إن كنت أبًا أو أمًا، قد يثير انتشار الطابع المادّي لدى أطفالك قلقك.

حسب العديد من الأبحاث، توجد علاقةٌ بين المادّية ومشاكل نفسية كالقلق المرضيّ، والاكتئاب، بالإضافة إلى السلوك الأنانيّ.

لكنّ الخبر المفرح -حسب دراسةٍ نشرتها (مجلة النفسية الإيجابية – Journal of Positive Psychology )- أنَّ للأبوين ولطريقة تربيتهما أبناءهما دورًا كبيرًا في الحول دون جعلهم أشخاصًا مادّيين.



تقول الباحثة لان نكوين شابلن، أستاذةٌ مساعدة في التسويق بجامعة إلينوي بشيكاغو، ومؤلفةٌ مشاركة في الدراسة: «تشير نتائج البحث إلى إمكانية الحدّ من ظاهرة المادّية لدى المستهلكين الصغار، وكذا توابعها (الجشع)، باستعمال وسيلةٍ بسيطة وهي تربيتهم على الامتنان تجاه الأشياء والأشخاص من حولهم».

بعد دراسةٍ شملت أكثر من 900 طفلٍ تتراوح أعمارهم بين 11 و17 سنة من كل أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وجد فريق البحث علاقةً بين تشجيع الأطفال على الامتنان وتأثيره على مدى مادّيتهم، إذ إنَّ الشعور بالامتنان والتعبير عنه يحدّان من تطوير تفكيرٍ ماديّ، ويرفعان أيضًا مستويات السخاء لدى المراهقين.

أُجريت الدراسة على 870 مراهقًا، عُرض عليهم ملء استمارة على الإنترنت من ثمانِ نقاطٍ لقياس القيمة التي يعطونها للمال والأشياء المادية، واستمارة من أربع مواد لتقييم مدى امتنانهم للأشخاص والممتلكات في حياتهم.

أجرى الباحثون بعدها تجربةً أخرى على عينةٍ تتكوّن من 61 مراهقًا، طلبوا منهم ملء الاستمارات سالفة الذكر.



ثم طُلب من المراهقين الاحتفاظ بدفتر مذكراتٍ وتشكيل مجموعتين، يدوّن أفراد الأولى امتنانهم لشخصٍ وشيءٍ في حياتهم بشكلٍ يوميّ طيلة أسبوعين، ويدوّن أفراد الأخرى نشاطاتهم اليومية فقط.

بعد اكتمال المدة المخصصة، جمع المشرفون دفاتر المذكرات بالإضافة إلى إجراء المشاركين الاستطلاعَ من جديد، أُعطي كل طفلٍ عشر ورقاتٍ من فئة دولارٍ واحد مقابل مشاركته، دون الحاجة إلى التبرع بجزءٍ منها إن أراد الاحتفاظ بها.

تشير النتائج إلى ميول المجموعة الأولى إلى الامتنان على حساب المادّية بينما لم يلاحَظ أيُّ تغييرٍ يُذكَر لدى المجموعة الثانية.

بالإضافة إلى ذلك، أصبحت المجموعة التي طُلب منها تدوين امتنانها بشكلٍ يوميّ أكثر سخاءً من المجموعة الأخرى، إذ تبرعت بأكثر من ثلثي المبلغ الذي حصلت عليه، بينما لم تتجاوز المجموعة الأخرى نصف المبلغ.



تقول شابلن: «تشير نتائج هذه الدراسة إلى وجود رابطٍ بين ارتفاع مستوى الامتنان وانخفاض مستوى المادّية لدى المراهقين على نطاقٍ ديموغرافيٍّ واسع».

يقول المؤلفون إنَّ الحدَّ من المادية وتعزيز الشعور بالامتنان لدى الأطفال والمراهقين يمكن تحقيقه من خلال تشجيعهم على الاعتراف بالامتنان سواءً خلال الحديث معهم، أو عن طريق تدوينهم ما هم ممتنون له بشكلٍ دوريٍّ من جهة، ومن جهةٍ أخرى من خلال مواجهة أي سلوكٍ مادّي يبدونه.


  • ترجمة: عبد العزيز برقوش
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: زيد أبو الرب

مصدر1 / مصدر2