تعاطي الماريغوانا أثناء الحمل غير مرتبط بمخاطر الولادة


أشارت إحدى الدراسات الحديثة إلى أنَّ تدخين الماريغوانا خلال فترة الحمل لم يُظهر أيّ تأثير على زيادة نسب الولادات المبكرة أو أية آثار أخرى ضارة بالولادة، في البداية لم يجد الباحثون أيّة صلة بين تدخين الماريغوانا خلال الحمل وارتفاع نسب الولادات المبكرة أو نقص وزن الطفل حديث الولادة، لكن عند الأخذ بالحسبان كون المرأة الحامل قد دخنت التبغ إضافةً للماريغوانا، ظهر ارتفاع واضح في الخطورة، يقول الباحثون بعبارةٍ أخرى أنَّ خطر الولادة المبكرة أو ولادة طفل يعاني من انخفاض في الوزن يعود إلى تدخين التبغ، وليس لتدخين الماريغوانا بحدِّ ذاتها.

هذه النتائج “لا تعني التشجيع على استخدام الماريغوانا أثناء الحمل أو التغاضي عنه”، وكتب الباحثون من كلية الطب البشري في جامعة واشنطن في “سانت لويس” في عدد أكتوبر من مجلة التوليد وأمراض النساء “Obstetrics & Gynecology” أنّه نظرًا لعدم وجود صلة بين تدخين الماريغوانا والنتائج الضارة على الحمل فيجب تركيز الاهتمام على تشجيع النساء الحوامل على الإقلاع عن تدخين التبغ أو المواد الأخرى المعروفة بآثارها الضارة على الحامل.

وأظهرت الدراسات تضاربًا في النتائج، فقد بينت بعض الدراسات أن تدخين الماريغوانا لا يساهم في ارتفاع نسبة الخطورة على الحمل بينما صرحت دراساتٌ أخرى بوجود تأثيرات هامة، لكن العديد من هذه الدراسات كانت محدودة نظرًا لكونها لم تأخذ بعين الاعتبار تدخين التبغ ولكونها اعتمدت على تصريحات النساء عن مدى استخدامهن للماريغوانا (ممّا يمكن أن يُعدَّ غير موثوقٍ به).

في دراسة حديثة حلّل الباحثون المعلومات الواردة في 31 دراسة سابقة والتي تضمنت أكثر من 7800 سيدة استعملت الماريغوانا خلال فترة الحمل، وأكثر من 124,000 لم تستعملها، وشمل البحث الدراسات التي صُمِّمَتْ بطريقةٍ تسمح بفصل استعمال الماريغوانا عن استعمال التبغ خلال الحمل، وشمل أيضًا الدراسات التي أظهرت قياس موضوعي لمدى استخدام الماريغوانا خلال الحمل (مثل اختبار البول الإيجابي) إضافة للتقارير الذاتية عن استخدام الماريغوانا.

واكتشف الباحثون أنّ أغلب النساء اللواتي يستعملن الماريغوانا خلال فترة الحمل يعتبرون أكثر عرضةً لإنجاب طفل منخفض الوزن عند الولادة بنسبة 43% وللولادة المبكرة بنسبة 32% مقارنةً بالنساء اللواتي لا يدخنَّ الماريغوانا وعند النظر في شأن النساء اللواتي استعملن الماريغوانا فقط خلال فترة الحمل ولم يدخنَّ التبغ تبين أنهنّ لسن معرضات لارتفاع خطر الولادة المبكرة أو ولادة طفل بوزن منخفض، وبالمقابل كانت النساء اللواتي استعملن التبغ إضافة للماريغوانا في فترة الحمل أكثر عرضة للمخاطر السابقة بنسبة 85% من النساء اللواتي لم يستعملن أيًّا من المادتين.

النساء اللواتي يدخنن الماريغوانا خلال الحمل غير معرضات لخطر الإجهاض أو ولادة طفل بحجم أصغر من الحجم الطبيعي بالنسبة لعمرهم الحملي ومن الضروري ملاحظة أنّ الدراسة لم تأخذ بعين الاعتبار صحة الأطفال الذين كانت أمهاتهم تتعاطى الماريغوانا خلال الحمل على المدى الطويل ممّا يتطلب المزيد من الأبحاث للإجابة على هذا السؤال.

اقترحت أحد الدراسات التي أجريت عام 2014 على الحيوانات وخلايا الإنسان أنّ تدخين الماريغوانا خلال الحمل قد يؤثر على الارتباط بين خلايا الدماغ مّما قد يؤثر على تطور الدماغ.


ترجمة : رغد القطلبي
تدقيق: داليا المتني
المصدر