تُبين طريقة جديدة لقياس مستويات الخطر في دولة نيوزيلندا أن أمواجًا عملاقة قد تضرب شواطئها مرةً كل 500 عام. أظهرت نتائج أحد البحوث احتمال وصول موجات تسونامي بارتفاع 28 مترًا، لتضرب أجزاءً من نيوزيلندا في حال حدوث زلزال مدمر.

استخدم الباحثون في هذه الدراسة طريقةً جديدة لفحص الزلازل المحاكية، لفهم مخاطر التسونامي المحتملة على الجزر الشمالية والجنوبية في نيوزيلندا.

وجدوا أن أكبر الأمواج من المرجح ضربها كامل الساحل الشمالي الشرقي للجزيرة الشمالية، لأن منطقة الاندساس هيكورانجي -مكان تموضع الصفائح التكتونية للمحيط الهادئ تحت الصفائح التكتونية الأسترالية- تقع قبالة الشاطئ مباشرةً.

قالت لورا هيوز -المؤلفة الأولى للدراسة وطالبة في جامعة فيكتوريا في ويلينغتون- في مقابلة نُشرت على موقع Live Science: «توجد فترة زمنية قصيرة جدًا تفصل بين وقت حدوث الزلزال المدمر وتكون موجات تسونامي عملاقة».

يجب فهم مخاطر هذه الموجات، نظرًا إلى موقع نيوزيلندا الحساس قرب مناطق الاندساس، التي من المرجح أن تتسبب بزلازل كبيرة تتبعها موجات تسونامي مدمرة.

قالت مارثا سافج -كبيرة مؤلفي الدراسة وعالمة الجيوفيزياء في جامعة فيكتوريا في ولينغتون- في حديثها مع موقع Live Science: «ركزت الدراسات السابقة على الزلازل الكبرى على مر السنوات لمحاولة فهم الزلازل التي قد تحدث مستقبلًا، لكن تقتصر دراسة الزلازل على 150 عامًا فقط».

قد تُساعد الدراسات الجيولوجية في تقديم أدلة تُشير إلى حدوث زلازل أخرى فيما مضى، لكن السجلات المتوفرة غير مكتملة.

لجأ الباحثون عوضًا عن ذلك إلى طريقة أخرى بديلة، ألا وهي الزلازل المصطنعة. تستخدم هذه الطريقة الحاسوب لوضع نماذج أساسها التراكم المعرفي في مجالات الهندسة وفيزياء أنظمة الصدوع، بما في ذلك مواقع الفوالق وكمية الاحتكاك التي تشهدها.

استُخدمت هذه النماذج بعد ذلك لمحاكاة الزلازل الحاصلة على مدار عشرات الآلاف من السنين، لمحاولة تحديد عدد مرات حدوث الزلازل الكبرى.

تقول سافاج إن هذه الطريقة ليست مثالية، لأن أنظمة الفوالق -مع أنها جزء من السجل التاريخي والجيولوجي لكوكب الأرض- ما تزال غامضةً.

تقول هيوز: «تمكنّا من وضع مجموعة متنوعة من الخصائص الممكنة، والحصول بواسطتها على نطاق من الزلازل المحتملة وما يتبعها من موجات تسونامي».

تُظهر دراسة جديدة نُشرت في مجلة JGR Solid Earth بتاريخ 29 نوفمبر، إنشاء الباحثين لكتالوج وضعوا فيه نتائج دراسة محاكاة 30 ألف عام من الزلازل، مع التركيز على أنظمة الصدوع حول نيوزيلندا.

يُبين الكتالوج وجود 2585 زلزال بقوة تترواح بين 7.0 و9.25.

تُعد منطقة الاندساس الهيكوراجي -وفق النماذج- الأكثر خطورة لتوليد موجات تسونامي مدمرة بسبب النشاط الزلزالي بالقرب من نيوزيلندا، مع الأخذ بعين الاعتبار منطقة اندساس تونغا-كرماديك شمال الجزيرة الشمالية التي قد ينتج عنها أيضًا زلازل كبيرة مسببة للتسونامي.

تقول هيوز إن الباحثين قد فوجئوا عندما لاحظوا أن الصدوع الأصغر حجمًا والأقل عمقًا -المسماة صدوع القشرة- تُسبب موجات تسونامي أعنف مما ينتج عن صدوع الاندساس نفسها.

تُكمل قائلةً: «نعرف جيدًا ما تُسببه الانزلاقات الحاصلة في مناطق الاندساس، لكن علينا أيضًا أخذ الأضرار الناجمة عن انزلاق فوالق القشرة الأرضية بعين الاعتبار».

وجد الفريق أن أعلى ارتفاع قد تبلغه موجة تسونامي 28 مترًا، وهو ما قد ينتج بعد حدوث زلزال بقوة 9.13 على بعد نحو 634 كيلومترًا شمال شرق أوكلاند في جنوب المحيط الهادئ.

قد بلغت موجات تسونامي توهوكو -الذي ضرب اليابان سنة 2011- ارتفاعًا قدره 40 مترًا على سبيل المقارنة.

تُشير النتائج إلى إمكانية حدوث تسونامي ارتفاع موجاته يبلغ 5 أمتار تقريبًا كل 77 سنة، وموجات تسونامي يصل ارتفاعها إلى 15 مترًا كل 580 عامًا تقريبًا.

تقول هيوز إن موجات التسونامي ذات ارتفاع متر واحد وأكثر تتسبب بعمليات إخلاء البرية، في حين أن الأمواج الأصغر قد تلحق الضرر بالمواني والمرافئ.

تُضيف هيوز أن هذه الدراسة تُمثل المرة الأولى التي تُستخدم فيها الزلازل الاصطناعية لفهم موجات التسونامي، ويُمكن تطبيقها لدراسة الزلازل حول العالم في أي مكان معرض إلى الخطر.

نجب متابعة العمل على توضيح المخاطر التي تواجه نيوزيلندا، مثل الزلازل المحتملة التي قد تحدث حول المحيط الهادئ.

تقول هيوز: «إن كل هذا يُمثل خطوةً كبيرة إلى الأمام لتقييم المخاطر، إذ يُمكننا الآن تكوين سلسلة تصف جملة العوامل المسببة للزلازل وشكل الزلزال وما سينتج عنه من موجات تسونامي».

اقرأ أيضًا:

ما الذي يسبب موجات تسونامي؟

دراسة جديدة تكشف عن تسبب المياه في أعماق الأرض في حدوث الزلازل وأمواج التسونامي

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: ميرڤت الضاهر

المصدر