ليس هذا عنوانًا خياليًا، بل هو ما حصل فِعلًا مع السيدة الأمريكية (ميشيل مايرز-Michelle Myers) منذ عامين، حيث استيقظت ولدهشتها وجدت نفسَها تتكلم بلكنةٍ بريطانيةٍ بدلًا مِن لكنتها الأمريكية، والمثير للدهشة بأنّها لم تزر لندن في حياتِها، وكل ما حصل معها هو أنّها ذهبت للنوم شاعِرةً بصُداعٍ، ثم استيقظت لتتكلّم الإنجليزية بلكنةٍ بريطانية.

وما مرّت به (مايرز)هو حالةٌ من مرضٍ نادرٍ يُسمّى (متلازمة اللكنة الأجنبية)، وليس الأمر بالاستحالة التي قد تظنونها، قرّاءنا الأعزاء؛ فهذا المرض يحصل نتيجةً لصدمةٍ عصبيةٍ، كإصابةٍ في الدماغ مثلًا.

ووفقًا لجامعة تيكساس فقد سُجّلت مئات الحالات من الإصابة بـ(متلازمة اللكنة الأجنبية) حول العالم، بما فيها: التحّول مِن اللهجة اليابانية للكورية، أو البريطانية للفرنسية، أو الأمريكية للبريطانية، أو الإسبانية للهنجارية.

السيدة النرويجية التي تكلّمت بلهجةٍ ألمانيةٍ في ذروة الحرب العالمية الثانية.

وفي يوم نحسٍ من العام 1941، وفي خضمّ معارك الحرب العالمية الثانية، اخترقت شظيةٌ دماغ سيدةٍ نرويجية اسمها (آستريد إل-Astrid L)، حدثت الواقعةُ خلال غارةٍ جوية ألمانية على النرويج المحتلة ألمانيًا.

وعندما استردّت وعيَها، كانت تتكلّم بلهجة الأعداء الألمان، وفي أوّل تقرير مفصّلٍ من نوعه لمتلازمة اللكنة الأجنبية، ذكر أخصائيّ الأعصاب الدكتور (يورج هيرمان مونراد كرون-Georg Herman Monrad-Krohn) : «بأنّ آستريد اشتكت مِن تعامل الناسِ معها على أنّها ألمانية، وخصوصًا في المحلات حيث رفض الباعةُ بيعها أي شيء».

ومنذ ذلك الحين نشر الباحثون أكثر مِن 100 دراسة لحالات الإصابة بهذا المرض، وعادةً ما يحصل هذا الاضطراب عندما تكون اللغة الأم للمصاب مشابهةً للهجة التي يتكلّم بها بعد الإصابة.

السيدة الأمريكية التي تتكلّم بلكنةٍ بريطانية.

بالعودة للسيدة مايرز، فمِن غير الواضح ما الذي سبّب الإصابة، أو فيما إذا كانت إصابتها أصلًا تندرجُ تحت (متلازمة اللكنة الأجنبية).

وعادةً ما تأتي هذه الإصابة بعد إصابةٍ في الدماغ، وفي معظم الحالات تتجلّى مقدّمات الإصابة بسكتة دماغية أو إصابة دماغية رضحيّة، تتأثر بسببها أجزاء الدماغ المرتبطة بالكلام.

وفي حالاتٍ أخرى، قد يتفاقم المرض بسبب اضطرابٍ نفسيّ كالانفصام مثلاً، ويبقى غير واضحًا للآن فيما إذا كان وجود الاضطراب النفسي وحده كافيًا لتحفيز متلازمة اللكنة الأجنبية.

وفي تقرير عن حالة مُصابة بعُمرِ 34 عام تبيّن لديها أعراض مرض اللكنة الأجنبية والانفصام، كتب الباحثون: «في حالات الذُهان، يستمرّ الكلام باللهجة الأجنبية طوال النوبة المَرَضيّة، وقد تزولُ مع زوالِ حالة الذُهان».

أمّا السيدة مايرز فقد صرّحت لشبكة KNXV بأنّ هاتِه لم تكُن المرة الأولى التي يحصل معها هكذا؛ إذ حصل وأنّها أُصيبت بنفس الحالة وتكلّمت بلكناتٍ أسترالية وأيرلندية لأسبوعين متواصلين.

أمّا النوبة الحالية باللكنة البريطانية فقد استمرّت معها لمدة عامين.


  • ترجمة: رامي أبو زرد
  • تدقيق: رَنْد عصام
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر