نشرت مجلة العلوم السلوكية والدماغ نظرية جديدة فيما يتعلق بكيفية تعلم الدماغ في مراحلهِ المبكرة الرياضيات الأساسية، يمكن لهذه النظرية أن تُغيِّر من الأساليب المستخدَمة في التعرف على صعوبات تعلُّم الرياضيَّات، وفهم الطلاب الذينَ يعانون من عجز في استيعاب هذهِ المادة.

الباحثون في جامعة (بن غوردن) في النقب (بي جي يو) يقدمون فهماً أفضل ل (كيف، متى و لماذا) يتوق الناس لتعلم المهارات الرياضية اليومية؟.

إن أكثر نظرية مقبولة على نحو واسع اليوم تقترح أنَّ الناس يولدون مع إدراك رقمي : ” قدرة فطرية للتعرف على المقادير المختلفة “، مثل عدد الأشياء الموجودة في عربة التسوق، و أنَّ هذه القدرة تتطور مع التقدم بالعمر .

إنَّ مناهج الرياضيات الباكرة و الأدوات المستخدمة في تشخيص العجز الخاص بتعلم الرياضيات مثل (الاضطرابات في الحساب) – وهو اضطراب في الدماغ يجعل من الصعب فهم الأرقام و المفاهيم الرياضية بشكل منطقي – مبنية على هذا الإجماع.

” إذا كان بإمكاننا فهم كيفية تعلم الدماغ للرياضيات، و كيف يفهم الأرقام والمفاهيم الرياضية الأكثر تعقيدا التي تتحكَّم بالعالم الذي نعيش فيه، سوف نكونُ قادرينَ على تعليم الرياضيات بشكل أكثر متعة و بديهية “.

يقول د. (ليبوفيتش ): «هذه الدراسة هي الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف».

هنالك نظريات أخرى تقترح أن الإدراك الحجمي الذي يسمح للناس بالتمييز بين ” الأحجام المستمرة ” المختلفة مثل كثافة مجموعتان من التفاح أو مساحة السطح الكلية لطبقي بيتزا، هو أكثر أساسية و تلقائية من الإدراك الرقمي.

كما أنَّ نقاشَ الباحثين حولَ فهم العلاقة بين الأحجام و الأرقام مهم جدًا من أجل تطوير قدرات رياضية أفضل، من خلال الجمع بين الرقم و الحجم (على سبيل المثال؛ المساحة، الكثافة، المحيط), ممًّا يمكِّنُنا من اتخاذ قرارات بشكل أسرع و أكثر كفاءة.

خذ على سبيل المثال المعضلة حول اختيار خط الدفع الأسرع في محل البقالة، بينما أغلب الناس و بشكل بديهي يقفون خلف الشخص الذي يملك عربة تبدو أقل امتلاء, إلَّا أنَّ العربة التي تبدو أكثر امتلاء مع أغراض أقل و حجم أكبر قد تكون في الواقع أسرع .

الطريقة التي نتخذ فيها هذه الأنواع من القرارات تكشف أن الناس يستخدمون العلاقة الطبيعية بين الأرقام و ” الأحجام المستمرة” لمقارنة الأحجام .

يحثّ الباحثون زملاءَهم أيضًا على التفكير بدور العوامل الأخرى، مثل اللغة و السيطرة المعرفية، في كسب المفاهيم الرقمية، و في حين أنَّ النماذج النظرية المقدمة في هذا البحث قد تطرح أسئلة أكثر من أن تعطي إجابات، و يأمل الباحثون أن نظريتهم سوفَ تكوِّن طُرُقًا جديدة للتَّعرُّف على (الاضطرابات في الحساب)، و الذي يمكن تشخيصه الآن فقط عند الأطفال بالسن الدراسي (سن الدخول للمدرسة)، و في هذه المرحلة، الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب يكونون بالفعل متخلفين عن أقرانهم.

«هذا الأسلوب الجديد سوف يتيح لنا أن نطوِّر وسائل تشخيصية لا تتطلب أي معرفة أساسية بالرياضيات، وبالتالي يُمكِننا تشخيص و علاج اضطرابات الحساب قبل سن الدراسة (سن دخول المدرسة) ” على حسب رأي د. ليبوفيتش ” .


  • المترجم : عماد دهان
  • تدقيق: هبة أبو ندى
  • تحرير: طارق الشعر
  • المصدر