الشقيقة ليست مثل صداعك المعتاد، فهي نوع من الصداع المسبب للوهن، الذي يأتي بشكل غير متوقع، ويكون مصحوبًا بمجموعة متنوعة من الآثار المزعجة، مثل الغثيان الشديد، وضعف الإدراك، واضطرابات البصر، ووفقًا لتقاريرَ حديثة؛ الشقيقة هي سابع سبب رئيسي يعيق الإنسان عن أداء حياته اليومية.

الشقيقة هي نوبات من الصداع الشديد التي يمكن أن تستمر لمدة تتراوح بين ( 4- 72 ) ساعة، وغالبًا ما تكون مصحوبة بالغثيان الشديد والقيء، والحساسية الحادة للضوء والأصوات، وفي بعض الحالات، الضعف الإدراكي المؤقت والآلام الوهمية (عندما يشعر الإنسان، مثلًا، بأن اللمس العادي مؤلم).

يمكن أن يبدأ الأفراد في اختبار حالات الشقيقة عند مرحلة الطفولة، و تتفشى هذه الحالات في مرحلة بلوغهم حتى سن (35 – 39) عامًا.

 

والشقيقة أكثر شيوعًا عند النساء بحوالي ثلاث مرات مما هي عليه عند الرجال، وتستمر النوبات أيضًا لفترة أطول لدى النساء.

تربط العديد من الدراسات الشقيقة المزمنة بجودة الحياة ومستويات النشاط المنخفضين.

إذن، ما هي خيارات الوقاية والعلاج المتاحة للأشخاص الذين يعانون منها؟ لدينا هنا لائحة من خمسة أساليب هيَ الأكثر ذكرًا:

أدوية الوصفات وأدوية الطاولة (التي لا تحتاج إلى وصفة طبية):

يتم استخدام مجموعة من الأدوية الموصوفة وأدوية الطاولة للسيطرة على الشقيقة، وتشمل:

العقاقير غير الستيروئيدية المضادة للالتهابات (المسكنات)، وهي أدوية الطاولة الشائعة وتشمل الأسبرين، إيبوبروفين، ديكلوفيناك، ونابروكسين، وهي النوع الأكثر استخدامًا من الأدوية في حالة الشقيقة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها متاحة بسهولة وغير مكلفة، ولكن أيضًا لأنها فعالة في كل من النوبات الخفيفة والمتوسطة.

أدوية التريبتان، وهي منبهات مستقبلات السيروتونين، والتي (كما يوحي اسمها) تنشط انتقائيًا مستقبلات السيروتونين.

ويُعتقد أن مستويات السيروتونين المنخفضة في بعض الأحيان هي واحدة من الأسباب وراء نوبات الشقيقة.

وعادة ما توصف عقاقير التريبتان لتنظيم هذا الخلل، ولكنها ليست فعالة في جميع الحالات.

الإرغوتامين، مادة كيميائية يمكن أن تخفف الألم فورًا.

وعادة ما يوصف هذا الدواء للأشخاص الذين نادرًا ما يعانون من الشقيقة، أو الذين تستمر نوباتهم لفترة طويلة فقط، الإرغوتامين هو مُضَيق للأوعية، ويمكن أن يكون له آثار جانبية غير سارة على القلب والأوعية الدموية على هذا النحو، لذلك لا ينصح به للأشخاص الذين يعانون من الشقيقة بكثرة.

 

مضادات القيء (أو الأدوية التي تعارض الإحساس بالغثيان)، غالبًا ما توصف على أساس أن الغثيان الشديد والقيء يصيبان معظم الناس الذين يعانون من الشقيقة.

يقول المختصون أنَّ الأدوية التي تؤخذ لتخفيف الشقيقة يجب أن تؤخذ في أقرب وقت ممكن بعد بداية الهجمة لتحقيق أقصى قدر من الفعالية.

بالرغم من أن الأدوية الوقائية تستهدف الأعراض العامة و تعالج الأعراض المنفصلة بدلًا من علاج الشقيقة نفسها، فإنها توصف أحيانًا للأشخاص الذين يعانون الشقيقة، وقد تشمل تلك الأدوية خافضات ضغط الدم (الأدوية التي تستهدف ارتفاع ضغط الدم)، مضادات الاختلاج (الأدوية المستخدمة عادة في علاج الصرع)، ومضادات الاكتئاب ومع ذلك، فإن معظم هذه العلاجات يمكن أن تسبب أيضًا آثار سلبية، لذلك تميل إلى ضعف معدل التزام المريض بأخذها.

المكملات الغذائية:

غالبًا ما تستخدم المكملات الغذائية للوقاية من الشقيقة، وخصوصًا لأنها متاحة بصورة أوفر وليس لها العديد من الآثار الجانبية مثل الأدوية التقليدية.

وبعض المكملات التي تم إثبات أنها تساعد في التغلب على الشقيقة مثل:

أنزيم (Q10)، عندما يؤخذ جنبًا إلى جنب مع الأدوية الوقائية الأخرى، يكون فعالًا في الحد من شدة وتكرار هجمات الشقيقة.

الريبوفلافين، أو فيتامين (B2)، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هذا المكمل الغذائي يمكن أن يعمل كعامل حماية عصبي، يحمي وظائف الدماغ وهيكله، وأنه يمكن أن يكون فعالًا في الحد من آلام الشقيقة.

المغنيسيوم، معدن يلعب دورًا رئيسيًا في العديد من العمليات التي تجري في الجسم، بما في ذلك عملية التمثيل الغذائي وتنظيم ضغط الدم. بعض الدراسات تشير إلى أن هناك أنواعًا مختلفة من مكملات المغنيسيوم مفيدة في الحد من شدة الشقيقة وتكرارها.

الميلاتونين، هرمون ينظم حالات النوم واليقظة في الحيوانات، ويواجه (الإجهاد التأكسدي) وهي عملية يمكن أن تؤدي إلى تلف الخلايا والموت في النباتات، وتشير بعض الأبحاث إلى أنه يمكن أن يكون فعالًا في الوقاية من الشقيقة وأكثر فائدة من العقاقير الوقائية الأخرى، كما أن له آثارًا جانبية أقل.

جذر نبات (البيتاسايتس – Petasites hybridus)، منتشر في أوروبا وبعض أجزاء من أمريكا الشمالية وآسيا. وهناك عدد من الدراسات تشير إلى أنه فعال في الوقاية من الشقيقة، ولكن بعض المتخصصين يحثون على أن يتم التعامل مع هذا المكمل الغذائي بحذر.

علاجات (التعديل العصبي):

يعمل التعديل العصبي عن طريق تحفيز الدماغ أو النخاع الشوكي لتعزيز أو إحباط وظائف مختلفة للجهاز العصبي المركزي في بعض الأحيان، يُحفَز الجهاز العصبي باستخدام أجهزة مزروعة. وهذا النوع من العلاج يستخدم في كثير من الأحيان لعلاج الأمراض المزمنة التي تسبب ألمًا أو نوبات شديدة.

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على نوعين من علاجات التعديل العصبي لعلاج الشقيقة:

(التحفيز المغناطيسي أحادي النبض عبر الجمجمة – sTMS)، وهو عملية تحفيز الدماغ من خلال نبضات مغناطيسية يتم إنشاؤها بواسطة جهاز يوضع على رأس الشخص.

والثاني هو (تحفيز عصب فوق الحجاج عن طريق الجلد – t-SNS) بطريقة مماثلة، يوضع جهاز على الجبين ويولد نبضات مغناطيسية تحفز عصب فوق الحجاج، والذي يسمح للنبضات بالانتقال عبر الجبين إلى فروة الرأس والعينين والجيوب الأنفية.

 

التأمل:

يتم استكشاف التأمل على نحو متزايد كوسيلة للتخفيف من التوتر والألم، كما ذكرت صحيفة (أخبار الطب اليوم – Medical news today).

وتشير الأبحاث إلى أن التأمل -التأمل الروحي على وجه الخصوص- يمكن أن يحسن التسامح مع الألم في حالة الشقيقة.

عملت الدراسة على المشاركين الذين كانوا يتعاملون مع الشقيقة في حياتهم اليومية. تم تعيينهم عشوائيًا لممارسة واحدة من أربعة أنواع من التأمل (أو تقنيات الاسترخاء): التأمل الروحي، التأمل العلماني المُركز داخليًا، التأمل العلماني المُركز خارجيًا، واسترخاء العضلات التدريجي.

وقد تبين أن الأشخاص الذين شاركوا في التأمل الروحي شهدوا نوبات شقيقة أقل تكرارًا، وكانت لديهم عتبة التسامح المعززة للألم.

العلاج بالإبر:

وأعلنت (أخبار الطب اليوم) أيضًا في وقت سابق عن الدراسات التي تشير إلى أن الوخز بالإبر يمكن أن يكون علاجًا بديلًا فعالًا للألم المزمن، ووُجدَت مقالة نُشرت مؤخرًا في (مجلة الجمعية الطبية الأمريكية – JAMA) أن الوخز بالإبر يمكن أن يقلل من وتيرة وشدة (الشقيقة عديمة الهالة) وهي الشقيقة التي لا يرافقها اضطرابات بصرية أو ضعف الإدراك المؤقت.

ويبدو أن هذا يدعم الأبحاث السابقة ذات النتائج المماثلة، التي أوصت بالوخز بالإبر كمنفذ أول للأشخاص الذين يعانون الشقيقة ويرغبون في استكشاف الطرُق غير الدوائية لعلاجها.

 


  • ترجمة: كيرلس يوسف نجاح
  • تدقيق: هبة أبو ندى
  • تحرير: ياسمين عمر
  • المصدر