من البديهي أنّ الملفوف لا يمتلك دماغًا، ولكن عدم وجود جهاز عصبي مركزي لديه لا يمنعه وغيره من النباتات أن تحمى أنفسها.

بعض الأنواع تمتلك دروعاً واقية مثل الأشواك والتي تعمل على صد الحيوانات العاشبة (آكلات العشب)، وأنواع أخرى تكون مُحمَلة بالسموم لإمراض الحيوانات أو قتلها.

على الرغم من أنّ الطماطم غير قادرة على الصراخ، إلاّ أنّ هناك بعض النباتات تُصدر مركبات لتحذير النباتات الأخرى من التهديدات القادمة حيث تبعث الدخان كإشارة على الخطر.

وهكذا تتعدد وسائل الدفاع عن النفس عند النباتات, إليك تسعاً منها:

1- السموم Poisons:

الجميع يعرف أنّ بعض النباتات سامة، ولكن ما نعتبره مادة سامة لكائن حي، قد يكون مركباً خاملاً لكائن آخر.

الطيور مثلًا، لا تنزعج من اليورشيول ( وهو زيت سام ينتجه نبات اللَبْلاَب) كذلك يبدو أنّها تحب التوت الذي ينتجه هذا النبات.

ويقوم يسروع (يرقة) الفراشة الملكية بقضم نبات الصِقْلاب ومصادرة الجليكوسيدات التي ينتجها النبات في أنسجته مما يجعله سام للحيوانات المفترسة.

بالطبع، قام البشر بتحويل جميع أنواع السموم النباتية لأغراضٍ ملتوية خاصة بهم، كمادة بايريثرين المستخلصة من نبات الأقحوان والتي استخدمت كمبيدات حشرية، أيضًا مادة الريسين المستخلصة من نبات الخروع.

2- الإشارات الكيميائية Chemical signaling:

النباتات التي تتعرض للهجوم من قبل حيوانات أو آفات حشرية، أو تتعرض لظروف ضاغطة كالجفاف أو العدوى الميكروبية، تقوم بإنذار النباتات الأخرى بالأزمة الوشيكة عن طريق إصدار مركبات عضوية متطايرة، والتي تُعجّل من ردود الفعل الفسيولوجية في النباتات الأخرى، فتقوم بزيادة تركيز المركبات السامة لدرء العدو، أو تقوم بإصدار مركبات خاصة بها لجذب الأعداء المفترسة.

أظهرت تجارب حديثة أن النباتات تتواصل أيضاً مع بعضها من خلال مواد كيميائية تصدرها جذورها أو شبكات التكافل الفطرية .

3- التمويه Crypsis:

مثل نبات المستحية Mimosa pudica هو نبات حساس، يغلق أوراقه عند ملامسته، فتبدو وكأنها ميتة، وهذا يجعلها غير شهية بالنسبة للأعداء.

4- المعايشة Commensalism:

هناك أنواع من شجر السَّنْط في أفريقيا وأمريكا الجنوبية تؤوي وتُطعم جنود من النمل المُحارب، حيث تقوم بعمل ثكنات داخل الأشواك المنتفخة، وتتغذى على المواد الغذائية التي ينتجها النبات خصيصًا لها، بالمقابل يدافع هذا النمل بوحشية عن النبات ضد كل الغزاة سواء كانت حيوانات، نباتات، فطريات، حتى أنّها تقوم بقص أوراق الأشجار الأخرى في حال تجرأت وتجاوزت المساحة الخاصة بأشجار السَّنْط، لوحظ بالتجربة أنه عند إزالة مستعمرات النمل، تموت هذه الأشجار.

5- البلورة Idioblast:

وهي عبارة عن خلايا متخصصة تحتوي على مجموعة متنوعة من المركبات الدفاعية مثل بلورات ذات أطراف حادة ومواد كيميائية مسببة للألم، تقوم بإطلاقها عندما يتم اختراق خط الدفاع الأول.

فعلى سبيل المثال نبات الدفنباخية وهو نبات منزلي شائع، يحتوي على مثل هذه الخلايا، والتي تقوم بإطلاق بلورات أوكزالات الكالسيوم في أفواه الحيوانات المفترسة، ثم تفرز إنزيم مشابه لسُم الزواحف، وهذا بإمكانه أن يسبب شلل وبالتالي فقدان القدرة على الكلام.

6- الزوائد الشعيرية Trichome:

زوائد دقيقة مثل الشعيرات بارزة على جسم النبات، توفر حماية للنبات فلها القدرة على تحفيز الألم في حال ملامسته من قبل الأعداء.

مثل نبات القراص اللاسع، إضافة إلى ذلك تمتلك غدد تقوم بحقن السم في الجروح التي سببتها. بعض أنواع القراص الاستوائي تسبب تلف الأعصاب الدائم أو الموت.

7- الأشواك Spine:

عبارة عن تراكيب شوكية قاسية ذات نهاية حادة، العديد من النباتات تمتلك أشواك، ولكن الأكثر شهرة ووفرة هو نبات الصبار، ووظيفة الأشواك هنا لا تقتصر فقط على حماية سيقان الصبار النضرة من الحيوانات المفترسة، بل أيضًا توفر لها الظل من شمس الصحراء القاسية.


  • إعداد: لينا ابراهيم
  • تدقيق: شريف منصور
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر