238

كشف العلماء عن كمية كبيرة نسبياً من غبار المذنبات محفوظة في القارة القطبية الجنوبية. يمثل غبار المذنبات أقدم الأجسام الفضائية التي توصلنا اليها. حتى الأن كان يعتقد بأن هذه المواد لا يمكن أن تنجو و تبقى على سطح الأرض.
إنه أمر مهم للغاية لأولئك الذين يدرسون هذه الأنواع من المواد الفضائية لأنّ هذا الاكتشاف يسهّل لهم كثيراً الوصول إلى هذه المواد”.

Larry Nittler عالم الكواكب في معهد Carnegie Institution for Science في واشنطن و الذي لم يشارك في البحث قال “لقد وجدوا مصدراً جديداً لشيء مثير للأهتمام جداً ونادر جداً”

غبار المذنبات غير عادي لأنه يمكن أن يقدم لنا أدلّة حول المواد التي ساهمت في تكوين النظام الشمسي ، ولكن حتى الأن كان من الصعب الوصول إلى هذه المواد ، حيث يحتاج العلماء إلى الطيران الى علو يصل الى الـستراتوسفير stratosphere من أجل جمع كميات ضئيلة من هذا الغبار – عادة عدة ساعات من الطيران لا يتم جمع بها إلّا جسيم واحد من الغبار.

صغر حجم العينات يعني بأنّ العلماء لم يكونوا قادرين على القيام بالكثير من البحث على الغبار كما يريدون. ولكن الأن كمية كبيرة نسبياً – أكثر من 40 جسيمات من غبار المذنبات تم العثور عليها هنا على سطح الأرض.

غبار المذنبات المعروف أيضاً باسم ““chondritic porous interplanetary dust particles”” هو ذو مسامية عالية وهش  للغاية ،و قبل هذا الاكتشاف يعتقد العلماء أن الجزيئات هذه لا يمكن أن تبقى على الأرض. في عام 2010 أعلن علماء فرنسيون أنّهم وجدوا أدلة غير اعتيادية على وجود جزيئات غنية بالكربون من عبار المذنبات في الثلج في القطب الجنوبي ، لكن الأن فقط أمكن للعلماء أن يؤكدوا هذا الاكتشاف.

وجد الباحثون الغبار في الثلج والجليد التي جمعت من موقعين مختلفين في القطب الجنوبي. بعد ذوبان الجليد, تم استخراج اكثر من 3,000 micormeteorites – جسيمات فضائية صغيرة قد يكون قطرها 10 ميكرون أو أكبر قليلاً. على مدى خمس سنوات قاموا بتحليل هذه الجزيئات النيزيكية الدقيقة بشكل فردي تحت المجهر لرؤية أيٍّ منها يُمكن أن يُصنف كغبار مذنبات.

في النهاية وجدوا أكثر من 40 جسيم مع خصائص غبار المذنبات – وهذه الجزيئات لا يمكن تمييزها من الجسيمات التي تم جمعها في طبقة الستراتوسفير ، وايضاً تطابقت مع العينات التي تم جمعها من سحابة المذنب في مهمة ناسا NASA’s Stardust في عام 2006
بنشر اكتشافهم في الورقة البحثية Earth and Planetary Science Letters ذكر الباحثون أنّ الغبار المكتشف في القارة القطبية أنقى من التي جمعت من الستراتوسفير. وذلك لأن الغبار كان يجُمع بواسطة لوحات مطلية بزيت السيلكون – نفس الطريقة التي تعمل بها صائدة الذباب. وهي ليست بالفعالية المطلوبة, هذا يعني أن العدد القليل الذي جمعه من جسيمات الغبار تكون ملوثة بزيت السيلكون والمواد المركبات العضوية التي تستخدم لتنظيفها لاحقاً. فمن الصعب على العلماء معرفة ما هي المواد العضوية التي يحتويها الغبار فعلاً.
الأن العلماء سوف يقومون بمقارنة الجسيمات التي تمّ اكتشافها في القارة القطبية مع الجزيئات التي جمعت من الستراتوسفير وسوف يعملون على معرفة أيّ منها ملوثة بمواد عضوية وأيّ منها طبيعية ، هذا سوف يعطينا نظرة إلى المواد التي أدت الى تكوّن نظامنا الشمسي.
“دراسة جزيئات المذنبات تساعد تساعد على تسليط الضوء على المواد التي ساعدت على تشكيل الكواكب” عالم النيازك Cécile Engrand في Paris-Sud University in Orsay المؤلف المشارك في الدراسة الفرنسية في 2010 ذكر ايضاً أنّ جسيمات الغبار أفضل شهود عيان لدينا على تلك الفترة من الزمن”.

لكن الأهم من ذلك هذا الأكتشاف يشير ايضاً إلى أنّه من الممكن أن يكون هناك مصدر لغبار المذنبات على الأرض و هذا ما كان مستحيلاً في السابق.

“لدينا نتائج تظهر أنه يمكن ان تُحفظ هذه الجزيئات الهشة ليس فقط في الثلج ، بالجليد اليضاً” قائد الدراسة Takaaki Noguchi و هو باحث في النيازك في جامعة Fukuoka في اليابان.

[divider]

[author ]ترجمة : حيدر محمود

مراجعة و تعديل : راوان خاشوق[/author]

[divider]

المصدر