عندما يقرر الأبوان الطلاق، تلح عليهما الأسئلة حول كيفية التعامل مع الأبناء، وللطلاق توابع كثيرة تتطلب التفكير المتأني، من أهمها تربية الأبناء. تقول إحدى النساء إنها لا تثق بطليقها ولا بقدراته التربوية، صحيح أن بناء الثقة يتطلب وقتًا خاصةً بعد الطلاق، لكن ينبغي لنا أن نتذكر أن الأبناء يحتاجون إلى كلا الأبوين. ربما يتوقف الأبوان عن حب بعضهما ويختلفان في كثير من الأمور، لكنهما حتمًا يحبان أطفالهما ويرجون لهم الازدهار.

سينال الأبناء من التربية التشاركية فوائد كثيرة، وتظهر في حسن أدائهم الدراسي وسلامة علاقاتهم وتأقلمهم مع مختلف الظروف، واستقرارهم النفسي وإيجابية رابطتهم مع كلا الأبوين. هذا ما يسعى إليه كل الآباء، وما يحتاج إليه الأبناء للازدهار، لذلك من الضروري وضع حاجات الأبناء فوق مشاعر الآباء، فقد أظهرت الأبحاث أن استمرار النزاعات بين الآباء بعد الطلاق هو أكثر عامل مؤذ للأبناء، لذلك أقدم إليكم 10 نصائح للحفاظ على تربية تشاركية ناجحة:

  1. تفهّم أن الأبناء يحتاجون إلى حب كلا الأبوين وتقبّل ذلك، حتى مع غياب المثالية عن معظم الآباء. يكون الاستثناء عند وقوع العنف أو التحرش أو الإيذاء العاطفي.
  2. احترام الدور المحوري الذي يؤديه الشريك في حياة الأبناء. إذ يرشد كلا الشريكين الأبناء في طريقة التصرف عند الظروف الصعبة عبر الأمثلة السلوكية التي يضربانها بأنفسهما ويحتذيها الأبناء. وكلاهما يشارك معتقداته وقيمه -حتى وإن اختلفا في بعضها- حول كيفية معاملة الآخرين، وبناء علاقات آمنة صادقة، وحل المشكلات، والتواصل الفعال القائم على الاحترام، وشفاء المشاعر المتأذية. ويجب إظهار الحوار المحترم عند الاتصال بالطليق؛ فقد يستمع الأبناء إلى الحديث، وتجنّب الجدالات الصعبة عند وجود الأبناء والحفاظ على إظهار الود بقول «مرحبًا» و«عمت مساءً».
  3. السعي إلى أكبر تشابه ممكن في نظامي البيتين فيما يخص الأبناء، ليس إلزاميًا أن يكون النظامان متطابقين، علمًا أن ذلك قد يسهل المهمة. ويجب الانتباه إلى الأمور الأساسية مثل الالتزام وحسن السلوك، ولا مشكلة في الاختلاف على الأمور البسيطة، مثل: موعد النوم وأوقات استخدام الجهاز اللوحي والواجبات المنزلية. ويجب الحفاظ على جدول تربوي ثابت، وإظهار المرونة عندما يلزم الأمر.
  4. عدم توظيف الأبناء في التجسس، ولا يجب معاملتهم كالحلفاء ضد الطليق. قد يحدث ذلك بسهولة دون وعي من الأبوين، لذا يجب الانتباه إن بدأ الأبناء بتأدية دور مؤذ من هذا القبيل. قد يبدأ الأمر عند إخبار الأبناء عن الطلاق، وليس مستحبًا أن يعرف الأبناء تفاصيل الطلاق وأسبابه وترتباته المالية؛ فقد يولد ذلك فيهم القلق ويدفعهم إلى تأدية دور مؤذ كالحليف أو الجاسوس.
  5. عدم التحدث بصيغة سلبية عن الطليق، بل التحدث عن الأمور الجيدة إن أمكن، مثل: ورثت موهبتك في الرياضيات من أمك!. قال لي أحد مراجعيّ يومًا: «أحتاج إلى أن أذكر نفسي دائمًا أن أحب أطفالي أكثر من كرهي لطليقي».
  6. النظر إلى التربية على أنها مشروع مشترك بين الأبوين. إذ ينبغي للشريكين أن يتباحثا في أمور التربية كل فترة، مثل المناسبات القادمة وحالة الأبناء والرغبة في تعديل الجدول، مع تركيز الحديث على موضوع الأبناء.
  7. الإصغاء الجيد والسعي إلى التسوية عند حدوث المشكلات. عند الوصول إلى نهاية مسدودة، ينبغي مراجعة معالج نفسي أو وسيط؛ ليساعد في حل الخلاف قبل أن يتحول إلى نزاع. فإن الخلافات بين الآباء هي من أكثر ما يؤذي الأبناء، حتى وإن كانت مخفية عنهم، فهم يشعرون بها عند معانقة الأبوين ومن خلال النظرات ونبرات الصوت بينهما.
  8. التنسيق باستمرار مع الطليق لمعرفة أحوال الأبناء. وتبادل الأخبار عند نية إحداث التغييرات، مثل الانتقال إلى منزل جديد أو الارتباط، وينبغي ذلك قبل إبلاغ الأبناء؛ لأن ذلك يوحي للأبناء أن أبويهما في فريق واحد ويعملان ويتواصلان معًا، ويبذلان ما في وسعهما ليوفرا لأبنائهما أفضل دعم ممكن ليسعدوا في حياتهم.
  9. مشاركة اللحظات المميزة مثل أعياد ميلاد الأبناء واجتماع الآباء في المدارس دون توتر؛ فذلك يزيد من طمأنينة الأبناء. يرسل بعض الآباء الصور والأخبار إلى بعضهما لمشاركة اللحظات الخاصة حول الأبناء، مثل مقطع فيديو أرسلته إحدى معارفي لطليقها يظهر فيه ابنها وهو يتعلم ركوب الدراجة الهوائية. ينبغي الاحتفال بنجاحات الأبناء حتى بعد الطلاق.
  10. استعمال تقويم (رزنامة) إلكتروني مشترك، ووضع جدول الأبناء عليه ومواعيدهم الطبية والنشاطات بعد المدرسة وأيام اللعب وأيام تسليم الواجبات المدرسية… ينبغي التزام تعبئة التقويم وتحديثه فهو إحدى أنجح وسائل التواصل بين الآباء. وقد يكون من المفيد أن يرى الأبناء الأكبر سنًا التقويم لأن ذلك سيساعدهم على البقاء منظمين مستقرين.

اقرأ أيضًا:

خمسة أمور تؤزم العلاقة بين الزوجين وتجرهم إلى الطلاق! إليكم الحل

علامات العلاقة غير الصحية

ترجمة: عون حدّاد

تدقيق: عبد المنعم الحسين

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر