يُقدم أغلب الناس عادةً على إغلاق شاشة اللابتوب، وذلك دون النقر على زر إيقاف التشغيل، ويسأل أغلب الناس ما هي العواقب المترتبة على ذلك؟

إن لإغلاق جهاز اللابتوب كل ليلة دون إيقاف تشغيله جوانب سلبية، ويبتعد أغلب الناس عن إيقاف تشغيل أجهزتهم، لأن ذلك يعني الانتظار حتى يعمل اللابتوب مجددًا، وحتى يُعاد فتح جميع التطبيقات والمستندات.

ولكن سيكون كل شيء على ما يرام إذا وُضع اللابتوب في وضع السكون، ويوجد الكثير من الأشياء المزعجة التي قد تعود بالفائدة، خاصةً من الجوانب المتعلقة بالبيئة وتوفير المال.

هل يُساعد إيقاف تشغيل اللابتوب على توفير الطاقة والتخفيف من المصاريف؟

عند وضع اللابتوب في حالة السكون يكون استهلاكه للطاقة أقل، ويسهل وضع الحاسوب في حالة السكون وأحيانًا يكفي إغلاق الشاشة لتنفيذ ذلك.

يوفر نظام تشغيل ويندوز هذه الميزة في قائمة البدء، ويقدمها macOS في شريط القائمة، ويضع كلا نظامي التشغيل تلقائيًا الأجهزة في وضع السكون بعد فترة معينة من الوقت افتراضيًا.

لا يُنصح بتغيير هذه الإعدادات الأساسية إلا في حال رغبة استخدام الحاسوب بوصفه مُخدمًا.

ما معنى حالة السكون بالنسبة للحاسوب؟

تعني في الأساس أن الحاسوب لا يعمل بكامل قدراته، وإنما يستخدم جزءًا من مواصفاته للحفاظ على ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) دون فقدان الطاقة.

تصف ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) المكان الذي يخزن فيه الحاسوب التطبيقات والمستندات وعلامات تبويب التصفح المفتوحة، ولا يستهلك الاحتفاظ بها قدرًا كبيرًا من الطاقة.

جرب كثير من المستخدمين المهتمين بمعرفة مقدار الطاقة المستهلكة تمامًا في أثناء وضع اللابتوب في حالة السكون، فشُحن جهاز اللابتوب حوالي الساعة 6 مساءً، بعد استخدامه في فترة ما بعد الظهر، وكان مشحونًا بالكامل تقريبًا، وأُغلق بعد ذلك مباشرةً.

انخفضت نسبة شحن جهاز اللابتوب بنسبة واحد بالمئة فقط، وهذا على لابتوب عمره ست سنوات تقريبًا مزود ببطارية لا تخزن شحنًا مثل البطارية الجديدة.

استُخدم (Kill A Watt) لقياس المقدار الدقيق للطاقة التي يستخدمها اللابتوب في حالة السكون، وتبين أنه يستهلك 0.02 كيلووات في الساعة من الطاقة إن تُرك موصولًا من الساعة 4 مساءً حتى 7 صباحًا في صباح اليوم التالي، أي 15 ساعة.

يبلغ سعر الكيلووات في الساعة للاستخدام السكني 19.45 سنتًا في بورتلاند بولاية أوريغون، ما يعني أن ترك اللابتوب متصلًا بالكهرباء طوال الليل إلى 1.42 دولار على مدار عام كامل، ويُعد هذا مبلغًا زهيدًا لكنه تراكمي.

تستخدم لمبة متوهجة واحدة بقدرة 60 وات 0.06 كيلو وات في الساعة كل ساعة، ما يعني أنه إذا كان لديك واحدة في منزلك، فإن استبدالها بمصابيح LED سيوفر أكثر مما يمكن توفيره عبر إيقاف تشغيل اللابتوب.

يستخدم تشغيل مجفف الملابس الكهربائي حوالي 3 كيلو وات في الساعة لكل مرة، ما يعني أن تخطي دورة تجفيف واحدة سيوفر قدرًا كبيرًا من الطاقة، مثل إيقاف تشغيل اللابتوب كل ليلة مدة 150 يومًا.

من شأن ذلك أن يساعد على توفير مصاريف لا بأس بها خلال الدورة الواحدة، ويساعد الاعتماد كليًا على تجفيف الملابس بالهواء على توفير مصاريف إضافية. وبالوسع أيضًا الاستثمار في مضخة حرارية، وهي أكثر كفاءة من الحرارة الكهربائية أو الغاز لتوفير المزيد من الطاقة.

ولتوفير المزيد من الكهرباء والمال، توجد كثير من الأشياء التي يستطيع أي شخص يستهلك كثيرًا من الطاقة فعلها مقارنةً بإغلاق شاشة اللابتوب ليلًا. وبالتأكيد سيوفر وضع اللابتوب في حالة السكون الطاقة، لكن ليس بالقدر الذي توفره عملية إيقاف الجهاز كليًا.

إيجابيات أخرى لإيقاف تشغيل اللابتوب

توجد فوائد أخرى وحالات معينة تستوجب إيقاف تشغيل اللابتوب كليًا، كإيقاف تشغيل الحاسوب عند مغادرة المدينة لأغراض العمل أو ما إلى ذلك. وإضافة إلى ذلك، تنفد بطارية اللابتوب الساكن أحيانًا عند تركه فترة طويلة، فمن الأفضل حينها إيقاف تشغليه ليحافظ على الشحن.

توجد أنواع معينة من أجهزة الحاسوب التي من المنطقي إيقاف تشغيلها لضمان الحفاظ عليها. وينطبق ذلك مثلًا على أجهزة الحاسوب الخاصة بالألعاب التي تُستعمل فقط في عطلة نهاية الأسبوع، فمن الأفضل إيقاف تشغيلها خلال الأسبوع.

تتضح أهمية إيقاف تشغيل اللابتوب أيضًا عند مواجهة مشكلات في عمله أو على الأقل إعادة تشغيله بانتظام، فقد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى حل المشكلات المزعجة، وعادةً ما يكون السبب الرئيسي لذلك وجود أخطاء برمجية، فقد تملأ هذه المشكلات ذاكرة الجهاز مع مرور الوقت، وتتسبب عمومًا بعدم استقرار الحاسوب.

يوجد احتمال أن يصبح الحاسوب غير مستقرًا حتى في حالة عدم وجود أخطاء، ويُقال إن سبب ذلك الفضاء الخارجي (دون مبالغة)، إذ ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن الأشعة الكونية القادمة من الفضاء الخارجي، قد تسبب مشكلات في الحاسوب.

عندما تحدث مشكلات في الحاسوب، نميل إلى الافتراض أنها فقط خلل في البرمجيات أو بعض البرمجة السيئة، لكن قد تكون الإشعاعات المؤينة -كأشعة البروتونات التي تنطلق نحو الأرض بوساطة الشمس- سببًا محتملًا أيضًا. وتُسمى هذه الحوادث النادرة باضطرابات الحدث الفردي، ومن المستحيل التأكد من أن الأشعة الكونية كانت السبب في حدوث عطل لجهاز الحاسوب لعدم ترك أي أثر يثبت ذلك.

بين هذه الحالة النادرة وبين الأخطاء البرمجية الأكثر شيوعًا، حتى أفضل أجهزة الكمبيوتر المُحافَظ عليها ستواجه بعض الاضطرابات من وقت إلى آخر. وقد يساعد إغلاق الحاسوب أو إعادة تشغيله في هذه الحالة.

لذا، يوجد أوقات يجب فيها إيقاف تشغيل الحاسوب، ولكن إذا كان الحاسوب يُستخدم يوميًا، لا يجب القلق كثيرًا من وضعه في حالة السكون.

اقرأ أيضًا:

ما الطريقة المُثلى لشحن بطارية اللابتوب؟ الشحن إلى 100٪ ليست أفضلها

هل يجب الحفاظ على جهاز اللابتوب موصولًا بالكهرباء دائمًا؟

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: ميرڤت الضاهر

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر