التنوع الغذائي، والذي يُعرَف بأنّه تشابه أقل بين الأطعمة التي يتناولها الناس، رُبَما يكون مُرتبطًا بطعام أقل جودة وبسوء الصحة الأيضية.

طبقًا للباحثين في جامعة تكساس، قِسم العلوم الصحية في هوستون، وكلية فريدمان لعلوم وطُرق التغذية بجامعة تفتس، نُشرَت هذه الدراسة في مجلة بلس ون(Plos One).

تقول مارسيا أوتو الأستاذ الدكتور والأستاذ المُساعد في قِسم عِلم الأوبئة والجينات البشرية وعلوم البيئة بكُلّية الصحة العامة « (كل ما تريد ولكن باعتدال)، هي توصية غذائية مُنذ فترة طويلة، ولكن بدون دليل تجريبي مُدعم لها بين الناس.

نريد تحديد معايير جديدة للتنوع الغذائي وتقييم علاقتها بالصحة الأيضية.»

باستخدام بيانات مِن 6814 مُشارِك في دراسة مُتعددة الأعراق عن تصلُّب الشرايين، فقد شملت الدراسة الأمريكيين البِيض والسُود وذوِي الأصل الإسباني وذوِي الأصل الصيني في الولايات المتحدة، قاس فيها المؤلِفون التنوع الغذائي مِن خلال عِدّة معايير مختلفة.

شملت هذه المعايير: التعداد الكلي ( العدد الكلي للأطعمة المختلفة التي يأكلها الفرد في أسبوع)، والتكافؤ ( توزيع السعرات الحرارية بين مُختلف الأطعمة المتناولة)، والتباين ( الاختلاف في سِمات الطعام المُتعلقة بالصحة الأيضية مثل الألياف والصوديوم ومقدار الدهون غير المُشبعة).

قيّم الباحثون كيف أنّ التنوع الغذائي مُرتبِط بتغيير مُحيط الخَصر بعد خمس سنوات مِن بداية الدراسة، وببداية النوع الثاني مِن مرض السكري بعد عشر سنوات أُخرى.

مُحيط الخَصر هو مؤشِر هام للدهون المركزية وللصحة الأيضية.

عند قياس التعداد الكلي للطعام والتكافؤ لم يُلاحَظ أي ارتباط بينهم وبين الزيادة في محيط الخَصر أو زيادة نسبة الإصابة بمرض السكري.

بعبارة أُخرى، فإنّ زيادة التنوع في الوجبات ليس مُرتبطًا بنتائج أفضل.

في الواقع، واجه المشاركون، الذين امتلكوا اختلافًا أكبر في الطعام، المزيد مِن اكتساب الدهون المركزية مع زيادة 120% في مُحيط الخَصر مقارنةً بالمشاركين الذين امتلكوا اختلافًا أقل في الطعام.

مِن أجل المقارنة مع نتائج التنوع الغذائي فقد اختبر الباحثون أيضًا علاقة جودة الغذاء بالصحة الأيضية.

تم قياس جودة الغذاء بواسطة معايير ثابتة مثل مقياس الطُرق الغذائية لإيقاف ارتفاع الضغط((DASH ومعيار الأكل الصحي البديل(AHEI).

خلال خمس سنوات لم تكن هناك علاقة بين جودة الغذاء والتغير في محيط الخَصر. خلال عشر سنوات ارتبطت جودة الغذاء العالية بانخفاض خطر الإصابة بالنوع الثاني مِن مرض السكري بنسبة 25% .

«ظهرت نتيجة غير متوقعة وهي أنّ المُشاركين الذين تمتعوا بتنوع غذائي أكبر، كما تم القياس بواسطة التباين، كانت أطعمتهم ذات جودة غذائية قليلة.

فقد كانوا يأكلون طعامًا أقل صحيةً مثل الفواكه والخضراوات وطعامًا غير صحي مثل اللحوم المُعالَجة والحلوى والمياه الغازية. وهذا قد يفسر العلاقة بين زيادة التنوع الغذائي وزيادة مُحيط الخَصر» قالت أوتو.

أيضًا ارتبط التنوع الغذائي، الذي يقاس بعدد الأغذية و التكافؤ، بزيادة تناول الأطعمة الصحية وغير الصحية.

يقول داريوش موزافاريان الطبيب والأستاذ الدكتور وعميد كلية فريدمان لعلوم وطرق التغذية في جامعة تافتس في بوستون «الأمريكيون الذين يتبعون أكثر النُظم الغذائية صحةً هم في الواقع يتناولون مجموعة صغيرة نسبيًا مِن الأطعمة الصحية.

هذه النتائج توضح أنّه في التغذية الحديثة، أكل كل شيء ولكن باعتدال هو في الواقع أسوأ مِن أكل كميات صغيرة من الطعام الصحي.»


  • ترجمة: عبد الله عرفة
  • تدقيق: مينا أبانوب
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر