كيف أثرت موانع الحمل على أعداد الوفيات الناتجة عن سرطان المبايض؟


لا شك بأنَك سمعت يومًا عن استخدام موانع الحمل عن طريق الفم ( (Oral contraceptive وفوائدها المهمة في تنظيم النسل وعلاج الكثير من المشاكل التي تواجه النساء، ليظهر مؤخرًا بحثٌ جديدٌ حول هذا الموضوع أثبت أهمية كبيرة؛ إذ ثَبُت أنَها تساهم في التقليل من خطر الإصابة بسرطان المبيض «Ovarian cancer» وبالتالي انخفاض نسبة الوفاة الناتجة عنه. وقد لوحظ هذا الانخفاض في الوفيات عالميًا ما بين عام 2002 وعام 2012، ويتوقع أن يستمر في كل من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي واليابان (على الرغم من ضآلته فيها) بحلول عام 2020 وفقًا لما نُشر في مجلة «Annals of oncology».

فعند دراسة البيانات المتعلقة بالوفيَات الناتجة عن سرطان المبيض بدءًا بعام 1970 وانتهاءً بأحدث سنة سُجلت فيها البيانات من قبل منظمة الصحة العالمية «WHO» حول الموضوع المذكور، وجد الباحثون أنَ نسبة الوفيات انخفضت في جميع دول الاتحاد الأوروبي (مع عدم شمولية دولة قبرص في البحث لقلة البيانات) بنسبة 10% ما بين عامي 2002 و2012.

في حين كانت نسبة الانخفاض في الولايات المتحدة أكبر بمقدار 16%، أما بالنسبة لليابان فقد كانت أدنى الدول انخفاضًا في نسبة وفيات سرطان المبيض لتبلغ النسبة المسجلة 2% فقط.

كما ذكِر سابقًا حول توقع استمرار انخفاض نسبة وفيات سرطان المبيض في غالبية الدول والقارات إلا أن دولة إسبانيا قد تخالف ذلك بارتفاع طفيف، ويمكن إيعاز هذا لحقيقة أن النساء في منتصف العمر أو الكبيرات في السن هنّ أقل استخدامًا لموانع الحمل مقارنةً بالنساء الأصغر سنًا. ونذكر دولًا أخرى ارتفعت النسبة فيها أيضًا؛ كان منها المكسيك وكوبا وكولومبيا وفنزويلا من بين دول أمريكا اللاتينية.

إنً التفاوت الواضح في تلك الأرقام في مختلف الدول والقارات كأوروبا ودول أمريكا اللاتينية مثلًا، يعود إلى تفاوت استخدام نساء كل دولة لوسائل منع الحمل عن طريق الفم، إضافةً إلى عوامل أخرى ذات علاقة بالإنجاب كعدد الأطفال الذي ترغب الأم بإنجابه، واختلاف عامل الزمن أيضًا من حيث بدء استخدام النساء لها في كل دولة.

فبالإضافة إلى استخدام موانع الحمل عن طريق الفم الذي يوفر حماية طويلة ضد سرطان المبيض كما ذكرنا سابقًا؛ يلعب تراجع استخدام المعالجة الهرمونية بالإعاضة «Hormone Replacement Therapy – HRT» التي تستخدم للسيطرة على الأعراض الناتجة عن انقطاع الطمث «Menopausal symptoms»، ونزيد على ذلك التشخيص الجيد والعلاج المناسب جميعها تلعب دورًا هامًا في تقليل احتمالية الإصابة بسرطان المبيض .إذ يُعتبر تراجع استخدام المعالجة الهرمونية بالإعاضة عائدًا إلى التقرير الذي نشرته مبادرة صحة المرأة «Women’s Health Initiative» عام 2002 والذي وضح خطر الإصابة بأمراض الجهاز الدوراني، إضافة إلى سرطان الثدي وسرطان المبيض عند استخدام ذلك العلاج، مما فسَر سبب انخفاض نسبة الوفيات بين النساء الكبيرات أو من هنَ في متوسط العمر.

نختم بأنَ هذه النتيجة تبيّن أثر استخدام العلاج الهرموني ودوره الهام في التأثير على نسبة الوفيات الناتجة عن سرطان المبيض على مستوى السكان. كما أنَ الفهم الجيد للأسباب الوقائية التي تحدّ من تطوّر هذا النوع من السرطانات والعمل على تطوير استراتجيات التشخيص المبكر وبوجود خياراتٍ علاجيةٍ جديدة، يعزّز القدرة على تقليل أعداد الوفيات الناتجة عن الإصابة بسرطان المبيض.


إعداد: سيرين خضر
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر