذاتية لدى المشاركين (وهو جزء فرعي من الدراسة).

قالت المؤلفة كارين كوستنبادر من قسم علم المفاصل والالتهابات والمناعة في بريغهام: «من المثير للاهتمام الوصول إلى هذه النتائج الإيجابية التي توضح أهمية المكملات الغذائية والفيتامينات في الوقاية من الأمراض الخطيرة». وتابعت: «هذا أول دليل مباشر لدينا على أن التناول اليومي للفيتامينات يسهم في تقليل نسبة أمراض المناعة الذاتية، لا سيما بعد سنتين من تناوله، وبناءً على ذلك، نتطلع إلى توسيع تلك النتائج وتشجيع المجتمعات الطبية إلى النظر فيها عند وضع مبادئ توجيهية وقائية من الأمراض المناعية الذاتية للأشخاص في منتصف العمر وكبار السن».

عشوائيًا قُسم المشاركون إلى مجموعات متعددة، تناولت كل واحدة منها شيئًا مختلفًا عن الأخرى، الأولى فيتامين د مع أوميغا-3، والثانية فيتامين د مع الدواء الوهمي، والثالثة أوميغا-3 مع الدواء الوهمي، والرابعة الدواء الوهمي فقط.

بينت النتائج أن 133 مشاركًا ممن تناولوا فيتامين د شُخصوا بأحد أمراض المناعة الذاتية مقابل 155 شخصًا ممن تلقوا العلاج الوهمي أي أن نسبة الإصابة أقل بمعدل 22%، بينما شُخص 130 مشاركًا ممن تناولوا أوميغا-3 مقابل 148 شخصًا تناولوا العلاج الوهمي، وعليه فإن المكمل الغذائي أوميغا-3 لم يُلحظ تأثيره البالغ في تقليل الإصابة إلا بعد تناوله فترة أطول إذ يزداد تأثيره الوقائي بزيادة فترة تناوله.

تابعت كوستينبادر القول: «لدينا الآن توصيات جديدة قائمة على الأدلة لتقليل خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بتناول فيتامين د بجرعة 2000 وحدة دولية يوميًا وكذلك أوميغا-3 (الموجود طبيعيًا في زيت السمك) بجرعة 1000 ملغ يوميًا للنساء اللاتي تجاوزت أعمارهن 55 سنة وكذلك الرجال الذين تجاوزوا الـ 50 من عمرهم، وهي نفس الجرعات المستخدمة في التجربة».

قالت جوان مانسون، مؤلفة مشاركة ومديرة قسم التجارب VITAL في بريغهام: «لقد كنا مهتمين حقًا بنتائج هذه التجربة، نظرًا إلى فوائد فيتامين د وأوميغا-3 في الحد من أمراض المناعة الذاتية».

بدايةً عبأ المشاركون استبيانات تحصي عدد الذين سبق وأن شُخصوا بأمراض مناعية ذاتية (كالتهاب المفاصل الروماتويدي وداء الأمعاء الالتهابي IBD والصدفية وغيرها)، وتمت مراجعة سجلاتهم الطبية لدراسة حالاتهم والتأكد من تشخيصاتهم.

أضافت جيل هان، المؤلفة الأولى للدراسة باحثة ما بعد الدكتوراه في بريغهام: «تؤثر أمراض المناعة الذاتية في جودة الحياة لدى المرضى؛ وللأسف تعد هذه الأمراض شائعة لدى كبار السن وتنقص من العمر المتوقع لديهم، وسابقًا لم يكن لدينا أي طرق فعالة لمنعها، لكننا اليوم وللمرة الأولى وصلنا إلى طريقة تحقق هذا الهدف، ومن هذا المنطلق، نوصي بالإجراءات الوقائية الفعالة لدى الأفراد الأصغر سنًا».

رغم أن الدراسة شملت عينة كبيرة متنوعة من المشاركين، لكن جميعهم من كبار السن، لذلك قد لا تكون النتائج صالحة للتعميم على جميع الأفراد الشباب ممن يعانون مرضًا مناعيًا ذاتيًا في وقت مبكر من حياتهم.

إضافةً إلى أن التجربة درست جرعة واحدة وشكلًا واحدًا من المكملات الغذائية، وقد أكد الباحثون ضرورة المتابعة اللاحقة للمشاركين للتحقق من طول أمد آثارها الوقائية.

اقرأ أيضًا:

فيتامين د يقلل خطر الإصابة بالسرطان المتقدم

أعراض نقص فيتامين د

ترجمة: حميد جمعة

تدقيق : يمام بالوش

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر