في ثلاثينات القرن الماضي ومع تصاعد احتمال اندلاع حرب عالمية ثانية ومع تسارع الأبحاث على الانشطار النووي والمواد المشعة، وجد العالم الكبير ألبريت أينشتاين -المعادي لألمانيا النازية- أنَّه من الضروري تنبيه الرئيس الأمريكي والدول الغربية إلى أنَّ إنتاج قنبلة نووية أصبح أمرًا ممكنًا على الأقل من الناحية النظرية، وإلى خطورة امتلاك ألمانيا لهذه القنبلة الفتاكة.

فكتب في 2 أغسطس 1939 رسالته الشهيرة إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت:

«في الشهور الأربعة الأخيرة أصبح من المحتمل بفضل أبحاث جوليو في فرنسا وفيرمي في أمريكا إحداث تفاعل انشطاري متسلسل في كتلة كبيرة من اليورانيوم؛ الأمر الذي سينتج عنه كمية هائلة من الطاقة وعناصر مشعة جديدة. هذا الأمر سيصبح ممكن الحدوث في المستقبل القريب، واعتمادًا على هذه الظاهرة يمكن تصنيع قنابل نووية جديدة سيكون لها قوة قصوى»

بعد هذه الرسالة أمر الرئيس الأمريكي بإنشاء مشروع مانهاتن السري وصناعة قنبلة نووية مهما كانت التكلفة المادية والبشرية.

اشترك في المشروع أكثر من 100 ألف شخص بينهم عشرات العلماء الحاصلين على جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء وبلغت التكلفة الكليَّة أكثر من ملياري دولار في ذلك الوقت، أي ما يعادل 30 مليار دولار اليوم.

وفي 16 يوليو 1945 تمكن هذا المشروع من تجربة أول قنبلة نووية وتفجيرها في صحراء نيومكسيكو، ولاحقًا تم إنتاج القنابل النووية التي ألقيت على اليابان وأدت إلى استسلامها غير المشروط ونهاية الحرب العالمية الثانية.

لابدَّ من الإشارة هنا إلى أنَّ أينشتاين كان عالم فيزياء نظري، وهو واضع القانون الشهير: (E=MC2) الذي يحدِّد كمية الطاقة الهائلة الناتجة عن تفاعل الانشطار النووي المتسلسل، ولكنَّ هذا القانون لا يُمكّننا من صناعة قنبلة نووية لأنَّ ذلك يتطلَّب تكنولوجيا وفيزياء تطبيقيَّة عملية كتخصيب اليورانيوم وبناء المفاعلات النووية، الأمر الذي قام به علماء آخرون مثل: روبرت أوبنهايمر وإنريكو فيرمي.


  • إعداد: د . محمد الأبرص
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • المصدر : The Universe in A Nutshell . Stephen Hawking