بعد الرحيل المحزن لوحيد القرن الأبيض (سودان) هذا العام، لم يعد موجودًا من هذا النوع سوى أنثيين.

ودون حدوث معجزة، لن تتمكن ناجين-Najin وفاتو-Fatu من الحصول على أي أبناء.

لكن مع بعض الأبحاث، تبين أن هناك أملٌ ينتظرهما، عن طريق التلقيح الاصطناعي.

هذا لأن نوع وحيد القرن الشمالي (Ceratotherium simum cottoni) له علاقة وثيقة بابن عمه الجنوبي (Ceratotherium simum simum).

إننا نعلم بالفعل أن هذين النوعين الفرعيّين ينحدران من سلف مشترك منذ نحو مليون سنة.

والآن نشرت ورقة علمية في Proceedings of the Royal Society of London B، وجدت أن وحيد القرن الشمالي والجنوبي كانا يتزاوجان سويًا بنجاح منذ نحو 14 ألف عام.

تلك أخبار جيدة لمحبي الحياة البرية، فهي تُحسِّن من فرص التلقيح خارج الجسم بينهما.

يقول مايكل بروفورد Michael Bruford، الباحث الرئيس وأخصائي الإيكولوجيا الجزيئيّة في جامعة كارديف Cardiff University: «بالرغم من الحقيقة القائلة أنهما انقسما منذ مليون سنة، نرى أنهما تبادلا الجينات خلال تلك الفترة، وربما يكون ذلك بقرب العصر الجليديّ، عندما تمددت حشائش السافانا الإفريقية واتصل النوعان ببعضهما، وبما أنها فعلا ذلك مؤخرًا، يمكنهما فعل ذلك الآن».

توصل بروفورد وفريقه إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل ومقارنة الحمض النووي الريبوزي منزوع الأكسجين DNA بين 232 فردًا من وحيد القرن (217 من الجنوب و15 من الشمال)، البعض منها أحياء والبعض من خلال عينات من المتحف.

أظهرت النتائج انقسامًا بين السلالتين منذ ما يقرب إلى مليون سنة، وحدث اتصال حديث بينهما بعد الانفصال وتبادلا الجينات.

يقول الباحثون أن هذا التبادل الجيني كان سهلًا بفضل تمدد السافانا بعد عصر الإيميان بين الجليديّ Eemian interglacial (منذ 115 و130 ألف سنة) ما ساعد على انتشار كليهما والتوسع أثناء الفترة الجليدية من العصر البلستوسيني المتأخر (منذ 14 ألف و106 ألف سنة)، وحديثًا في ذروة العصر الجليديّ glacial maximum الأخير (14 ألف و26 ألف سنة).

يوجد الآن في معهد لايبنتز لأبحاث الحيوان والحياة البرية في برلين خزان يحتوي نحو 300 مليلتر من الحيوانات المنوية لسودان محفوظة في النيتروجين السائل في درجة حرارة -196 درجة سيلسيوسية.

تتركز الخطة حول إرجاع وحيد القرن الأبيض الشمالي من خلال هذا المصدر الثمين وحمايته من الانقراض، باستخدام بويضات ناجين وفاتو وبديل من وحيد القرن الأبيض الجنوبي.

تفتح تلك الدراسة إمكانية جديدة، وهي خلق أجنّة هجينة باستخدام حيوانات سودان المنوية وبويضات وحيد القرن الأبيض الجنوبيّ، وهي النوع الوحيد من وحيد القرن غير المهدد.

قام الفريق بتلقيح البويضات بالفعل من وحيد القرن الأبيض الجنوبي مستخدمين حيوان منوي في يوليو، ويرفع هذا البحث فرص الولادة الناجحة حتى إذا لم يكن هناك ضمانة أكيدة.

يقول بروفورد: «من الصعب التنبؤ بما سيحدث إذا تم تهجين الفصيلتين ولكن الخيارات المتاحة حاليًا لوحيد القرن الأبيض الشمالي تجعله خيارًا حيويًا».


  • ترجمة: محمد إيهاب
  • تدقيق: براءة ذويب
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر