7 حالات مختلفة يستخدم فيها البوتوكس كعلاج


يُعَد البوتوكس اختصارًا تجاريًا لذيفانات المطثيات الوشيقية botulinum toxin Clostridium (الوشيقيات نوع من الجراثيم والذيفات هي السموم التي تفرزها)، حيث يقوم البوتوكس بتثبيط الوَصْل العصبي العضلي موضعيًا أو بمعنى آخر يقوم بفعل شال للعضلة المحقون بها، ومن المعروف أنَّ البوتوكس يستخدم لإزالة تجاعيد البشرة وإعادة الشباب لها، ولكن إضافة لذلك فالبوتوكس له تطبيقات أخرى كثيرة، سنتعرّف الآن على 7 حالات أُخرى يُسْتَخْدَم فيها البوتوكس كعلاج:

الحَوَل (Strabismus):

يعود استخدام البوتوكس لأول مرة لغاية طبية في علاج الحول إلى عام 1981، وذلك طبقًا لما ورد في كتاب لانا تومبسون- الجراحة التجميلية. وفي عام 1989 قامت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بإقرار استخدامه رسميًا لعلاج هذه الحالة؛ وذلك بحقِن هذه الذيفانات في العضلات التي تتحكم في حركة العين ممّا يُقلل من ظهور الحَوَل.

التعرُّق المفرط ورائحة الجسد (Excessive sweating and body odor):

لهؤلاء الذين يعانون من التعرُّق المفرط ومن يحاولون تخفيف رائحة أجسادهم باستخدام مزيلات التعرُّق التقليدية، قد أظهر بحث أنَّ استخدام البوتوكس قد يفيد في ذلك!

يقول د. دانييل مامان Daniel Maman)): «بشكل طبيعي يُفرَز العرق عندما تقوم العضلات الصغيرة المُحيطة بالغدد العرقية بالانكماش مما يؤدي إلى خروج العرق من الغدد، وبالتالي إذا استطعنا شلّ حركة هذه العضلات لن تعود الغدد العرقية قادرة على طرح العرق بنفس الكفاءة السابقة».

وفي عام 2007 نُشِرَت دراسة في مجلّة الجراحة الجلدية (the journal Dermatologic Surgery)، قام بها الباحثون بحقن البوتوكس في الإبطين لـ51 شخصًا، وقد قام كلًا من المشاركين في الدراسة وأشخاص آخرين مستقلين استُخدِموا لتقييم عينات لرائحة إبطي الأشخاص المشاركين بتأكيد أنَّ الرائحة أصبحت أقل بعد الحقن، وقد تمَّ إقرار استخدام البوتوكس كعلاج لهذه الحالة في عام 2004 من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).

الألم المزمن (Chronic pain):

يمكن للبوتوكس أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الألم الليفي العضلي، فهذه المتلازمة تتضمن ألمًا عضليًا مزمنًا. وفي دراسة نُشِرَت في حزيران 2014 في مجلّة التخدير والتسكين Anesthesia & Analgesia))، قام الباحثون بحقن البوتوكس في العضلات المؤلمة في العُنق والكتفين لـ 114 شخصًا يعانون من هذه المُتلازمة، وقد وجد الباحثون أن الألم قلّ بعد الحقن.

تكون المعالجة التقليدية لهذه الحالة عن طريق العلاج الفيزيائي والأدوية المضادة للالتهاب كالايبوبروفين (ibuprofen)، ولكن كما يقول د. أندريه نيكول ( (Andrea L. Nicolمن جامعة كاليفورنيا والذي قاد الدراسة: «إنَّ الفائدة من العلاج التقليدي طويل الأمد عابرة وغير قابلة للتوقُّع».

سيلان اللُعاب عند مرضى باركنسون:

يعاني الأشخاص المصابين بمرض باركنسون من اضطراب في الوظيفة العضلية، ومن الممكن أن تصبح وظيفة البلع أقل كفاءة بكثير عن الوضع الطبيعي، وفي بعض الأحيان قد يتطور لديهم سيلان شديد للُعاب، وبهذا يُمكِن للبوتوكس أن يساعد في علاج هذا العَرَض؛ ففي دراسة نُشِرَت عام 2006 في مجلة اضطرابات الحركة  (Movement Disorders) طبَّق الباحثون البوتوكس على الغدد اللُعابية عند 32 شخصًا مُصابًا بباركنسون ويعاني من سيلان شديد للُعاب، وقد وجد الباحثون أنَّ سيلان اللُعاب قد انخفض وإفرازه كذلك، ولم يعاني الأشخاص المُشاركون من أي أعراض جانبية للبوتوكس وذلك طِبقًا للدراسة.

صُداع الشقيقة المُزمِن:

يُساعِد البوتوكس في علاج هذا النوع من الصُداع نظرًا لوجود آليات عضلية مُتَورّطة في تطوره، حيثُ يقول د. راسل كاتز (Russell Katz) مسؤول المُنتجات العصبيّة لدى الـ(FDA): «يعاني المرضى المُصَابين بالشقيقة المُزمِنة من صداع لأكثر من 14 يوم في الشهر، وهذا يحمل تأثيرًا كبيرًا على العائلة والعمل والحياة الاجتماعيّة، لذا من المهم أن يُوجَد تنوّع واسع في الخيارات العلاجيّة المُتاحة».

وقد أقرَّت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) باستخدام البوتوكس كعلاج للشقيقة المُزمِنة في عام2010، ويكون العلاج بحقن الدّواء في منطقتي العُنق والرّأس كل 12 أسبوع.

فرط نشاط المثانة (Overactive bladder):

في عام 2013 أقرَّت هيئة الغِذاء والدّواء الأمريكية استخدام البوتوكس لعلاج البالغين المُصَابين بفرط نشاط المثانة، والذين لا يستطيعون استخدام أو لم يستفيدوا من الأدوية المُسْتَخدَمة لعلاج هذه الحالة.

تتقلّص المثانة في هذه الحالة بشكل مُتكرّر جدًا أو بدون إنذار، مما يؤدي إلى التبوّل المتكرر أو تسريب للبول، لذا حقن البوتوكس في جدار المثانة يؤدّي لاسترخاءها وبالتالي زيادة سِعَة تخزينها وتقليل ترَدُد نوبات سَلس البول، وذلك طِبقًا للـ (FDA.

الاكتئاب (Depression):

التطبيقات الواسعة لاستخدامات البوتوكس قد وَصَلت للطِّب النفسي، ففي دراسة نُشِرَت في عام 2014 في مجلّة Psychiatric Research))؛ قامَ الباحثون بحقِن بوتوكس أو دواء وهمي (بلاسيبو) في المنطقة الواقعة بين الحاجِبَين لدى 74 شخصًا يعاني من الاكتئاب، وقد وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين تمّ حقنَهُم بالبوتوكس قد انخَفَضَت الأعراض لديهم بنسبة 47% بعد ستة أسابيع من الحقن مُقارنةً بالأشخاص الذين تمّ حقنَهُم بدواء وهمي (بلاسيبو)، حيثُ انخفضت لديهم الأعراض بنسبة 21%.

وقد أشارَ الباحثون في هذه الدراسة إلى عدّة آليات قد تكون تَدَخلَت في تَحَسُّن الحالة المزاجية،على سبيل المثال؛ من المُعْتَقَد أنَّ مستويات أعلى من العُبُوس قد تُساهِم في أعراض الاكتئاب، وبالتالي تقليل العُبُوس بعد المعالجة قد أدّى إلى وضع هؤلاء الأشخاص في مزاج أفضل، وذلك طِبقًا للدراسة. ومن المهم ملاحظة أنَّ هيئة الغذاء والدواء الأمريكية(FDA)  لم تُقِر استخدام البوتوكس كعلاج للاكتئاب.


الترجمة: دانيا الدّخيل
تدقيق: دانه أبو فرحة

المصدر