في يوم 17 يوليو من عام 2016 ضربت أمطارٌ رعديةٌ منطقةً ضيقةً قبالة سواحل الخليج في ألاباما في الولايات المتحدة الأمريكية، كان (ريك جيس – Rick Geiss) حينها يجلس على الشاطئ أمام منزله في منطقة (كريستال شورز ويست – Crystal Shores West) عندما التقط صورةً باستخدام هاتف الـ آيفون الخاص به.

منذ فترةٍ قريبةٍ شارك ريك تلك الصورة مع عالم الأرصاد الجوية (جاكوب دون – Jacob Dunne) والذي أعاد نشرها على موقع تويتر واصفًا إياها بأنها «أفضل مثالٍ على سحابةٍ على شكل فطر رآها في حياته».
انتشرت الصورة مسببةً إبهار كل المهتمين بالطقس على وسائل التواصل الاجتماعيّ.

وصفها (براين شيلتر – Brian Stelter) مقدم برامج على قناة CNN بأنها صورةٌ رائعة.

التباين بين لون السحاب الأبيض المرتفع واللون الغامق المرعب لعمود المطر مذهل، شكل السحابة متناسقٌ لدرجةٍ جعلت البعض يتساءلون عن مصداقية الصورة، ولكن في حكمنا تبدو الصورة أصلية.

يقول خبير الطقس (جيف هالفيرسون – Jeff Halverson): «توضح الصورة سحابةً وحيدةً طويلةً ناتجةً عن الحمل الحراري للهواء، وهي نوعٌ من أنواع السحب الركامية تُسمى باللغة اللاتينية (cumulus congestus – الطويلة التراكمية)».

ويضيف: «يوجد تيارٌ هوائيٌّ ضخمٌ في منتصف السحابة يتجه إلى الأعلى وهو ما يعطيها شكلها العام، أما شكلها المدبب ففي الغالب هو نتيجة سحب الهواء الجاف البارد إلى الداخل والأعلى على حدود التيار الصاعد الأصليّ، وهو ما يتسبب في تبخر بعض من أطراف السحابة وينحت شكلها المميز».

توضح الصورة مثالًا دقيقًا لما يُعرف باسم نبضة الأمطار الرعدية (لأنها تظهر وتختفي سريعًا)، أو الأمطار الرعدية القافزة (لأنها تبدو وكأنها ظهرت فجأة)، أو الناتجة عن كتلة هوائية.

تتكون تلك الأمطار عند غياب عوامل تكوّن العواصف الرعدية الكبيرة مثل «الجبهات الباردة»، ولكنها تكتسب طاقتها من طاقة الشمس مباشرة في يومٍ صيفي مشمسٍ حار.

كتب هالفرسون في عام 2013 مقالًا يشرح فيه طريقة تكوّن تلك العواصف الصغيرة: «تيارٌ هوائي صاعد سريعٌ (يتجه إلى الأعلى) خلال أول 15 دقيقة من العاصفة، يسحب معه كمياتٍ كبيرةً من بخار الماء في اتجاه الداخل والأعلى، يتكثف هذا البخار مكونًا كميةً كبيرةً من قطرات المطر.

بعد (15 ـ 20) دقيقة، تبدأ الأمطار، ما يسبب تيارًا هوائيًا إلى الأسفل، وهو ما تعززه البرودة الناتجة عن التبخر (التبخر يبرد الهواء ويزيد من كثافته).

مع زيادة التيار الهابط مقابل التيار الصاعد تتوقف العاصفة، دون تيارٍ صاعدٍ يقويها، وتقضي آخر دقائقها في إمطار كل محتوياتها».

يوضح الشكل في الأعلى بصورةٍ جميلةٍ أطوار نمو العاصفة، ويمثل ما يُطلق عليه «سحابة الفطر- طور العاصفة السريعة الناضجة».

تستمر تلك العواصف عادةً لمدة 30 دقيقة أو أقل؛ وذلك لأن اتجاه الرياح إلى الأعلى تمامًا بدلًا من كونه مائلًا.

وبالتالي يمر الهواء الهابط البارد بسبب المطر خلال نفس عمود الهواء الساخن المرتفع وهو ما يؤدي في النهاية إلى انهيار التيار الصاعد.

عندما تكون الرياح الصاعدة مائلة وينفصل التيار الصاعد عن الهابط، تستمر العاصفة لمدةٍ أطول وربما تزداد قوتها.


  • ترجمة: جورج فام
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: إيناس الحاج علي
  • المصدر