يُعد كوكب أورانوس سابع كواكب المجموعة الشمسيةمن حيث البعد الشمس والكوكب الوحيد الذي حصل على اسم من الميثولوجيا الإغريقية بدلًا من الرومانية كبقية كواكب نظامنا الشمسي. يحتل هذا العملاق الغازي الثلجي المرتبة الثالثة من ناحية الحجم، والمرتبة الرابعة من ناحية الكتلة، كما يُعتبر واحدًا من أقل كواكب المجموعة الشمسية كثافة. سنتناول في هذا المقال عشر حقائق مثيرة عن كوكب أورانوس.

1. أورانوس أبرد كواكب المجموعة الشمسية.

يدور أورانوس حول الشمس على مسافة 2.88 مليار كم تقريبًا، ما يجعله أقرب إلى الشمس من الكوكب الثامن (نبتون) الذي يبعد عنها مسافة 4.5 كم، ولكن هذا لا يمنع أورانوس من أن يكون أبرد كواكب نظامنا الشمسي، إذ يبلغ متوسط درجة حرارته 201 درجة مئوية تحت الصفر، وتنخفض إلى 218 درجة مئوية تحت الصفر، بينما يبلغ معدل درجة حرارة سحبه العليا (وهي حرارة سطح الكواكب الغازية) حوالي 197.2 درجة مئوية تحت الصفر، وتنخفض إلى 226 درجة تحت الصفر أحيانًا.

عشر حقائق مثيرة عن كوكب أورانوس سابع كواكب المجموعة الشمسية النظام الشمسي البعد عن الشمس أقمار أورانوس عملاق غازي حلقات أورانوس

يتميز أورانوس بنواة باردة لا تشع أي إشعاعات حرارية بخلاف باقي الكواكب الغازية العملاقة ذات الأنوية شديدة السخونة بباطنها (والتي تشع حرارة على هيئة أشعة تحت حمراء).

2. يدور أورانوس حول الشمس بجانبه.

تدور جميع كواكب النظام الشمسي حول محاورها التي تميل بزاوية مماثلة للشمس. وتتسم بعض الكواكب بميل محوري، فعلى سبيل المثال: يميل محور دوران الأرض بزاوية 23.5 درجة بعيدًا عن الشمس، بينما زاوية ميل محور المريخ تصل إلى 24 درجة، وهذا الميل المحوري هو المسؤول عن تتابع الفصول المناخية على سطح الكوكبين.

أما عند أورانوس، فتبلغ زاوية ميل محوره حوالي 99 درجة! وهذا يعني أن الكوكب يدور بجانبه، فتبدو جميع الكواكب أثناء دورانها حول الشمس بأنها تدور حول محورها طوليًا، بينما يبدو أورانوس كأنه مقلوب على جانبه، ويظهر أثناء دورانه كأنه كرة تتدحرج على مسار دائري حول الشمس، وتُعد هذه واحدة من أغرب ما يميز كوكب أورانوس.

عشر حقائق مثيرة عن كوكب أورانوس سابع كواكب المجموعة الشمسية النظام الشمسي البعد عن الشمس أقمار أورانوس عملاق غازي حلقات أورانوس

أورانوس كما صوره تليسكوب هابل الفضائي. حقوق الصورة: NASA/Hubble.

3. يستغرق الفصل المناخي على أورانوس يوًما واحدًا طويلًا يعادل 42 سنةً أرضيةً.

يستغرق أورانوس 17 ساعةً أرضيةً ليُتِمَّ دورةً حول محوره، ولكن نظرًا لميل محوره الشديد، يختلف اليوم عند أحد قطبي الكوكب، إذ يظل أحدهما مواجهًا للشمس مدة تصل إلى نصف مدة دوران الكوكب حول الشمس.

وتعادل السنة على أورانوس 84 سنةً أرضيةً. لذا يظل أحد قطبي الكوكب مواجهًا للشمس في يوم نهاري طويل يصل طوله إلى 42 سنة أرضية يكون فيه الفصل المناخي صيفًا، بينما يكون القطب الآخر في ليل مظلم طويل، ويكون فيه الفصل المناخي شتاءً.

4. أورانوس ثاني أقل الكواكب كثافةً.

يأتي كوكب أورانوس في المركز الثاني بعد كوكب زحل بصفته أقل الكواكب كثافةً، إذ تصل كثافة زحل إلى 0.687 جم/سم مكعب، أي أنها أقل من الماء، ولهذا يمكن لزحل أن يطفو على سطح الماء (هذا بالطبع إن وجدنا حوضًا باتساع يصل لحوالي 60 ألف كم لاستيعاب هذا العملاق الغازي)، أما أورانوس فكثافته تقدر بحوالي 1.27 جم/سم مكعب.

وعلى الرغم من ضخامة أورانوس التي تعادل 14.5 أرضًا، لن تشعر إلا بحوالي 89% من جاذبيته، وذلك بفعل كثافته المنخفضة، لذا يمكن القول أنك تستطيع الوقوف على سطح سحب أورانوس!

5. يملك أورانوس حلقات.

يُعتبر زحل أشهر الكواكب المتميزة بالحلقات شديدة الوضوح، إذ يمكن رؤيتها باستخدام أي تليسكوب متواضع. لكن في الواقع، جميع الكواكب الغازية أو الثلجية العملاقة لها حلقات، وتأتي حلقات أورانوس في المرتبة الثانية من ناحية الوضوح بعد زحل. تتكون حلقات أورانوس من جسيمات مظلمة تتراوح أحجماها من عدة ميكرومترات إلى عدة سنتيمترات، ولذلك لا تبدو واضحةً كحلقات زحل.

اكتشف العلماء 13 حلقةً حول أورانوس، وتعد حلقة (إبسيلون-Epsilon) ألمعها. تتسع هذه الحلقات إلى مسافة تصل إلى عدة كيلومترات بخلاف حلقتين ضيقتين. يعتقد العلماء أن هذه الحلقات تكونت حديثًا إثر تفتت أحد أقمار أورانوس من كثرة الاصطدامات النيزكية وشدتها، تاركًا خلفه فتاتًا في منطقة مدارية مثالية مُشكِّلةً تلك الحلقات المعروفة.

6. يحتوي الغلاف الجوي لأورانوس على ثلوج.

يتسم كوكب أورانوس ظاهريًا بالهدوء بخلاف باقي الكواكب الغازية العملاقة كالمشتري مثلًا -المشهور بعواصفه وأعاصيره العنيفة. لقد حصلنا على بعض المعلومات الجديدة بفضل المعدات الحديثة التي تفحص الكواكب بأطياف أخرى (كالأشعة تحت الحمراء)، والزيارة التي حظي بها أورانوس من قبل المركبة (فوياجر-٢)، على سبيل المثال: اكتشف العلماء منطقة رياح عاتية -تُعرف باسم النقطة الداكنة على أورانوس- تصل فيها سرعة الرياح إلى 900 كم/ساعة، مشابهة للنقطة الحمراء بكوكب المشتري. كما اكتشف العلماء بعض التشكُّلات المميزة الخاصة بالسحب، والتي تستمر لبضع ساعات وبعضها يصل إلى عدة سنين أو عقود.

المنطقة الداكنة لأورانوس كما صورها تليسكوب هابل الفضائي. حقوق الصورة: NASA/ESA/L. Sromovsky.

المنطقة الداكنة لأورانوس كما صورها تليسكوب هابل الفضائي. حقوق الصورة: NASA/ESA/L. Sromovsky.

وأكثر ما يميز الغلاف الجوي لأورانوس أنه يحتوي على ثلوج. يُعد الميثان ثالث أكثر العناصر انتشارًا على أورانوس، وهو المسؤول عن لونه الزمردي (الأخضر المزرق)، وهناك أيضًا بعض الكميات من الهيدروكربونات مثل: الإيثان، والأسيتيلين، والميثيل أسيتيلين، وثنائي الأسيتيلين، ويُعتقد أنها كلها ناتجة عن التحلل الضوئي للميثان بفعل تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية. كما تأكد وجود الماء والأمونيا وأول وثاني أكسيد الكربون في طبقات الغلاف الجوي لأورانوس، وبفعل برودته الشديدة توجد هذه العناصر في الحالة الثلجية. ولهذا يُطلق عليه أحيانًا العملاق الثلجي.

7. لأورانوس 27 قمرًا.

مثل باقي العمالقة الغازية، يملك أورانوس عددًا كبيرًا من الأقمار، اكتشف العلماء منها حتى الآن 27 قمرًا، أغلبها صغيرة ذات أشكال غير منتظمة، وإذا جُمعت كتلها كلها ستكون أقل من نصف كتلة القمر (تريتون) -أكبر أقمار الكوكب نبتون. وبخلاف تريتون، تكونت أكبر أقمار أورانوس من القرص المزود الخاص بالكوكب، فضلًا عن أنها أجسام ملتقطة بجاذبية الكوكب مثل تريتون.

أكبر أقمار أورانوس بالترتيب حسب الحجم (تصاعديًا): ميراندا-Miranda، آريل-Ariel، أمبريل-Umbriel، أوبيرون-Oberon، تيتانيا-Titania. تتراوح كتلها بين 6.7 * 10 للأس 19 كجم لميراندا إلى 3.5 * 10 للأس21 كجم لتيتانيا بينما تتراوح أقطارها بين 472 كم لميراندا إلى 1578 كم لتيتانيا. تمتاز هذه الأقمار بظلمتها في العادة، ويُعد القمر آريل أكثرها لمعانًا، وأشدها ظلمةً القمر أمبريل.

عشر حقائق مثيرة عن كوكب أورانوس سابع كواكب المجموعة الشمسية النظام الشمسي البعد عن الشمس أقمار أورانوس عملاق غازي حلقات أورانوس

يتكون كل منها من كميات متقاربة من الثلوج والصخور عدا القمر ميراندا المتكون معظمه من ثلوج الأمونيا وثاني أكسيد الكربون، ونسبة صخرية ضئيلة من الصخور الكربونية. يعتقد العلماء أن هذه الأقمار تتكون من وشاح ثلجي يغطي نواةً صخريةً، ويُعتقد أيضًا أن هناك محيطات مائية سائلة بداخل أنوية القمرين تيتانيا وأوبيرون.

تُعد باقي الأقمار كتلًا غير منتطمة تدور حول القمر تيتانيا وأوبيرون أو تنضم لحلقات الكوكب، ويعتقد العلماء أنها ناتجة عن تفتت بعض الأقمار إثر اصطداماتها العنيفة بالنيازك. تتكون هذه الأقمار الصغيرة من كتل ثلجية ممزوجة بمواد سوداء داكنة يُعتقد أنها مركبات عضوية تحولت للون الداكن بفعل تعرضها للأشعة فوق البنفسجية الشمسية.

8. أورانوس أول الكواكب المكتشفة في العصر الحديث.

تُعد معظم الكواكب المرئية بالعين المجردة مُكتشَفة منذ القدم، أما أورانوس فيُعد أول الكواكب المكتشَفة بعد اختراع أول تليسكوب. عام 1690 اكتشف العالم (جون فلامستيد-John Flamsteed) كوكب أورانوس الذي ظن في البداية أنه أحد نجوم كوكبة الثور.

إلى أن رصده السير (ويليام هيرشل) في عام 1781 ليدرك علماء الفلك أخيرًا أنه كوكب. أراد هيرشل في البداية أن يطلق عليه اسم كوكب جورج نسبةً إلى ملك المملكة الإنجليزية جورج الثالث، ولكن لم يكن هذا الاسم شائعًا خارج إنجلترا، لذا اتفق المجتمع الفلكي على اسم إغريقي وهو أورانوس اسم إله السماء عند الإغريق.

9. يمكن رؤية أورانوس بالعين المجردة.

يضيء أورانوس بسماء الليل على القدر الكافي الذي تراه العين البشرية، ولكن يجب أن ترصده بالسماء الصافية المظلمة بعيدًا عن أي تلوث ضوئي، وأن تنظر إلى موقعه بالضبط. كان أورانوس ظاهرًا منذ القدم، ولكن ظنه القدماء نجمًا نظرًا لإضاءته الضعيفة، فعندما رصده فلامستيد أعطاه اسم (34 Tauri) ظنًا منه أنه أحد نجوم كوكبة الثور (Taurus).

10. حظي أورانوس بزيارة واحدة فقط.

زارت مركبة فضائية واحدة فقط كوكب أورانوس وهي المركبة فوياجر-٢ في 24 يناير 1986، واقتربت منه عند أقرب نقطة على مسافة 81000 كم من سطح سحب الكوكب. وهناك التُقطَت آلاف الصور للعملاق الغازي الثلجي وأقماره الكبيرة قبل أن تتسارع لوجهتها التالية كوكب نبتون.

لم تزر أية مركبات أخرى أورانوس، ولا توجد خطط مستقبلية لزيارته مرةً أخرى، وكان هناك اقتراح قائم عام 2009 بإرسال المركبة كاسيني من زحل إلى أورانوس، ولكن رُفض الاقتراح نظرًا لطول المسافة، إذ ستستغرق كاسيني 20 سنةً لتصل إلى أورانوس.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: محمد شريف

تدقيق: تسنيم الطيبي

المصدر