اسأل الأطفال عن فترتهم المفضلة خلال اليوم الدراسي، العديد منهم سيجيب إما بحصة الرياضة أو بفترة الإستراحة.

يتحركون بكل حرية و يلعبون مع أصدقائهم و يأخذون استراحة من الكتب.

قد تكون تلك وسيلة فعالة للتخلص من الضغط، و لكن هل يمكن لمستويات اللياقة البدنية أيضًا أن تساهم في رفع المعدلات؟

نشرت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يتمتعون بلياقة بدنية أعلى، يحصلون على نتائج أفضل في اختباراتهم.

قام باحثون من جامعة فيرجينيا الأمريكية بدراسة 725 تلميذًا في الفصل الخامس، وذلك من خلال قياس مستويات لياقتهم البدنية و تحصيلهم الدراسي. ثم بعد سنتين، تابعوا حالتهم في الفصل السابع.

وقد قسّموا التلاميذ إلى أربع مجموعات، خلال الفترة الممتدة بين السنة الخامسة و السنة السابعة، كان هناك:

  • تلاميذ كانوا و لا يزالون يتمتعون بلياقة بدنية جيدة
  • تلاميذ كانوا يتمتعون بلياقة بدنية جيدة و فقدوها
  • تلاميذ لم يكونوا بلياقة بدنية جيدة و أصبحوا كذلك
  • تلاميذ لم يكونوا بلياقة بدنية جيدة لا في الفصل الخامس و لا في الفصل السابع

لامتحان اللياقة لدى التلاميذ، لجأ الباحثون إلى نظام (فيتنيس غرام-( FitnessGram الموحد، نظام يحوي اختبارات عدة لقياس قدرة التحمل، وقوة العضلات، والتحمل العضلي، والمرونة و تركيب الجسم.

أتت النتائج بشكل واضح لصالح المجموعة الأولى.

فالأطفال الذين حافظوا على لياقتهم ما بين الفصل الخامس و الفصل السابع قدموا أداءًا جيدًا في الاختبارات الموحدة في كل من القراءة، والرياضيات، والعلوم و الدراسات الاجتماعية.

يليهم في الترتيب، التلاميذ الذين استطاعوا النهوض بلياقتهم البدنية خلال فترة الدراسة، أي المجموعة الثالثة.

أما التلاميذ الذين فقدوا مستويات لياقتهم بين الفصلين، فقد جاؤوا في المركز الثالث.

و أخيرًا، الأطفال الذين لم تكن لديهم لياقة بدنية لا في الفصل الخامس و لا في الفصل السابع حصلوا على أسوء النتائج.

قالت ليسلي كوتريل، أستاذة مشاركة في علم الأطفال في جامعة ويست فيرجينيا و مسيرة الدراسة: «خلاصة هذه الدراسة هي أننا نريد لأطفالنا أن يتمتعوا بلياقة بدنية جيدة لأطول فترة ممكنة و هذا سيعطي نتائجه على مستوى أدائهم الأكاديمي، وإن كان باستطاعتنا فعل شيء لمساعدة الأطفال في الحصول على لياقة بدنية جيدة، قد نرى أيضًا تحسنًا في أدائهم الأكاديمي»

يؤكد جون رايتي، الأستاذ المشارك في الطب النفسي بجامعة هارفرد و صاحب كتاب” Spark : The Revolutionary New Science of Exercise and the Brain ” ، أن الأنشطة الرياضية تستلزم إعطائها قسطًا أكبر من الوقت.

يضيف رايتي: « لا أستطيع المبالغة في تحديد مدى أهمية التمرين المنتظم في تحسين عمل و أداء الدماغ، فالتمرين يحفّز المادة الرمادية لدينا، الأمر الذي يساعد الدماغ على النمو. التمرين في حد ذاته لا يجعلك أذكى، بل يضع أدمغه المتعلمين في الحالة المثلى للتعلم».


  • ترجمة : عبد العزيز برقوش
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر