إيران تتهم إسرائيل باستخدام السحالي للتجسس عليها والعلم يجيب


 زَعَمَ مسؤولٌ رفيعٌ سابقٌ في الجيش الإيراني مؤخرًا أن إسرائيل قد استخدمت جواسيسًا من السحالي من أجل (التقاط موجاتٍ ذريَّة) وذلك لتحديد أماكن مناجم إيران لليورانيوم.

الملاحظات التي أدلى بها حسن فيروز آبادي، المستشار العسكري للقائد الأعلى لآية الله علي خامنئي، كانت كرد للاعتقالات التي حدثت مؤخرًا ضد مناصرين محليين لحماية البيئة، كما ذكرت صحيفة The Times of Israel. رغم ذلك لم يناقش المسؤول تلك القضية، بل ذكر حادثةً سابقةً حين تم توقيف أشخاصٍ مشبوهين يحاولون دخول البلاد ومعهم سحالي مثل الحرباء.

حيث يقول فيروز آبادي لوكالة أنباء العمال الإيرانية: >>وجدنا أن جلدها ــ يقصد السحالي ــ يجذب الموجات الذرية وقد كانت جواسيسٌ نووية لمعرفة أماكن مناجم اليورانيوم وأين نملك نشاطاتٍ ذريَّةٍ في جمهورية إيران الإسلامية.”

عمومًا، (الموجات الذرية) التي تحدث عنها فيروز آبادي لا وجود لها، ولعله كان يقصد إشعاعات جاما ــ الموجات ذات أقصر طول موجي في الطيف الكهرومغناطيسي ــ وقد تصدر من النظائر المشعة خلال تعدين اليورانيوم.

رغم ذلك، يبدو أن تلك الادعاءات الغريبة سخيفة تمامًا، حسب رأيٍ أبداه خبيران في الزواحف لموقع Live Science.

حيث يقول إيريك بيانكا (Eric Pianka) بروفيسور في علم الحيوان بجامعة تكساس: >>هذا كلام فارغ تمامًا فكرة أن السحالي قد تجذب (الموجات الذرية) بطريقةٍ ما غير منطقية، لأن جلد السحالي مكونٌ من نفس البروتينات التي نجدها في جلد الإنسان تمامًا وهو الكيراتين.<<

الحراشف أو الدرع الذي يغطي السحلية مكونٌ من نوعين من بروتينات الكيراتين: كيراتين-أ وكيراتين-ب. ولا يملك أيٌ منهما القدرة على كشف اليورانيوم أو أية موادٍ مشعةٍ أخرى.

لكن ماذا عن تقنيات التجسس الأخرى؟ ربما تشعر تلك السحالي بطريقةٍ ما بالنشاط الإشعاعي في مناجم اليورانيوم فتنجذب إليها؟

مجددًا، الجواب هو لا >>فكرة انجذاب السحالي إلى مناجم اليورانيوم تتعارض مع كل البيانات المنطقية<<، يقول باري سينيرفو (Barry Sinervo) عالم الأحياء التطوري بجامعة كاليفورنيا.

>>نعلم أن السحالي تعتبر من الحيوانات ذات الدم البارد، فهي تبحث عن مناطق دافئة للتسكع، ولن يكون لها أية نوايا للدخول إلى مناجم اليورانيوم الباردة<<، يقول سينيرفو. وقد كان نفس الباحث قد أظهر في بحثٍ سابق له أن السحالي تبحث عن مناطق دافئة للذهاب إليها ــ عكس مناجم اليورانيوم تمامًا.

وعن النوع المحدد من السحالي الذي ذكره فيروز آبادي، >>الحرباء (نوع من عائلة السحالي يطلق عليه اسم Chamaeleonidae) فهي تعيش على الأشجار، ولذلك فهي لا تملك أية نوايا في ترك موطنها على الأغصان من أجل الزحف حول الصخور في مناجم اليورانيوم<<، يقول سينيرفو.

>لذلك تعتبر هذه المزاعم حسب ما نعرفه حول السحالي ودوافعها (سخيفة)<< يقول سينيرفو.


  • إعداد: وليد سايس
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر