وجد تحليل تلوي ارتباطًا قويًا للقلق والاكتئاب بالنباتيين، مقارنةً بآكلي اللحوم. شمل هذا التحليل نطاقًا واسعًا من الأبحاث، التي تناولت موضوع ارتباط النظام الغذائي بالصحة العقلية. والتحليل التلوي هو تحليل إحصائي يتضمن تطبيق الطرق الإحصائية على نتائج دراسات عدة قد تكون متوافقة أو متضادة. وهنا لا يجب الخلط بين الارتباط والسببية، وقد يمدنا فهم السبب الدقيق لهذا الاتجاه التصوري بأفكار عن كيفية تأثير ما نتناوله في ما يدور في رؤوسنا.

هل نتناول اللحوم، أم لا؟ مؤخرًا، راود هذا السؤال الكثير من المهتمين بالبيئة، بالتزامن مع تزايد الأدلة التي تشير إلى الأثر السلبي للزراعة الحيوانية على التغير المناخي (وقد بدؤوا بتدريب الأبقار على استخدام المراحيض؛ للتحكم بكميات الأمونيا الناتجة عن فضلاتها، لأنها تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، فضلًا عن حقن فضلاتها بالبلاسما لتحسينها). ويبدو أن تحديد مقدار تأثير استهلاكنا للطعام على البيئة، أسهل من تحديد أثر ما نتناوله على مزاجنا.

ولتحري وجود هذا الارتباط قرر الباحثون الغوص في الدراسات الموجودة والمتعلقة بالنظام الغذائي اللاحم والنظام الغذائي النباتي عمومًا، وحالة مشكلات الصحة العقلية؛ مثل القلق والاكتئاب، ونُشرت المراجعة اللاحقة في مجلة Critical Reviews in Food Science and Nutrition.

تناولت المراجعة البيانات الكمية -سواء المحيطة بمستهلكي اللحوم أو الممتنعين عنها- وحالات القلق والاكتئاب المسجلة، واستخدمت هذه المراجعة خمس قواعد بيانات على الإنترنت للبحث عن الدراسات المتصلة. ووجدت 20 دراسةً تلبي الغرض، وقسمت العينة البحثية المؤلفة من 171.802 مشاركًا بين 157.778 مستهلكًا للحوم و 13.259 ممتنعًا عن تناولها.

وأظهرت النتائج ارتباط استهلاك اللحوم بانخفاض معدلات القلق والاكتئاب، مقارنةً بالنباتيين عمومًا، وكان هذا الارتباط هو الأقوى في الدراسات التي وصفها الباحثون بالصارمة، ولم تظهر الدراسات تأثر هذه العلاقة بالجنس (ذكر أو أنثى).

إن بيان إعلان الورقة البحثية كشف أن بعض الباحثين المشاركين في المراجعة، قد تلقوا -سابقًا- تمويلًا من برنامج وطني يُسمى: «الخصم على لحوم البقر»؛ وهو برنامج تسويقي وبحثي أُنشئ لتدعيم زيادة الطلب على اللحم البقري عبر الجمعية الوطنية للحوم البقر، وهذا ما قد يجعل من نتائج هذه المراجعة مبالغًا فيها قليلًا.

وكتب مؤلفو المراجعة :«إن الهدف من إجراء هذا التحليل التلوي هو توسيع مراجعتنا المنهجية السابقة، والتزود بالأدلة الكمية اللازمة، ووضعها في متناول السريريين وصناع القرار والأبحاث المستقبلية»، وأضافوا:« لقد أظهرت أبحاثنا ارتباطًا جليًا بين النباتيين وتدهور الصحة العقلية، وخصوصًا المعدلات المرتفعة من القلق والاكتئاب».

ولا تستكشف هذه المراجعة سبب وجود هذا الارتباط، وتؤكد أن الارتباط السببي لا يمكن ولا ينبغي لنا استنتاجه.

اقرأ أيضًا:

هل هناك صلة بين النباتية و الاكتئاب ؟

هل الحمية النباتية مفيدة لصحة القلب ؟

ترجمة: زياد جمال

تدقيق: إيناس خير الدين

مراجعة: حسين جرود

المصدر