قبل سنواتٍ عديدة، كان على الطلابِ الذين يسعون وراء مهنة الهندسة المعماريّة والتصميم قضاء ساعاتٍ طوال لبناء نموذجٍ ثلاثي الأبعاد أو إنجاز رسوماتٍ مُفصّلةٍ للغاية لإيضاحِ فكرة المبنى أو التصميم الداخلي.

تغيّرت الأحوال منذ ذلك الحين، وبدأ الطلاب والأساتذة على حدٍ سواء باختبار فوائد التقدّم التكنولوجي من خلال برامج التصميم الحاسوبية.

ومع وجودِ الأداءات ثلاثيّة الأبعاد الرقميّة المُفصّلة للغاية أزالت التعب الناتج من انشاء النماذج الملموسة، وسرَّعت من عملية إنجاز أي مشروع إبداعي.

ولا تقف فوائد برامج التصميم المعماري عند هذا الحد ،فلها أيضًا فوائدٌ من حيث اكتشاف الأخطاء قبل حدوثها على أرض الواقع عند تنفيذ المشروعات، ممّا قد يوفّر الآلاف بل مئات الآلاف من الدولارات من المواد والجهد المبذول والوقت.

تطوّر التصميم المعماري:

في المراحل الأولى من التصميم المعماري، تم إنشاء المفاهيم الأساسيّة باستخدام الشكل ثنائي الأبعاد.

وكان على المصممين رسمُ صورةٍ ماديّة لتصوُّرهم بهدف إيصالِ فكرتهم بشكل واضح للمهتمّين.

وكان المصممون سابقًا يقضون الكثير من الوقت في مَحو وتعديل وتنقيّة لوحاتهم ومخطّطاتهم، بينما الآن وبعد هذا التقدّم التكنولوجي وانتشار برامج التصميم، أصبح بإمكانهم إنجاز ما هو أكثر من ذلك بكثير مقارنةً بالماضي.

نَمذجة معلومات البناء (Building Information Modeling) :

لم تعُد الصورُ الرقميّة هي الشيء الوحيد الذي ساهم في عمليّة التصميم في العالم المِعماريّ.

فقد انتشرت تقنية النمذجة والتي يُطلق عليها اختصار ( BIM ) مثل النارِ في الهشيم في مجال التصميم المعماري المعاصر، ومن المتوقّع أن تستمرّ لسنواتٍ عديدة قادمة.

سواء كنت تستخدم تقنيّة( BIM ) في تصميمِ واجهات المباني أو في تطوير الصناعة التحويّليّة، فهذه التقنيّة هي الحل.

وبالطبع، من دون أجهزة الكومبيوتر لن يكون أيٌّ من الطلاب أو الأساتذة قادرين على الإستفادةِ من بيئة العمل المُذهلة والتي تشملُ حياة المُنشأ الذي يجري التخطيط لبناءه.

تحسين عملية التواصل:

تُساعد برامج التصميم في تحسين عملية التواصل بين جميع الأطراف المعنيِين بالمشروع؛ سواء بين فريق التصميم بأكمله، أو بين أصحاب الأعمال التجاريّة أو أيِّ طرفٍ آخر مُهتم، فإذا كُنت على وشك الوقوع بخطأٍ ما في عمليّة التصميم، ستُسهِلُ أجهزة الكومبيوتر من عمليّة إصلاح الخطأ أو حتّى البدء من جديدٍ تمامًا، دون حدوث أي فوضى كما هو الحال في الأساليب التقليديّة للتصميم.

وفي حينِ أنّ النماذج ثنائيّةُ الأبعاد تكونُ مُفضّلةً بالفعِل أكثر من النماذج ثلاثيّة الأبعاد، إلّا أنك تستطيع الإنتقال بسرعة وسهولة بين أي نموذجٍ على شاشة الكومبيوتر.

على سبيل المثال، ترفضُ بعضُ الحكومات قبول النماذج ثلاثيّة الأبعاد لإعطاء تصاريح البناء. وقد يُفضّلُ أصحاب المصالِح النماذج ثنائيّة الأبعاد أيضًا.

ومع هذا الكّم الكبير من برامج التصميم المختلفة، يمكنك بسهولة اختيار الأفضل بينهم والمناسب لك لتعرض رؤيتك للتصميم في الاجتماعات.

تأثير برامج التصميم على الهندسة المعماريّة والتصميم:

إنَّ هدف كلُّ من يُشارك في بناء مُنشأ جديدٍ مُرتقب هو توفير المال، والوقت، والقوى العاملة.

الآن ومع وجودِ الكومبيوترات فقد أزالت الكثير من الجُهد الناتج عن بناء نموذجٍ واقعيّ، بحيث أن الذين يسعون وراء مهنة الهندسة المعماريّة أصبحوا قادرين على بناء نماذجهم بسهولة.

وقد نهضَ المُجتمع حرفيًا إلى ما يُعرف بـ «برمجة العمارة» (عمليّة تعّريف حلٍ مُنظّم ليُلبّي جميع المتطلّبات التقنيّة والتشغيليّة) .

ويشمل هذا النهوضُ في برامج التصميم كلَّ شيْ بُنيَت عليه العمارة التقليديّة ولهذا السبب أصبح استخدام برامج التصميم جزءًا لا يتجزّأ من المجال المعماريّ.

وقد أحدثت برامج التصميم المعماري تغييرًا كبيرًا في هذه الصناعة مثبتةً أنها الأفضل والأكثر فائدةً مقارنةً بما قد تقدمه أي طرق تقليدية أخرى.


  • ترجمة: رامي الحرك
  • تدقيق: وائل مكرم
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر