يختار كثير من الأشخاص تناول حمية خالية من البروتين، لكن لمرضى الداء الزلاقي فذلك إجراء إجباري. الداء الزلاقي هو اضطراب مناعي ذاتي يتحرّض عند تناول الشخص للغلوتين. الغلوتين هو بروتين يوجد في القمح والشعير والشَيلَم وأنواع أخرى من الحبوب، وهو البروتين الذي يجعل العجين لدِنًا ويمنح الخبز قوامه الطري.

عندما يتناول مريض الداء الزلاقي طعامًا يحوي الغلوتين، يتفاعل جسده بشدة ويخرّب الزُغابات المعوية، وهي نتوءات مجهرية إصبعية تغطي الجدار الداخلي للأمعاء الدقيقة.

عند تأذي الزُغابات المعوية لا تستطيع الأمعاء الدقيقة امتصاص المواد الغذائية من الطعام بطريقة ملائمة، ما يؤدي إلى سوء التغذية، إضافةً إلى نقص الكثافة العظمية والإجهاض والعقم، أو قد يحرض بعض الأمراض العصبية أو السرطان.

إن لم يتحسن وضع المريض بعد الامتناع عن الغلوتين مدة عام، فيُسمى ذلك بالداء الزلاقي المعند.

لا يعلم معظم المصابين بهذا المرض إنهم كذلك، إذ يرجح الباحثون إن نحو 20% فقط من المصابين به يحصلون على تشخيص صحيح، والضرر الذي يلحق بالأمعاء بطيء جدًا والأعراض متنوعة وكثيرة لدرجة تجعل التوصل إلى التشخيص يستغرق سنوات.

الداء الزلاقي والحساسية من الغلوتين ليسا الحالة ذاتها، مع إن المصابين بهذه الحساسية يعانون أعراضًا مشابهة، ويتجنبون الغلوتين، لكنهم لا يظهرون الاستجابة المناعية ذاتها، ولا ضررًا مشابهًا في الأمعاء.

أعراض الداء الزلاقي

الداء الزلاقي ليس حساسيةً غذائية بالضبط، لذلك تختلف الأعراض. فعندما يتناول المصاب بالحساسية تجاه القمح طعامًا يحوي القمح، سيعاني حكة في العينين أو الدُماع -فرط الدموع- أو صعوبة في التنفس. لكن في حالة الداء الزلاقي، فعند تناول المريض طعامًا يحوي الغلوتين مصادفةً سيعاني اضطرابات قد تتضمن الأعراض التالية:

الإسهال والغازات والإمساك، أو أي من الأعراض التالية:

  •  ألم بطني.
  •  فقر دم.
  •  نفخة بطنية والشعور بالامتلاء.
  •  آلام عظمية أو مفصلية.
  •  إمساك.
  •  إسهال.
  •  غازات.
  •  حرقة الفؤاد.
  •  طَفح حُطاطي حاكّ يسمى التهاب الجلد الهربسي.
  •  صُداع أو تعب عام.
  •  قرحات فموية.
  •  غثيان.
  •  إصابات في الجهاز العصبي تتضمن خدرًا أو وخزًا في اليدين أو القدمين أو مشكلات التوازن أو تغيرات الإدراك.
  •  براز بلون شاحب ورائحة كريهة أو براز دهني.
  •  نقص الوزن.
  •  نقص في الكثافة العظمية.
  •  قصور الطحال.

الأعراض عند الأطفال أغلبها معوية، وتشمل:

  •  نفخة بطنية.
  •  إمساك.
  •  إسهال.
  •  براز بلون شاحب ورائحة كريهة.
  •  غثيان أو تقيؤ.
  •  نقص الوزن.

إن سبّب الداء الزلاقي سوء امتصاص المواد المغذية التي يحتاج إليها الأطفال فإنهم يواجهون مشكلات تتضمن:

  •  فقر الدم.
  •  تلف مينا الأسنان.
  •  تأخر البلوغ.
  •  فشل النمو عند الرضع.
  •  تغيرات المزاج.
  •  مشكلات عصبية مثل صعوبات التعلم واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  •  بطء النمو وقصر القامة.

ليس ضروريًا أن يعاني المريض الأعراض كلها، وقد لا تظهر أي أعراض، ما يصعّب التشخيص كثيرًا.

التهاب الجلد الهربسي

يعاني 25% من المصابين بالداء الزلاقي طفحًا جلديًا بحكة قوية، يصيب البالغين أكثر من الأطفال والرجال أكثر من النساء، ويظهر في:

  •  الأرداف.
  •  المرفقين.
  •  الركبتين.
  •  فروة الرأس.
  •  أسفل الظهر.

الأسباب وعوامل الخطورة

لم تتوصل الأبحاث إلى سبب مؤكد للإصابة بالداء الزلاقي، ويبدو إنه متوارث في العائلات وقد ترتبط الإصابة به بمورثات معينة، وقد تحفزه الحوادث الطبية المجهدة كالعدوى الفيروسية أو العمليات الجراحية والرضوض العاطفية أو الحمل.

يبلغ احتمال إصابتك بالداء الزلاقي 10% إن كان أحد أفراد الأسرة المقربة كالأب أو الأخ مصابًا به.

تشيع الإصابة بالداء الزلاقي لدى العرق القوقازي أو المرضى المصابين بأمراض أخرى منها:

  •  داء هاشيموتو.
  •  مرض السكري من النمط الأول.
  •  داء أديسون.
  •  متلازمة داون.
  •  التهاب المفاصل الروماتويدي.
  •  متلازمة تورنر (اضطراب وراثي تفقد الأنثى فيه الصبغي X).
  •  التصلب المتعدد.
  •  التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  •  متلازمة شوغرن.
  •  اعتلال عضلة القلب التوسعي مجهول السبب.
  •  داء بورغر.
  •  الذئبة.
  •  متلازمة الأمعاء المتهيجة.
  •  التهاب البنكرياس المزمن.
  •  الصدفية.
  •  تصلب الجلد.
  •  متلازمة ويليامز.
  •  التشمع الصفراوي الأولي.
  •  عدم تحمل اللاكتوز.
  •  اللمفوما المعوية.
  •  السرطان المعوي.

مضاعفات الداء الزلاقي

قد يشكل الداء الزلاقي خطرًا كبيرًا إن لم ينل المريض العلاج المناسب، وتتضمن المضاعفات المحتملة:

  •  السرطان، ويشمل اللمفوما المعوية وسرطان الأمعاء الدقيقة.
  •  أذية مينا الأسنان.
  •  العقم والإجهاض.
  •  عدم تحمل اللاكتوز.
  •  سوء التغذية.
  •  اضطرابات عصبية مثل نوبات الصرع أو الألم أو خدر اليدين أو القدمين (اعتلال الأعصاب المحيطية).
  •  اعتلال البنكرياس.
  •  ضعف العظام.

التشخيص

  •  تحليلات مصلية لتحرّي أضداد معينة، وتحليل الدم لتفقد جوانب أخرى من جهاز المناعة.
  •  تحليل البروتين المرتبط بالأحماض الدهنية المعوية للكشف عن تلف الأمعاء.
  •  تحليلات وراثية للبحث عن مستضدات الكريات البيض البشرية لاستبعاد الإصابة بالداء الزلاقي.
  •  قد يدل تعداد الدم الكامل على فقر الدم إذا كانت خلايا الدم الحمراء منخفضة.
  •  تظهر اختبارات البروتين التفاعلي سي (CRP) وجود التهاب.
  •  اختبار لوائح الاستقلاب لفحص وظائف الكبد والكلى.
  •  اختبارات فيتامين د وفيتامين ب 12 وحمض الفوليك للكشف عن نقص الفيتامينات.
  •  اختبارات الحديد والفيريتين للكشف عن نقص الحديد.
  •  استخدام منظار لكشف مشكلات الجهاز الهضمي.
  •  قد تظهر اختبارات التصوير علامات في الأمعاء، مثل سماكة الجدار أو تغيرات في الأوعية الدموية.

إن كان المريض يستخدم حمية خالية من الغلوتين، سنطلب منه التوقف عن اتباع الحمية قبل إجراء اختبارات تحري الأضداد لكي تكون الفحوص دقيقة قدر الإمكان. إن أظهرت الاختبارات الدموية احتمالية الإصابة بالداء الزلاقي فقد نلجأ عندها للخزعة المعوية، وذلك بتنظير للأمعاء الدقيقة لأخذ عينة لفحصها. وإن ظهر طفح جلدي فسيأخذ الأطباء عينة صغيرة من جلد المريض للبحث عن علامات تؤكد أن سبب الطفح هو الداء الزلاقي، لأنه من السهل الخلط بين هذا الطفح الجلدي ومشكلات الجلد الأخرى.

علاج الداء الزلاقي

لا يوجد علاج دوائي شافٍ للداء الزُلاقي. يلتزم المريض حمية خالية من الغلوتين طيلة حياته. إضافةً إلى تجنب تناول الخبز والمعجنات، يجب تجنب البيرة والمعكرونة وحبوب الإفطار وبعض أنواع معجون الأسنان والأدوية وكل المنتجات الحاوية على الغلوتين.

إن عانى المريض سوء تغذية شديد، فسيصف له الطبيب فيتامينات خالية من الغلوتين ومكملات شاردية وأدوية لعلاج الطفح الجلدي.

من المتوقع أن يتحسن المريض بعد مرور عدة أسابيع من اتباعه الحمية الخالية من الغلوتين، وتبدأ أمعاؤه بالتعافي.

اقرأ أيضًا:

أطعمة ومشروبات تساعدك عند الإصابة بالجفاف

امراض المناعة الذاتية : تعريفها ، انواعها ، تشخيصها و علاجها

ترجمة: سوار قوجه

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر