كيف تختار المحلّي الاصطناعي الأكثر أمانًا وفقًا للعلم؟


تعتبر المحليات الصناعية من أكثر الأطعمة المثيرة للجدل انتشارًا في االأسواق؛ فهي تدخل في مكونات أغلب المنتجات ابتداءً من الصودا المخصصة للحمية وصولًا للسلع المخبوزة منخفضة الحريريات ومشروبات الرياضة.

وافقت إدارة الغذاء و الدواء (FDA) على استخدام ستة أنواع من المحليات الصناعية المتوفرة حاليًا _كمحليات للاستخدام العام_ بعد اختبارها بجرعات عالية على قوارض المختبر.

بالرغم من ذلك ما زال تأثير هذه المحليات مجهولًا على الجسم والدماغ البشري، والدراسات التي تحاول أن تثبت فوائدها الصحية ما زالت غير حاسمة.

لا تُصنَّع جميع المحليات بذات الطريقة. هنا ستجد شرحًا وافٍ عن كلٍّ منها، مصنّفة حسب حلاوتها مقارنة بالسكر العادي.

نحن نتناول الكثير من السكر

يأتي السكر بعدة أشكال من ضمنها السكر البني، العسل، رحيق الصبار، شراب الذرة، دبس السكر، سكر القصب، سكر الفاكهة، الغلوكوز، سكر الشعير…الخ. تنصح إدارة الغذء و الدواء الأمريكيين بالحد من استهلاكهم للسكر إلى 50 غرام أو أقل في اليوم، إلا أن الشخص الأميركي العادي يستهلك أكثر من ضعف ذلك؛ لدخول السكر في أغلب المنجات المُستهلكة كحبوب الإفطار، السلع المخبوزة والمشروبات الخفيفة.

على الرغم من أننا نتناول السكر منذ آلاف السنين إلا أن حميتنا المعاصرة المكونة من الطعام المُعالَج زادت بشكل كبير استهلاكنا من السكر.

هذا الازدياد ساهم في تنامي معدلات الإصابة بالسمنة، السكري وأمراض القلب.

ارتبطت السكريات المضافة بطيف من المشاكل الصحية تتضمن تسوس الأسنان، زيادة الوزن، قصور الكبد، السرطان، أمراض الكلى، ضغط الدم المرتفع واضطرابات عوز التغذية.

لكن هل المحليات منخفضة الحريرات هي البديل الأفضل؟

تُقدَّم المحليات الصناعية على أنها بديل السكر الخالي من الحريرات التي تعطيك الحلاوة التي تبحث عنها.

لكن إذا استطاعت المحليات الصناعية بالفعل تقليل احتمالية حدوث زيادة الوزن، ارتفاع سكر الدم، السكري نوع 2، والرغبة البسيطة بتناول شيء حلو؛ تبقى جميع التأثيرات _التي تأتي مع تناول كمية كبير من السكر المكرر_ مجهولة.

في الواقع، تُظهر بعض الدراسات أن استهلاك الأطعمة الحاوية على المحليات الصناعية لفترات طويلة مرتبط بزيادة الوزن.

من غير الواضح أيضًا تأثير الاستهلاك طويل الأمد لهذه المركبات شديدة الحلاوة على الأطفال، فإن الحد من السكر المضاف ما زال الرهان الأكثر أمانًا من أجل صحتك.

وهذه هي البدائل:

كحول السكر (آمن)

كحوليات السكر، مثل (الإريثريتول) و (الإكسيليتول) هي بدائل منخفضة الحريرات للسكر وتتطابق حلاوتها مع السكر التقليدي بنسبة تقارب 60-70%.

هذه المركبات استعملت لعقود في تحلية عدة منتجات كالعلكة الخالية من السكر، الحلوى، مربيات الفواكة، معجون الأسنان وشراب السعال.

لم تُدرَس كحول السكر بشكل مكثف كمُحلٍّ صناعي، لكنها تعتبر آمنة بشكل عام، على الرغم من أن إدارة الدواء و الغذاء نبهت إلى أن (الإكسيليتول) قد يكون سامًا للكلاب.

أسبارتام (آمن)

أحد أكثر بدائل السكر شيوعًا.

مباح استخدامه في أكثر من 90 دولة حول العالم و يدخل في صناعة 6000 منتج مختلف، من ضمنها المشروبات الخفيفة، حبوب الفطور، حبوب النعناع من أجل رائحة النفس، العلكة، والسكاكر الصلبة.

يحتوي غرام واحد من (الأسبارتام) نفس عدد السعرات الحرارية الموجودة في غرام واحد من السكر، لكن حلاوته التي تفوق السكر العادي 180 مرة، تجعلنا نستخدام كمية أقل بكثير لتحقيق نفس القدر من الحلاوة.

بحسب إدارة الدواء و الغذاء، أسبارتام هو أحد أكثر المواد الخاضعة للدراسة انتشارًا في الأسواق، وعلى الرغم من القلق الأولي من أن الأسبارتام يتفكك إلى مادة (الفورمالدهيد) المسرطنة، إلا أن أكثر من 100 دراسة أكدت أنه آمن ولا يوجد حاليًا أي رابط بين الأسبارتام و السرطان.

يعتبر الأسبارتام غير آمن لهؤلاء المصابين بمرض نادر يدعى (Phenylketonuria_PKU) لتعذّر استقلاب أحد الحموض الأمينية الرئيسية المكونة للمحلي، (الفينيل آلانين).

أسيسولفام-K (آمن)

الأسيسولفام-K، يُعرف أيضًا بأسيسولفام البوتاسيوم و ايس-k، ذو مذاق مر يُدمج مع محلّيات أخرى في أغلب الأحيان، وهو أكثر حلاوة من السكر العادي بحوالي 200 مرة.

وفقًا لإدارة الدواء و الغذاء _التي وافقت على استعماله بشكل محدود في عام 1988_ فإن أكثر من 90 دراسة تشير إلى أن الأسيسولفام-k آمن للاستخدام.

بينما أصبح مقبولًا في الطعام _بشكل عام_ في عام 2003 باستثناء اللحوم والدواجن.

الأسيسولفام مُحلٍّ صناعي جيد في استعمالات الخبز، فهو يستطيع الحفاظ على حلاوته في درجات حرارة مرتفعة.

ستيفيا (آمن)

ستيفيا مُحلًّ طبيعي منخفض الحريرات، أكثر حلاوة من السكر بحوالي 300 مرة.

له مشتقات أخرى نقية جدًا تباع تحت تصنيف (GRAS) الذي يعني (آمن بشكل عام). إلا أن إدارة الدواء و الغذاء لم توافق على استخدامه بشكله الخام كنبتة كاملة.

السكرين (آمن)

يعود اكتشافه إلى عام 1879، ويعتبر من أوائل المحليات الصناعية التي عرفناها.

السكرين أكثر حلاوة من السكر العادي بحوالي 300 مرة وغالبًا ما يوجد في المشروبات الخفيفة، عصائر الفواكة، المنتجات المخبوزة، والطعام المعالج.

منتجات السكرين الأولى كانت تحوي منشورات تحذير تصنف السكرين كمسبب سرطان محتمل بعد أن ارتبط بدراسات أُجريت على الجرذان عام 0197 أثبتت تسببه بسرطان المثانة.

لكن أكثر من 30 دراسة لاحقة أكدت أن ما ينطبق على الجرذان لا ينطبق على البشر.

ثم أقرته إدارة الدواء و الغذاء باعتباره آمنًا واستبعدته من قائمة مسببات السرطان عام 2000.

السكرلوز (آمن)

يشبه السكرلوز -المعروف أكثر باسم سبليندا- السكر كثيرًا من ناحية بنيوية، هناك اختلاف بسيط يسمح له بالمرور في الجسم دون الحاجة لتفككه.

بالإضافة إلى أن السكرلوز أكثر حلاوة من السكر العادي بحوالي 600 مرة.

وافقت إدارة الغذاء و الدواء عام 1999 على استخدامه بشكل عام وأقرت بأنه آمن بعد أن أجرت أكثر من 110 دراسة عليه.

السكرلوز ثابت تحت تأثير الحرارة المرتفعة مما يجعله مناسبًا جدًا للخبز، وغالبًا ما يدخل في صناعة المشروبات الخفيفة، الشاي المتجمد، الصوص، العلكة، ألواح الطاقة والسلع المخبوزة.

النيوتام (آمن)

من فروع الأسبارتام الكيميائية، وهو أكثر حلاوة _بشكل لا يصدق_ من السكر العادي بحوالي 7000 إلى 13000 مرة.

لا يُعتبر النيوتام شائع الاستخدام مثل المحليات الأخرى المتوفرة.

وافقت عليه إدارة الدواء و الغذاء عام 2002 كمُحلٍّ عام للأطعمة، مستثنية اللحوام و الدواجن.

اعتبرته آمنًا بعد أكثر من 113 دراسة أجرتها على البشر و الحيوانات.

يدخل هذا المحلي في صناعة عصائر الفواكة، السلع المخبوزة، منتجات الألبان، أقلام الحمرة و المسكنات.

بحسب تقرير نشرته مجلة (US News and World) فإن النيوتام أكثر أمانًا من قريبه الأسبارتام.

الأدفانتام (آمن)

أجدد المحليات الصناعية التي دخلت السوق.

الأدفانتام مشتق آخر من الأسبارتام ومشابه كيميائيًا للنيوتام.

يعتبر الأكثر حلاوة حتى الآن، حيث أنه يفوق حلاوة السكر بحوالي 20,000 مرة.

وافقت عليه إدارة الدواء و الغذاء عام 2014. يدخل في محتويات المشروبات الخفيفة، السلع المخبوزة، عصائر الفواكة، العلكة، المثلجات، الحلوى المجمدة، الجيلاتين و البودينغ، المربى والهلام، الطعام المعالج، زينة الطعام والشرابات.

أُجريت الدراسات على البشر و الحيوانات لتقييم احتمال سميّة الأدفانتام على الجهاز المناعي، التكاثري، التطوري والعصبي، وكانت النتيجة أنه آمن.

كما في حالة الأسبارتام، يجب على الأشخاص المصابين بمرض (Phenylketonuria_PKU) أن لا يتناولوه لأنه يحتوي على (الفينيل آلانين).


المترجم: سيمون العيد
تدقيق: آلاء أبو شحّوت
المصدر