مشاكل القلب
إنّ العاداتِ الغذائية غير الصحية تكون السبب في تدهور الصحة عادةً. ومن المؤكد أنّ أمراض الشرايين التاجية للقلب تقتل 610,000 شخصٍ في الولايات المتحدة كلّ عام، وهذا يمثل واحدًا من كلّ أربعة أشخاص.

وقد وجد العلماء في جامعة ميسوري أنّ عامل النمو الشبيه بالإنسولين-1 «IGF-1»، وهو عبارة عن بروتين يوجد بصورة طبيعية بمستويات عالية عند المراهقين، ويمكن أن يساعد على منع الشرايين من الانسداد. عن طريق زيادة مستويات هذا البروتين عند المرضى المصابين بتصلّب الشرايين، فيقلل من كمية الطبقات المترسبة أو المتراكمة في الشرايين، بالتالي فإنّه يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
يعمل جسم الإنسان تلقائيًا على إزالة هذه الطبقات المترسبة عن طريق نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء يسمى بالخلايا الأكولة الكبيرة أو البَلْعم «Macrophage»، ويذكر الدكتور «يوسوك هيغاشي-Yusuke Higashi»، الأستاذ المساعد في أبحاث القلب والأوعية الدموية في كلية الطب من جامعة ميسوري، والمسؤول عن هذه الدراسة قائلًا: «بالرغم من هذا فكلّما تقدمنا بالسن، لا يعود البَلْعم قادرًا على إزالة هذه الترسبات من الشرايين بسهولة، حيث تشير نتائجنا إلى أنّ زيادة البروتين (IGF-1) داخل البَلْعم من الممكن أن يكون الأساس لمنهاج جديد في التقليل من انسداد الشرايين عند كبار السن».
الطريق طويلٌ من أجل التجارب البشرية
أجرى العلماء تجاربَ على فئران كان البَلْعم لديها غير مستجيب لـ «IGF-1» ووجدوا أن شرايينهم تحوي ترسباتٍ أكثر مقارنة بالفئران الطبيعية. كانت النتائج متوافقة مع الدراسة التي قاموا بها وهي أنّ «IGF-1» يساعد على منع تكون الترسبات على جدار الشرايين.
الجدير بالذكر أن الفريق العامل على البحث أكّد أنّ ضعف عمل «IGF-1» داخل البَلْعم قد غيّر تركيبة الترسبات، حيث يضعفها ويجعلها أكثر قابلية للانقشاع وإحداث أزمة قلبية.

ويخطط الباحثون لإجراء نفس الدراسة على شريحة أكبر من الحيوانات قبل دراسة تأثيرها على البشر. وعلى أيّ حال فإنّه توجد فجوة كبيرة بين طور الأبحاث وطور تطوير العلاجات الجديدة. وتستغرق موافقة منظمة الغذاء والدواء عقودًا من الزمن. ومن المحزن أنّ هذه الدراسة لم تأخذ بالاعتبارات الضرورية التي تأخذها جميع التجارب السريرية قبل الموافقة عليها. ومع ذلك فإنّ هذه المعلومة تضيف إلى رصيد معلوماتنا وتقدم أملًا جديدًا.

ترجمة: ديمة عبيد
تدقيق: عبدالسلام الطائي
المصدر