في حين أن بعض الناس يحبون الموز الأخضر، والبعض الآخر يحبون أكل الموز البني الناضج، يبقى السؤال إن كان هناك فرق حقيقي بين الاثنين؟

من المستغرب أن الإجابة هي نعم، وقد يكون اختيارك لنضج الموز الذي تأكله تأثير على صحتك.

بدأ هذا الطرح مع صورة نشرت على موقع Instagram على حساب fitness_meals@، والتي تظهر مجموعة كاملة من الموز في مختلف مستويات النضج، ولكل موزة صور من واحد إلى ١٥، حيث تكون واحدة منها هي الأقل نضجًا و١٥ أكثر نضجًا.

وعنوان المقالة هو التالي: “ما هو اختيارك؟ أنا أختار ما بين ٥ و ٦”.

بدأ مستخدمو Instagram على الفور بالنقاش في التعليقات، اختار معظمهم ثمانية إلى عشرة، لكن العديد قالوا أربعة إلى سبعة.

تحدثت صحيفة ديلي ميل The Daily Mail إلى ريانون لامبرت (Rhiannon Lambert) – وهو خبير في التغذية مقره في المملكة المتحدة ومن منشوراته كتاب “إعادة تغذية: طريقة بسيطة لتناول الطعام جيدًا” – لمعرفة ما إذا كان أحد أنواع الموز أفضل من الأنواع الأخرى.

قال لامبرت أنه على الرغم من أن الموز يعد دائمًا مصدرًا ممتازًا للبوتاسيوم والعناصر المغذية الأخرى، هناك فوائد مختلفة لتناوله عند مراحل نضج مختلفة، اعتمادًا على صحة الفرد الشخصية.

الموز غير الناضج يحوي سكرًا أقل

إذا كنت مصابًا بمرض السكري، يجب أن تفكر في تناول الموز الأقل نضجًا وليس الأكثر نضجًا.

ويعود هذا إلى أن النشا يبدأ بالتحول إلى سكر مع نضوج هذه الفاكهة.

وقال لامبرت لصحيفة ديلي ميل: «تشير الأبحاث إلى أن النشاء في الموز غير الناضج يشكل ما يقارب ثمانين إلى تسعين في المائة من الكربوهيدرات، والذي يتحول، كلما نضج الموز، إلى سكريات.

لذلك، ينصح الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري بتناول الموز الأقل نضجًا لتجنب رفع نسبة سكر الدم لديهم كثيرًا».

الموز الناضج أسهل هضمًا

ومن ناحية أخرى، ربما يكون الموز الناضج قليلًا، خيارًا أفضل لأي شخص يعاني من مشكلة في هضم الطعام.

ذكرت صحيفة The Verge أن الموز الأخضر لديه “نشا مقاوم” لا يستطيع البشر هضمه ولكن يمكن أن يكون مفيدًا لك، ويعمل مثل “بكتيريا الأمعاء الجيدة” التي تسهل عملية الهضم.

وقال نيكولاس غيليت، نائب رئيس أبحاث التغذية ومدير معهد the Dole Nutrition Institute: «إنه نوع من المواد النشوية التي تتطلع البكتيريا للتغذي عليها».

وثنّى لامبرت هذه الأقوال عندما صرح لصحيفة ديلي ميل: «عندما يتحول النشا المقاوم إلى السكر البسيط، ينضج الموز، وتشير الدراسات إلى أنه كلما كان الموز ناضجًا، أصبحت عملية الهضم أسهل بالنسبة للشخص العادي».

الموزة البنية مليئة بمضادات الأكسدة

نشر مقال في جامعة Spoon أنه عندما يكون الموز ناضجًا كليًا أو جزئيًا، فإن كل النشا قد تفكّك بشكل أساسي إلى سكر – فيأخذ طعمًا أكثر حلاوة، وهذا هو السبب في أن الناس يستخدمون الموز الطري في صناعة الحلويات – إضافة إلى ذلك يأخذ الكلوروفيل شكلاً جديدًا.

وذُكر في المقال أيضًا: «تحطم الكلوروفيل هو السبب في زيادة مستويات مضادات الأكسدة كلما نضج الموز، لذلك فإن الموز ذا اللون البني بالكامل هو مضاد ممتاز للأكسدة».

عندما يتعلق الأمر به، أيُّ اختيار من الموز هو فكرة جيدة

في النهاية، يبدو أن خبراء التغذية يوافقون على أنه يمكنك تناول الموز كما تشاء والاستفادة من كل محاسن هذه الفاكهة.

لا يتغير المحتوى الغذائي اعتمادًا على كيفية نضج الموز ولكن الشيء الوحيد الذي يتغير حقًا هو طعمها وكيفية معالجة جسمك للسكر وتحويله.

لذا فإن نوع الموز الذي يجب عليك تناوله يعتمد في الحقيقة على ما تفضله.


  • ترجمة: د. صفا عازار
  • تدقيق: رزان حميدة
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر