بسبب التوهج الشمسيّ طويلِ المدة الذي قذفته الشمسَ نحو الفضاء قبل حوالي أسبوع، تتوجه الأرض نحو التعرُّضِ لعاصفةٍ جيومغناطيسية تظهر بوضوح في المناطق البعيدة عن خط الاستواء.

في 12 فبراير، حدث توهجٌ شمسيّ متوسط القوة من التصنيف C، رافقه انبعاث كتليّإكليليّ (CME)، حيث ألقت الشمسَ ببلازما وإشعاعات كهرومغناطيسيَّة نحو الفضاء وبعضها توجه نحو الأرضِ مباشرةً.

قد يبدو الأمر مخيفًا قليلًا، لكنها ليست بالظاهرةِ غير العادية، هذه الانبعاثات الكتليّة الإكليليّة في الحقيقة، هي السبب في إحدى أجملِ الظواهر الطبيعية وهو عرض الأضواء الغريب الذي نسميه الشفق.

ويحدث ذلك عندما تصطدم الجسيمات المشحونة من الإنبعاث الكتليّ الإكليليّ مع الذرات والجزيئيات في الغلاف الجويّ، لتتسبب في إضاءة السماء.

كما بإمكان الرياح الشمسيَّة أن تتسبب في ظاهرة الشفق إذا ما كانت قويَّةً، لكن ظاهرة الشفق التي تحدث بسبب الإنبعاث الكتليّ الإكليليّ تبقى أكثر وضوحًا وجمالًا بشكلٍ خاص.

حسب تنبيه صادرٍ من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكيَّة، فإن المناطق التي تقع في الشمال مثل كندا وآلاسكا وسيبيريا والقارة القطبية الجنوبية في الجنوب، ستشهد عرضًا ضوئيًا رائعًا في الليالي القادمة.

هذا يعود إلى الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس المحبوسة في خطوط المجال المغناطيسي الأرضي، الذي يوجههم بدوره نحو القطبين.

رغم ذلك، ظاهرة الشفق القطبي ليست النتيجة الوحيدة التي تنتج عن العواصف الجيومغناطيسيَّة، فإشارات الإتصال عالية التردد التي ترتد من الغلاف الأيوني الأرضي قد تتأثر بذلك، وكذلك الأمر مع الإشارات الراديوية تحت 30 ميجاهرتز على مستوى كل خطوط العرض.

إشارات (نظام تحديد المواقع – GPS) قد تتأثر كذلك، لأن الغلاف الجوي المضطرب قد يشوّش على الإشارات المتبادلة بين أجهزة الإرسال الأرضيَّة والأقمار الصناعيَّة الموجودة في مدارٍ حول الأرض.

لحسن الحظ، تبقى هذه العاصفة معتدلةً، لذلك تتوقع (الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي – NOAA) حدوث تقلبات طفيفة في الشبكة الكهربائيَّة، وذلك بسبب التدفقات الصغيرة للتيار الناجم عن أسبابٍ جيومغناطيسيَّة ــ والتي لن تكون كافية لتدمير الشبكة الكهربائيَّة بشكلٍ كاملٍ دون شك.

لذلك، إذا كنت تعيش في مكان يقع شمالًا من الـ65 درجة إطمئن، إذهب لإحضار كرسي، واستعد لمشاهدة ظاهرةٍ تذهبِ الأنفاس حقًا.


  • ترجمة: وليد سايس.
  • تدقيق: رَنْد عصام.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر