ما هو ارتفاع ضغط الدم ؟

ارتفاع ضغط الدم هو مرض شائع من شأنه إصابة معظم الأشخاص في سن الشيخوخة.

ويعرف ضغط الدم بأنه ضغط الدم على جدران الشرايين.

وعندما يكون مرتفعًا جدًا يمكنه أن يزيد العبء على القلب كما يمكن أن يسبب ضررًا خطيرًا للشرايين.

ومع مرور الوقت، يزيد ارتفاع ضغط الدم غير المتحكم به من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكتات الدماغية، وأمراض الكلى.

أعراض ارتفاع ضغط الدم

يُطلق على ارتفاع ضغط الدم أحيانا اسم (القاتل الصامت)، حيث أنه قد لا يُظهِر أية أعراض خارجية على المصابين لعدة سنوات.

في الواقع، لا يعلم واحد من كل خمسة أشخاص مصابين أن لديهم ذلك المرض.

بينما داخليًا، يمكن أن يضر مرض ارتفاع ضغط الدم تمامًا القلب والرئتين والأوعية الدموية والدماغ والكلى إذا تُرِك دون علاج.

ويعتبر ارتفاع ضغط الدم عاملًا رئيسيًا للإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية في الولايات المتحدة.

أسباب ارتفاع ضغط الدم

تقل قراءة ضغط الدم الطبيعي عن 120/80، في حين أن القراءات الأعلى مع ذلك يمكن أن تشير إلى ارتفاع ضغط الدم .

ويعد السبب الكامن وراء ارتفاع ضغط الدم في معظم الحالات غير معروفًا حتى الآن.

يقيس الرقم العلوي (الانقباضي) الضغط عندما يدق القلب.

في حين يقيس الرقم السفلي (الانبساطي) الضغط في فترات الراحة بين ضربات القلب، أي عندما يمتلىء القلب بالدم.

وفي بعض الأحيان، يمكن للكلى أو الغدة الكظرية أن تتسبب في ارتفاع ضغط الدم .

ما قبل ارتفاع ضغط الدم، علامات التحذير

لدى ما يقرُب من ثلث الأميركيين ارتفاع ضغط الدم.

حيث يكون ضغط الدم لديهم دائمًا فوق المستوى الطبيعي – يتراوح فيما بين 120 إلى 139 للضغط الإنقباضي أو من 80 إلى 89 للضغط الانبساطي.

والأشخاص في هذا النطاق لديهم خطر أكبر للإصابة بأمراض القلب من أولئك الذين لديهم قراءة أقل.

وحينها قد يوصي طبيبك بتغيير نمط الحياة للمساعدة في خفض ضغط الدم .

منطقة الخطر

تأكد بأن لديك ارتفاع في ضغط الدم إذا كان متوسط قراءات ضغط الدم 140/90 أو أعلى من ذلك.

وعلى الرغم من القراءات المرتفعة يمكنك ألا تشعر بأي أعراض.

أما إذا ارتفع ضغط دمك ليصل إلى 180/110 أو أعلى، فقد يكون لديك أزمة ارتفاع ضغط الدم .

وعليك حينها أن ترتاح قليلا وتعيد قياس ضغط دمك، إذا كان لا يزال مرتفعًا، اتصل برقم الطوارىء فورًا.

يمكن أن تؤدي أزمة ارتفاع ضغط الدم إلى السكتة الدماغية أو النوبة القلبية أو تلف الكلى أو فقدان الوعي.

يمكن أن تشمل أعراض أزمة ارتفاع ضغط الدم الصداع الشديد، القلق، نزيف في الأنف، والشعور بصعوبة في التنفس.

من هم المعرضون للإصابة؟

لدى الرجال حتى سن 45، قابلية أكثر من النساء للإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومع التقدم أكثر في العمر يصبح المرض شائعًا عند الرجال والنساء على حدٍ سواء.

ويصبح أكثر شيوعًا عند النساء حينما يصلن إلى عمر 65.

وستكون أكثر عرضة للإصابة إذا كان لديك أحد أفراد الأسرة مصابًا بارتفاع ضغط الدم، أو إذا كنت مصابًا بمرض السكري.

فحوالى 60% من المصابين بمرض السكري لديهم ارتفاعًا في ضغط الدم .

ارتفاع ضغط الدم والسلالة

يعتبر الأمريكيون من أصل إفريقي أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم حتى في سنٍ أصغر.

وتشير الأبحاث الوراثية إلى أن الأمريكيين من أصل إفريقي لديهم حساسية أكثر للملح.

كما أن النظام الغذائي والوزن المفرض يمكنا أن يلعبا دوراً أيضًا.

الصوديوم وارتفاع ضغط الدم

يمكن للصوديوم، وهو مكون رئيسي للملح، أن يرفع ضغط الدم عن طريق التسبب في احتفاظ الجسم بالسوائل ، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة العبء على القلب.

توصي جمعية القلب الأمريكية بتناول كمية أقل من 1500 ملليغرام من الصوديوم يومياً.

كما أنك ستحتاج إلى التحقق من العلامات الغذائية وقوائم الطعام بعناية.

الأطعمة المصنعة تشكل غالبية استهلاكنا للصوديوم. بالإضافة إلى الشوربات المعلبة ولحوم الغداء.

ارتفاع ضغط الدم والضغط العصبي

يمكن للضغط العصبي أن يرفع من ضغط الدم، ولكن ليس هناك أي دليل على أنه يتسبب في الإصابة بارتفاع ضغط الدم كمرض دائم.

ومع ذلك، قد يُعد الضغط العصبي من عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب.

لذلك قد يكون له اتصال غير مباشر بارتفاع ضغط الدم .

فالضغط العصبي يمكن أن يدفعك لعادات غير صحية مثل سوء التغذية أو تعاطي الكحول أو التدخين، والتي من شأنها أن تسهم في ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

ارتفاع ضغط الدم ووزن الجسم

تؤدي زيادة الوزن ضغطًا على القلب وتزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم .

هذا هو السبب في أن الوجبات الغذائية التي تخفض من ضغط الدم غالبًا ما تكون مُعَدة أيضًا للتحكم في السعرات الحرارية.

وعادة ما تدعو إلى التخلص من الأطعمة الدهنية والسكريات المضافة، مع زيادة الفواكه والخضروات والبروتين (بدون الدهن)، والألياف.

ارتفاع ضغط الدم وشرب الكحول

شرب الكثير من الكحول يمكن أن يزيد من ضغط الدم .

تنص إرشادات جمعية القلب الأمريكية على أنه إذا كنت تشرب الكحول، يجب عليك الحد من كمية الكحول المتناول إلى ما لا يزيد عن مشروبين يوميًا للرجال، و مشروب واحد في اليوم للنساء.

وحددت المشروب بمقدار 12 أونصة (355 مليلتر) من البيرة، أو أربعة أونصة (114 مليلتر) من النبيذ.

ارتفاع ضغط الدم والكافيين

إذا كان الكافيين يمكن أن يجعلك عصبياً، فهل يمكنه أيضاً أن يرفع ضغط الدم ؟

نعم، يمكن أن يكون له تأثيرا مؤقتاً.

ولكن الدراسات لم تظهر أي صلة بين الكافيين والإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم .

وفقًا لما أوردته جمعية القلب الأمريكية، يمكنك أن تشرب بأمان من كوب إلى اثنين يوميًا.

ارتفاع ضغط الدم والحمل

ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل هو نوع من ارتفاع ضغط الدم الذي يحدث في النصف الثاني من الحمل لدى النساء اللاتي لم تشهدن ارتفاع ضغط الدم من قبل.

وإذا لم يتم علاجه، قد يؤدي إلى حالة خطيرة تسمى تسمم الحمل (preeclampsia) التي تعرض الأم والطفل للخطر على حدٍ سواء.

يمكن لهذه الحالة أن تحد من تدفق الدم والأكسجين للطفل، كما يمكن أن تؤثر على الكلى والدماغ لدى الأم بعد الولادة، عادةً ما يعود ضغط الدم الأم إلى المستوى الطبيعي.

ارتفاع ضغط الدم والأدوية

تحتوي أدوية البرد والانفلونزا على مضادات الإحتقان وهي واحدة من عدة فئات من الأدوية التي يمكنها التسبب في ارتفاع ضغط الدم .

وتشمل أيضًا مسكنات الآلام من نوع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAID), والستيرويدات، أدوية الحمية، حبوب منع الحمل وبعض مضادات الاكتئاب.

إذا كنت مريضًا بضغط الدم المرتفع، تحدث مع طبيبك عن كل الأدوية والمكملات التى تتناولها ويمكن أن تؤثر على ضغط الدم.

ضغط الدم المرتفع فقط في عيادة الطبيب

يُسجل لدى بعض الأشخاص قراءة عالية لضغط الدم فقط في عيادة الطبيب، ربما لأنهم عصبيون.

والبعض الآخر لديه قراءات مرتفعة لضغط الدم بشكل متقطع.

وقد أظهرت دراسة حديثة أن هؤلاء الناس قد يكون لديهم فرصة أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم .

للحصول على قراءة أكثر دقة، يمكن أخذ قراءة ضغط الدم في المنزل، وتسجيل تلك القراءات، ومشاركتها مع طبيبك فيما بعد.

ارتفاع ضغط الدم والأطفال

في حين أن ارتفاع ضغط الدم هو في العادة مشكلة لكبار السن، لكن يمكن أن يصاب الأطفال بارتفاع ضغط الدم .

يختلف ضغط الدم (الطبيعي) بحسب عمر الطفل، طوله وجنسه.

لذا سيخبرك طبيبك إذا ما كان هناك قلق بهذا الشان.

يصبح الأطفال أكثرعرضة للخطر إذا كانوا يعانون من زيادة الوزن، أو لديهم تاريخ عائلي (وراثي) للمرض، وإذا كانوا من أصل أفريقي.

طرق العلاج:

العلاج بـ (DASH Diet)

يمكن أن يكون لديك القدرة على خفض ضغط الدم عن طريق الالتزام بنظام غذائي جيد.

تعتمد حمية (داش- DASH Diet) وهي اختصار لمصطلح ( الطرق الغذائية للحد من ارتفاع ضغط الدم ) على الإكثار من تناول الفواكة والخضروات والحبوب الكاملة، منتجات الألبان قليلة الدسم، الأسماك، الدواجن والمكسرات.

كما يجب الإقلال من تناول اللحوم الحمراء، الدهون المشبعة، الحلويات وكذلك الحد من كمية الصوديوم في النظام الغذائي.

العلاج بالتمارين الرياضية

تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في خفض ضغط الدم .

فيجب على البالغين الحصول على حوالي 150 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة كل أسبوع.

يمكن أن تشمل البستنة، المشي بشكل سريع، ركوب الدراجات أو التمارين الرياضية الأخرى خارج المنزل.

كما يوصى بممارسة تمارين تقوية العضلات مرتين أسبوعيًا على الأقل.

العلاج بمدرات البول

غالبًا ما تُعَد مدرات البول الخيار الأول إذا كانت الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية غير كافية، وتسمى أيضًا بـ(حبوب الماء)، حيث أنها تساعد الجسم على التخلص من الصوديوم الزائد والماء لخفض ضغط الدم .

وهذا يعني أنك ستتبول كثيرًا.

بعض مدرات البول قد تستنزف البوتاسيوم في الجسم، مما تسبب في ضعف العضلات، تشنجات الساق والاحساس بالتعب.

يمكن لبعض مدرات البول أن ترفع مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري.

ويعتبر ضعف الانتصاب تأثيرًا جانبيًا أقل شيوعًا.

العلاج بحاصرات مستقبلات بيتا (Beta-Blockers)

تعمل حاصرات بيتا عن طريق إبطاء معدل ضربات القلب، وهو ما يعني أن القلب يعمل بجهد أقل.

كما أنها تستخدم لعلاج أمراض القلب الأخرى، مثل معدل ضربات القلب غير الطبيعي والذى يدعى (عدم انتظام ضربات القلب -arrhythmia).

كما يمكن وصفها مع أدوية أخرى.

يمكن أن تشمل الآثار الجانبية كلًا من: الأرق، الدوخة، التعب، برودة الأطراف، وعدم القدرة على الانتصاب.

العلاج بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)

تقلل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين من إمدادات الجسم من مادة أنجيوتنسين النوع الثاني- وهي مادة تجعل الأوعية الدموية تنقبض وتضيق- ونتيجة لاستخدام هذه المثبّط تصبح الشرايين أكثر استرخاء، وتؤدي لفتح وتوسعة الشرايين، وكذلك انخفاض ضغط الدم وتقليل الجهد الذى يبذله القلب.

يمكن أن تشمل الآثار الجانبية كلاً من:السعال الجاف، الطفح الجلدي، الدوخة، وارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم.

لا ينبغي للمرأة الحامل تناول مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.

العلاج بمضادات مستقبلات أنجيوتنسين (II (ARBs

عوضًا عن الحد من إمدادات الجسم من مادة أنجيوتنسين II، تمنع هذه الأدوية مستقبلات الأنجيوتنسين – كما لو أنها وضعت حاجزًا على القفل الصحيح.

يمنع هذا العلاج من ظهور الآثار الكيميائية لتضيّق الشرايين، وبالتالي يقلل من ضغط الدم .

يمكن أن تستغرق تلك الأدوية عدة أسابيع لتصبح فعالة تمامًا.

وتشمل الآثار الجانبية الدوخة، تشنجات العضلات، الأرق، وارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم.

كما لا ينبغي للمرأة الحامل تناول تلك الأدوية.

العلاج بمُحصِرات قنوات الكالسيوم (Calcium channel blockers)

تُبطِىء هذه الأدوية حركة دخول الكالسيوم إلى خلايا القلب والأوعية الدموية.

وبما أن الكالسيوم يتسبب في انقباضات قوية لعضلة القلب، فهذه الأدوية تخفف من انقباض القلب وتعمل على استرخاء الأوعية الدموية.

يمكن أن تتسبب هذه الأدوية في بعض التأثيرات الجانبية مثل الدوخة، خفقان القلب، تورم الكاحلين والإمساك.

ينبغي أن تتناول هذه الأدوية مع الطعام أو الحليب وتجنب تناول عصير الكريب فروت والكحول بسبب التفاعلات الجانبية.

العلاج بالأدوية الأخرى

من الأدوية الأخرى التى تخفف انقباض الأوعية الدموية: موسعات الأوعية، حاصرات مستقبلات ألفا والمنبهات المركزية.

ويمكن أن تتسبب في تأثيرات جانبية مثل: الدوخة، سرعة ضربات القلب، خفقان القلب، الصداع و الإسهال.

قد يقترح طبيبك هذه الأدوية إذا كانت أدوية ضغط الدم الأخرى لا تعمل بشكل كاف أو إذا كان لديك أمراض أخرى.

العلاجات التكميلية

ممارسة (التأمل) يمكن أن توفر للجسم حالة من الراحة العميقة، وكذلك خفض ضغط الدم .

بعض الأساليب العلاجية البديلة يمكن أن تفيد مثل اليوغا وفن (التاي تشي -tai chi) والتنفس بعمق.

وينبغي الجمع بين هذه التقنيات وتغيير أنماط الحياة الأخرى، مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية.

كن حذرًا من العلاجات العشبية فقد تتعارض مع الأدوية الأخرى.

وللعلم، توجد بعض الأعشاب ترفع من ضغط الدم.

لذا عليك إبلاغ طبيبك بما إذا كنت تتناول الأعشاب أو غيرها من المكملات الغذائية.

التعايش مع ضغط الدم المرتفع

يعتبر ارتفاع ضغط الدم في كثير من الأحيان مرضًا مزمنًا.

لذا من المهم تناول الأدوية الخاصة بك والاستمرار في ملاحظة ضغط الدم .

فإذا أبقيته تحت سيطرتك، يمكنك حينها تقليل خطر السكتة الدماغية، وأمراض القلب، والفشل الكلوي.


ترجمة: علي أبوالروس
تدقيق: أسمى شعبان
تحرير: يمام اليوسف

المصدر