في ما يلي قائمة بثمانية عشر اكتشاف غير العالم بالمصادفة وعن طريق الخطأ، لنستعرضها سويًا

10- البنسلين:

في عام 1928، لاحظ السير ألكسندر فيلمنغ وهو بروفيسور في علم الجراثيم أن مستعمرات من بكتيريا (Staphylococcus) بدأت تنمو على أطباقه البريتونية (أطباقٌ مستديرةٌ شفافةٌ ولها غطاء).

وبينما كان يبحث عن المستعمرات، لاحظ شيئًا مثيرًا للاهتمام.

فالبكتيريا لم تكن تنمو حول القالب.

في الواقع، تحول العفن لسلالةٍ نادرةٍ من البنسلين التي تفرز مادةً تثبط نمو البكتيريا.

تم إدخال البنسلين في عالم الطب في أربعينيات القرن الماضي، مما ساعد على فتح عصرٍ جديدٍ من المضادات الحيوية.

11- الفياجرا:

هو أول علاجٍ لضعف الانتصاب لدى الرجال، ولكن لم يكن هذا الهدف الأول من اختباره.

إذ قدمت شركة فايزر (Pfizer) المادة الكيميائية Sildenafil – وهي المادة الفعالة في الفياجرا- كدواءٍ للقلب.

أثبت الدواء خلال التجارب السريرية عدم فعاليته تجاه أمراض القلب، ولكن الرجال أشاروا إلى أن الدواء يسبب تأثيرًا آخر “انتصابٌ أقوى ولمدةٍ أطول”، حتى مع عدم القدرة على الحفاظ على الانتصاب من قبل، فقد عادت القدرة أثناء استخدام عقار الفياجرا.

أجرت شركة فايزر تجارب سريرية على 4000 رجل يعانون من مشاكلٍ في الانتصاب، وخلصت إلى نفس النتائج.

12- الإنسولين:

كان الطبيبان أوسكار مينكوسكي وجوزيف فون ميرنغ (من جامعة ستراستبورغ) يحاولان فهم الطريقة التي يؤثر بها البنكرياس على الهضم، لذلك وفي عام 1889 قاما بإزالة البنكرياس من كلب، وبعد أيامٍ قليلةٍ، لاحظا أن الذباب كان يحوم حول بوله، الأمر الذي كان غريبًا وغير متوقعٍ.

اختبرا البول، ووجدا فيه السكر، فأدركا أنه من خلال إزالة البنكرياس، فقد أعطيا مرض السكري للكلب.

لم يعرفا حينها أن ما ينتجه البنكرياس ينظم السكر في الدم، ولكن خلال سلسلة من التجارب التي حدثت ما بين العام 1920 و 1922، تمكن الباحثون في جامعة تورونتو من عزل المادة التي يفرزها البنكرياس وأطلقوا عليها اسم الإنسولين.

وعلى إثر ذلك فاز فريقهم بجائزة نوبل في الطب، وخلال عام بدأت شركة Eli Lilly بإنتاج وبيع الإنسولين.

13- المطاط المقوى:

كافح تشارلز غوديير لسنواتٍ من أجل تحويل المطاط لشيءٍ مفيدٍ، لا يتيبس بالبرودة ولا يذوب تحت أشعة الشمس.

كان يجرب لسنوات ويستثمر كل شيءٍ يمتلكه في أبحاث المطاط وذلك بالرغم من كون عائلته جائعة، لكنه لم يتمكن من صُنع منتجٍ قابلٍ للتطبيق تجاريًا.

لكن الأمور بدأت بالتغير، بدايةً سكب بعضًا من حامض النتريك على بعض المطاط بلون ذهبي لإزالة اللون فتحول لونه للأسود، فرماه بعيدًا.

لكنه عاد وانتشله من سلة القمامة عندما لاحظ أن المطاط قد أصبح أكثر قساوةً من الخارج وجافًا ولينًا من الداخل أكثر من أي مطاط.

ولكنه كان ما يزال يذوب تحت الحرارة العالية.

بدأ باستخدام الكبريت في تجاربه، وهنا أصبحت الأمور غامضةً بعض الشيء، ففي نوبةٍ من الفرح رمى بقطعةٍ من المطاط المُكبرت في الهواء، وهبطت على الموقد، ولكنها بدل أن تذوب تفحمت، فانتبه إلى أنه صنع تقريبًا مادةً مقاومةً للماء والحرارة.

بعد إجراء مزيد من التجارب، أدرك أن بإمكانه الحصول على أكثر النتائج فاعليةً باستخدام البخار لتسخين خليط المطاط والكبريت الذي ابتكره.

ونجح أخيرًا.

لم يتفق غوديير مع أولئك الذين وصفوا اكتشافه على أنه حادث، ولكن (إن كانت القصة صحيحة) فلا يزال اكتشافه يعتمد على حادثٍ واحدٍ محظوظ.

14- رقائق الذرة (الكورن فليكس Corn Flakes):

إن وصفة تحضير الكورن فليكس خرجت من محاولةٍ فاشلةٍ لطهي القمح في عام 1894.

في ذلك الوقت، كان جون كيلوغ المشرف الطبي في باتل كريك سانياريوم -وهو مرفق صحي قائم على مبادئ السبتيين- كان جون وشقيقه ويليام، اللذان يعملان في المصحة، يحاولان التوصل إلى نظامٍ غذائيٍ للمرضى هناك.

وفي أحد الأيام، نسى الأخوان القمح يغلي على الموقد وتُرك طويلًا عن طريق الخطأ.

وعندما رفعا القدر من على الموقد حاولا عجنه، لكن القمح تحول لرقائق، اكتشفا أنهما يستطيعان خبزه في وجبةٍ خفيفةٍ مقرمشةٍ.

وبعد عدة تجارب، وجدا أنه بالإمكان استخدام الذرة عوضًا عن القمح، وهنا ولدت وصفة رقائق الذرة.

15- التيفلون:

نشكر الكيميائي روي بلونكيت لاختراعه التيفلون.

كان بلونكيت موظفًا في مختبر جاكسون التابع لشركة دوبونت في عام 1938 عندما بدأ في البحث عن مواد تبريدٍ جديدةٍ، ومن بين المواد التي جربها بلونكيت غاز تيترافلورو إيثيلين (TFE).

عندما فتح الإسطوانة التي خزن فيها غاز (TFE)، فوجئ بأن الغاز قد تبلور بشكل بودرةٍ بيضاءَ غامضةٍ داخل الوعاء.

أجرى بلونكيت المزيد من التجارب ووجد أن المسحوق لم يكن مقاومًا للحرارة فحسب، ولكنه كان أيضًا منخفض الاحتكاك السطحي وكان خاملًا مع الأحماض المسببة للتآكل وهو مثالي لأدوات الطهي.

16- الغراء الفائق (Super Glue):

عندما اكتشف هاري كوفر الابن المادة التي ستصبح الغراء الفائق، كان في الواقع يقوم بتجربة مناظير بندقيةٍ شفافةٍ لاستخدامها في الحرب العالمية الثانية.

كان يجرب بفئةٍ من الكيماويات تُدعى الأكريلات، ولكنه وجد أن الصيغة التي توصل إليها كانت لزجة جداً وترك المادة.

وبعد عدة سنوات، تحديدًا في العام 1951، كان ينظر كوفر إلى الأكريلات، هذه المرة لاستخدامها في طلاءٍ مقاومٍ للحرارة لمقصورات الطائرات النفاثة، وفي أحد الأيام، قام زميله فريد جوينر بنشر أحد مركبات الأكريلات بين عدستين لفحصه بمقياس انكسار، فوجد أن العدستين التصقتا ببعضهما وليس بالإمكان فصلهما، فجذبت إمكانيات هذه المادة انتباه كوفر، وبعد عدة سنوات دخلت السوق كمادةٍ لاصقةٍ كما نعرفها اليوم باسم Super Glue.

17- زجاج الأمان:

في العام 1903، أوقع العالم الفرنسي إدوارد بينيدكتس قنينة كان قد ملأها بنترات السيليلوز، وهي نوع من البلاستيك السائل، فانكسرت وتبخر السائل لكنها لم تتناثر!

انكسرت قطع الزجاج و لكنها بقيت في مكانها محافظةً على شكل القنينة، وبناءً على تحقيقات بينيدكتس في الأمر، أدرك أن السائل البلاستيكي قد ساعد قطع الزجاج على البقاء متماسكةً.

كان هذا هو النوع الأول من زجاج الأمان المُطور، وهو منتج يُستخدم الآن بكثرةٍ في زجاج السيارات، ونظارات السلامة، وأكثر من ذلك بكثير.

18- الفازلين (Vaseline):

في العام 1859، كان الكيميائي روبرت تشيزبرو يحقق في بئرٍ نفطيٍ في بنسلفانيا فسمع هناك أن عمال النفط يشكون من شمع شبيه بترسب البارافين سُمي “شمع القضبان”، يضطرون إلى إزالته في الغالب عن قضبان المضخات الفولاذية إلا أنّ هؤلاء وجدوا في تلك المادة المزعجة مرهمًا مسكنًا وشافيًا للحروق والجروح.

أثار ذلك اهتمام تشيزبرو فجمع عينات من شمع القضبان وحملها إلى منزله وباشر بفحصها.

مرت 11 سنة وهو يعمل في تصفية الراسب وتنقيته.

وكانت أكثرية المراهم تُصنع آنذاك من الشحوم الحيوانية والزيوت النباتية، وتعرض للتلف إذا حفظت لمدةٍ طويلةٍ.

ففكر تشيزبرو بأن هذه المادة النفطية المنشأ والخالية من الزنخ والرائحة الكريهة قد تُصبح مرهمًا يكثُر طلبه.

ولكي يختبر فعاليته أحدث جروحًا وخدوشًا وحروقًا في جلده وعالجها بشمع القضبان.

ولما تأكدت له فعالية هذا المرهم، أنشأ تشيزبرو في العام 1870 المعمل الأول لصُنع البلسم الجديد الذي سمـّـاه فازلين.


  • ترجمة: عصام خلف.
  • تدقيق: حسام التهامي.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر