في الوقت الذي كان يفعل فيه الكيتامين العجائب كمضاد اكتئاب، اكتشف الباحثون شيئًا مُقلقًا حول الطريقة التي يؤثِّر بها على أدمغة المرضى، فقد ربط بحثٌ جديدٌ تأثيرات هذا الدواء على نظام الأفيونات في الدماغ، ما يعني أنه يعمل كأفيون مثل المورفين أو الأوكسي كودون، لكن بطريقةٍ مختلفةٍ تؤكّد الدراسة الأخيرة فعاليّة الكيتامين في علاج الاكتئاب.

ويقول الباحثون أنّ استخدامه كمضاد اكتئاب يجب أن يقيَّد بسبب التأثيرات البيولوجية التي يحرِّضها والتي قد تسبِّب مشاكل كبيرة، وبشكلٍ محدَّد أكثر فإنه يسبّب الإدمان على الأفيونات أي الاعتماد على المسكّنات الأمر الذي وصل لذروته في الولايات المتحدة، إذ كان يُعتقد أنّ الكيتامين يؤثِّر بمفرده على نظام الغلوتامات في الدماغ، لكن الدراسة الجديد تخبرنا بشيءٍ آخر.

وبحسب أحد الباحثين فإنّهم لم يكونوا متأكدين قبل الدراسة من أنّ الكيتامين يعمل كمضاد اكتئاب، أما بعد الدراسة فقد تأكدوا من كونه فعّالًا في علاج الاكتئاب، لكنه لا يعمل بالطريقة التي يظنّ الجميع أنه يعمل بها.

لم تعطي الـ(Food and Drug Administration) أو (FDA) الموافقة على استخدام الكيتامين في علاج الاكتئاب، لكنّ بعض الأطباء يصفونه كدواء يتمتّع بفعاليةٍ سريعةٍ وقصيرة الأمد على الرّغم من أنّ تاثيراته على الاكتئاب في الدماغ لم تكن مفهومةً بشكلٍ كامل.

ويقترح الباحثون أنّ الكيتامين يمكن أن يكون مفيدًا في علاج الاكتئاب ومحاولات الانتحار نظرًا لفعاليته الكبيرة، لكنّه يجب أن يستخدم بحذر لأنّه قد يسبب الإدمان على الأفيونات.

إنّ وجود رابط بين استخدام الكيتامين وتأثيراته كأفيون وفعاليته في الاكتئاب قد يساعد العلماء على فهم العلاقة بين الاكتئاب والألم بشكلٍ أفضل. فالاكتئاب والأفيونات غالبًا ما تترافق وقد يساعد فهم العلاقة بينهما على كسر هذه الحلقة المفرغة.

فوباء الإدمان على الأفيونات قد تسبب بحوالي 49000 وفاة العام الفائت في الولايات المتحدة فقط، ولا بدّ أن نذكّر بمحدودية الدراسة نظرًا لصغر حجم العينة، كما أنّ البحث لا يثبت بالضرورة أنّ الكيتامين يعمل من خلال جهاز الأفيون في الدماغ بل قد يقتصر الأمر على أنّ الدواء يحتاج لهذه المستقبلات كي يعمل، كما أنّه قد يكون مُسبِّبًا لإطلاق الإندورفين في الدماغ كما يفعل أي أفيون وليس لأنّه يعمل من خلال مستقبلات الأفيونات.

نُشِر هذا البحث في مجلة American Journal of Psychiatry.


  • ترجمة: عبدالمنعم نقشو
  • تدقيق: ماجدة زيدان
  • التحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر