ما هو الفرق بين الأنفلونزا (الزكام) والبرد الشائع؟


الانفلونزا أو كما تعرف بالزكام والتي تعتبر على نحوٍ خاطئ مماثلةً للبرد الشائع وذلك بسبب أن كليهما يؤثر على الجهاز التنفسي وتتميز بأعراض مرَضيةٍ متشابهةٍ إلى حدٍّ كبير.

إن الإصابة بفيروس الزكام هو أمرٌ مختلفٌ كليًّا عن الإصابة بنوبات البرد الشائعة.
فالإصابة بنوبات البرد العادية هي ظاهرة شائعةٌ جدًّا قد عانى منها كلٌّ منا خلال حياته، وهي دليل على جهازٍ مناعيٍّ سليمٍ لدى الشخص المصاب.

يتفعَّل الجهاز المناعي للإنسان بدايةً عند وجود الفيروس في الجسم، ويهدف رد الفعل المناعي لاحتواء الفايروس ومنعه من الانتشار، ويتبع ذلك نشاطٌ مناعيٌّ يهدف لإزالة الفيروس الذي يسبب الإصابة.
عادةً ما يتم تدبير الحالة عن طريق العلاجات المنزلية كشرب الماء والسوائل وأدوية الزكام التي يفضل عدم أخدها لقلة نفعها في تحسين الحال. ويعتبر التزام المريض بالعادات الصحية أمرًا مهمًّا في سبيل الشفاء.

بين الانفلونزا والبرد الشائع

يسبب فايروس الأنفلونزا الزكام ويصيب الجهاز التنفسي، ويمكن انتقاله عن طريق رذاذ الهواء والقطيرات الناجمة عن عطاس وسعال المريض.

من علامات الإصابة بالأنفلونزا (الزكام): سيلان الأنف، السعال، احتقان الحلق، صداع، آلام عضلية، تقيؤ وإسهال (خاصة لدى الأطفال)، ارتفاع درجة حرارة الجسم.

أغلب فيروسات الأنفلونزا هي فيروسات عدائية وقد تكون مميتة، قد تؤدي إلى تداعيات مهددة للحياة نتيجة تخريبها للجهاز المناعي.

إن الأشخاص ضعيفي المناعة (مثبطو المناعة) مثل مرضى السرطان والإيدز والأمراض التنفسية المزمنة هم أكثر الأشخاص عرضةً للخطر جراء الإصابة بالأنفلونزا.

يبدأ فيروس الأنفلونزا عادةً بالقسم العلوي من الجهاز التنفسي ومن ثم يقوم بالاختراق عميقًا حتى يصل إلى الرئتين.

وتعتبر ذات الرئة والتهاب القصبات من أخطر المشاكل الناتجة عن فيروس الأنفلونزا والتي قد تتطلب في بعض الأحيان القبول في المشفى، إضافةً إلى ذلك هناك بعض الدراسات التي أثبتت أن أدوية مضادات الفيروسات لها القدرة على محاربة فيروس الأنفلونزا في أول 24 -48 ساعة من ظهور الأعراض السريرية.

وللحماية هناك لقاحٌ للأنفلونزا ينصح به بشدة للتقليل من شدة الإصابة بسلالات معينة من فيروس الأنفلونزا.
يتم إعطاؤه إما حقنًا أو على شكل رذاذٍ أنفي، لكن هذا لا يعطي مناعةً مدى الحياة ضد فيروس الأنفلونزا.
ويعطى بشكلٍ سنوي للتقليل من خطر الإصابة بالانفلونزا.

أنواع الانفلونزا. الانفلونزا A، B، C

ينقسم الأنفلونزا من نوع A بدوره إلى أنواع أخرى مختلفة. إن هذه الاختلافات تدعى بالأنماط المصلية، بينما الأنفلونزا من نوع B وC لها نمطٌ مصليٌّ واحدٌ فقط ولا يوجد لها أنواع.

تُقسَّم الأنماط المصلية تبعًا للأجسام المضادة النوعية التي يشكلها الجسم لكل نوع، نتيجة وجود بروتينات على سطح الفيروس حرضت هذا التشكل.

الـ (HA-haemagglutinin and NA- neuraminidase) هي بروتينات سكرية تشكل الجزء الهيكلي من الفايروس، إن الارقام التي تتبع الأحرف H و N في إسم الفيروس تمثل كمية البروتينات الموجودة في كل نوع.

تعتبر الطيور المائية الخزَّان المفضل للأنفلونزا A والتي تسبب ما يسمى بأنفلونزا الطيور، والتي من الممكن أن تكون ذات أعراض ضعيفة أو شديدة الإمراض بحسب النشاط الفيروسي وقدرته على إحداث المرض.

تمتلك أنماط الأنفلونزا A طابعًا مميزًا وهي الاختلاف الجيني. وهذا يعني أن بعض أنواع الأنفلونزا من الممكن أن تصيب الطيور والحيوانات فقط مثل (H7N7 لدى الأحصنة وH7N10 لدى الخفافيش وH3N8 لدى الكلاب والأحصنة)، والبعض يمكنه إصابة الإنسان مثل H1N1 و H3N2 التي هي سببٌ شائعٌ للإصابة بالأنفلونزا. تملك الطفرات التي تصيب الأنفلونزا A والتي تُعَدُّ شديدة الخطورة قدرةً دائمة على إحداث الأوبئة.

تصيب الأنفلونزا B الإنسان فقط، يعرف عن هذا الفيروس تطوره البطيء مقارنةً بالفيروسA، ولا توجد أي أوبئةٍ بسبب الفيروس B حتى الآن.
الفيروس C على عكس الفايروس A لا يوجد له مستقبلٌ حيواني، وهذا النوع من النادر جدًّا أن يصيب البشر ولا يوجد أي حالات أوبئة بسببه.

البرد الشائع

البرد الشائع هي عدوى فيروسية تصيب الأنف والحلق (الجزء العلوي من الجهاز التنفسي)، هناك العديد من العائلات الفيروسية التي يمكن أن تسبب البرد الشائع ولكن أشيعها فيروسات الرينو.

عادةً ما يكون البرد الشائع غير مؤذٍ، ويدوم لمدة أسبوع وحتى 10 أيام وقد يطول أكثر لدى المدخنين.

وتظهر الأعراض بعد حدوث العدوى بيومين إلى ثلاثة أيام، ومنها:

– سيلان الأنف واحتقان الحلق
– السعال والعطاس
– صداع خفيف إلى معتدل
– ارتفاع حرارة خفيف أو غير موجود
– إحساس بالخمول والضيق

وعادة ما يتم العلاج بواسطة مسكنات الصداع وأدوية السعال
وعلى الرغم من شيوع استخدام الفيتامين C إلا أنه لا يوجد أي دراسةٍ تثبت فعاليته في علاج أو الوقاية من البرد الشائع، وفي المقابل هناك بعض الدراسات أظهرت فائدةً عند تناول المكملات الحاوية على الزنك خلال أول 24 ساعة، حيث أنها تقصر من فترة الإصابة ويتدخل في عملية انقسام الفيروسات ويقلل منها.


المترجم: كمال سلامي
تدقيق بدر الفراك
المصدر الأول
المصدر الثاني
المصدر الثالث